05-06-2013 11:46 PM
بقلم : د. شفيق ربابعة
كالسوس ينخر في المجتمع , ينمو ويتطور عبر السنين , ولا تكاد
تخلو منه المجتمعات أبدا.وهو ظاهرة وداء مستشرٍ وبقوة في
المجتمعات.نفاق وتملق ورياء ومداهنة . مصفوفة من المسميات
أدركْتُها ولاحظتها خلال أربعين عاما من العمل العام , في
مواقع مختلفة.زاملت خلال عملي ممن أصبحوا : رؤساء حكومات ,
ووزراء, ونواب ومدراْ أمن عام ورؤساء هيئة أركان وقادة فرق
ومناصب أخرى كثيرة لا مجال لعدّها أو حصرها.وكنت ألمس أن
النفاق والمداهنة والرياء وخداع المسؤول وعدم قول الحقيقة
للمسؤول الزائر ديدن الكثيرين وواقع معاش وملموس .وهذا يؤدي في
النهاية الى الفساد وضياع العدل وانتشار المحسوبية, وغيرها الكثير.
فمتى نتخلى عن النفاق؟ ونخشى الله,ومتى نصدق مع أنفسنا ومع غيرنا؟
متى نجرؤ على قول الحقيقة , وبتعد عن المداهنة والتملق والريا؟
متى تصل الحقيقة , كل الحقيقة لأي مسؤول من أفواه العاملين الأوفياء
لا من أفواه المنافقين المداهنين والذين يقلبون الحقائق , كي لايظر الخلل
أو المثالب.
ألم نكتفي من وجع السنين ونوائب الدهر؟ إلى متى سيبقى التزييف
والخداع شعارنا , والكذب والنفاق ديدننا,والتملق مسعانا وحال ملتقانا؟
كيف تعلّمنا النفاق والتملق وكل مايصب في هذا السياق؟ أما نخشى غضب
الخالق لنخاف من الخلق؟ أليس الدين النصيحة , ومن غش فليس منّا؟
متى نرتقي بفكرنا وتفكيرنا ليصبح قول الحق ممشانا ,والنصح والصدق
مسعانا؟ فنتخلى عن النفاق ودروبه ,والتملق وضروبه.فينتشر العدل
ويختفي الفساد ويخف الظلم وتسعد العباد.وما كان الفساد لولا التملق
والنفاق . فلنقف طويلا ونفكر مليّا بطرق تعاملنا , وإسداء نصحنا
ويصبح قول الحق واقعنا وديدننا , فتصلح حالنا .والله الموفق.
*****
4/6/2013