06-06-2013 09:45 AM
بقلم : تمارا الدراوشه
لا يختلف إثنان في هذا الوطن على أن جلالة الملك هو صمام الأمان الحقيقي للمواطن , فجميع الاردنيين يجمعوا على أن جلالة الملك وبمجرد زيارته إلى أي موقع فأنه يرفع من معنويات المواطنين مهما كانت ظروفهم .
يعتبر جلالة الملك هو رب لأسرة تتكون من ستة مليون مواطن يعيش في هذا الوطن , ورغم إنشغال جلالة الملك في القضايا السياسية سواء المحلية او الإقليمية أو الدولية , إلا أن جلالته يعي تماما ما يجري في الوطن وكيف يتصرف افراد أسرته في مختلف مواقعهم , وهذا ليس غريبا عنه , لأنه تربى في الأسرة الهاشمية وتعلم في العسكرية الاردنية وهو قائد أعلى لها , ويعلم كل صغيرة وكبيرة حتى أنه يعلم كيف يفكر كل جندي وما الذي يعانيه كل فرد من افراد اسرته .
ما دعاني إلى كتابة ذلك هو أن الجميع وخاصة في الأحداث الأخيرة سواء التي جرت في الشمال أو الجنوب (مؤخرا ) كانوا يتطلعون لتدخل جلالته المباشر , وهذا حق المواطن لأنه يؤمن بأن جلالته هو الملاذ الأخير لكل الاردنيين عندما تسود الدنيا في وجوههم , وتعجز الحكومات (كما هي الان) عن إدارة شؤونهم ,وهذا كان واضحا في أحداث الجنوب الأخيرة .
لكن أفق جلالة الملك ونظرته الصائبة والعميقة لكل أحداث الوطن جعلته يفضل إدارة الازمة بشكل غير مباشر , وسبب ذلك أن جلالته يؤمن بإعطاء المسؤولين مساحة واسعة من الحرية ليقوم كل منهم بدوره , وينفذ الواجب المطلوب منه , كأي قائد ناجح يدير مرؤوسيه ويشرف عليهم ويتابع تنفيذهم لواجباتهم .
إضافة الى ذلك فإننا جميعا نؤمن بأن جلالة سيدنا هو والد وأخ لجميع الاردنيين من شتى الأصول والمنابت لكن وبسبب الظروف السياسية والإقليمية والربيع العربي وتأثيره على الحراكات وما تبعها بعد ذلك من مشاجرات وخلافات في مختلف مناطق المملكة ’, فإن جلالته ارتأى أن يؤجل زيارته المباشرة لمواقع هذه الاحداث واقصد هنا مثلا الاحداث الاخير في الجنوب , لأن الملك هو للجميع ويقف من الجميع على مسافة واحدة , فلو قام جلالته بالتدخل المباشر بأي حدث لفتح المجال للحديث عن وقوف جلالته مع جماعة ضد أخرى أو مع منطقة ضد أخرى , وهذا لا يمكن أن يفعله قائد بحكمة جلالته لأن كل الاردنيين أبنائه , فأعزهم عنده هو الصغير حتى يكبر والمريض حتى يشفى والغائب حتى يعود .
هذا هو جلالة الملك يقود بحكمة وعقلانية , فهو يعي تفاصيل التفاصيل ويعلم أنه بنظر الاردنيين يعتبر الحل الأخير والعلاج الأخير دائما , فعتب الاردنيين هو من شدة المحبة والولاء والخوف على الوطن , وأدارته للأزمة هي أيضا تأتي من حكمة وعقلانية وخوف على مصالح الاردن والأردنيين وهذه إدارة حكيمة قلت في هذا الزمن .
أخيرا أرجو أن ينظر الجميع الى أي حدث في هذا الوطن , بشكل أعمق وأوسع وليعلم الجميع أننا في أمان مادام راعي مسيرتنا هو جلالة الملك عبدالله الثاني , فهو الربان الناجح والقائد الذكي الذي يعرف دائما كيف يقود السفينة بركابها الى بر الامان مهما اختلفوا فيما بينهم أو تصارعوا مع بعضهم , وحتى لو قصرت الحكومة بواجبها ,فالجميع يعلم أن جلالته دائما معنا وكما قال المثل العامي عندما خاطب أب أبنائه الذين يحبهم ويخاف عليهم ( ما يهمكو أنا عيني من وراكو ) عاش الاردن قيادة وشعبا وترابا....