حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الأحد ,24 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 38869

حرب تنتظر اشارة الانطلاق فمن سيكون مطلق الصافره

حرب تنتظر اشارة الانطلاق فمن سيكون مطلق الصافره

حرب تنتظر اشارة الانطلاق فمن سيكون مطلق الصافره

06-06-2013 09:53 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : علي فريحات
توحي التصريحات الأميركية و"الإسرائيلية" حول الملف النووي الإيراني والتسريبات الإعلامية المتضاربة، وكأن المنطقة على شفير حرب، تنتظر إشارة الانطلاق ، فمن سيكون مطلق تلك الصافرة المزلزلة، وكيف ستكون الشرارة الأولى؟

على الرغم من الكلمات المدروسة التي استخدمها الرئيس الأميركي في خطابه أمام الأيباك بتكرار لازمة "جميع الخيارات على الطاولة" متعهدا بدعم غير محدود "لإسرائيل"، و مع ترحيب نتنياهو بالخطاب من كندا، استمر الكلام عن خلافات بين الحليفين .

التسريبات الإعلامية حول الخلاف الأميركي "الإسرائيلي" بشأن القيام بتوجيه ضربة للمنشآت النووية الإيرانية، تولد الانطباع بأن "إسرائيل" وضعت الخطة العسكرية للحرب، بينما تعارضها الإدارة الأميركية لتعطي مزيدا من الفرص لاحتواء التوتر بالطرق الدبلوماسية عبر وسيلتي العقوبات الاقتصادية والمفاوضات التي كلف الأميركيون الحكومة التركية بالبحث في إحيائها مع المسؤولين الإيرانيين.

يطال التساؤل عن حقيقة المخاطر الراهنة لمثل تلك الحرب ثلاثة أمور:

هل "إسرائيل" جاهزة لشن الحرب وإلى أي مدى يمكن تصديق التقارير حول التنافر الأميركي "الإسرائيلي" بشأن هذا الملف، وما هو الرد الذي تحضره إيران على أي هجوم عسكري "إسرائيلي" أو أميركي؟

التهديدات "الإسرائيلية" ليست بالجديدة، ولكن المستجد هو مبادرة المسؤولين الأميركيين إلى القيام بما يشبه حملة سياسية محورها المعلن هو ثني "إسرائيل" عن القيام بهجوم عسكري ضد إيران، وهو ما عبرت عنه الزيارات المتلاحقة التي قام بها مسؤولون أميركيون كبار إلى "إسرائيل" والتي تعبّر عن ازدياد القلق الأميركي من القرار "الإسرائيلي" بمهاجمة إيران، وسط ما تناقلته وسائل الإعلام "الإسرائيلية" عن حماس وزير الدفاع ايهود باراك لقرار الحرب بينما لم يتضح الرأي النهائي لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو .

في هذا المجال نقل عن وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا تقديره أن "إسرائيل" قريبة من قرار الهجوم في الربيع، بينما قال الجنرال ديمبسي رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة أن هجوما "إسرائيليا" في هذا الوقت 'لن يكون حكيما' وسيضعضع الاستقرار في المنطقة.

رغم الأجواء الملبدة بين الحليفين حول الملف الإيراني إلا أن بعض الساسة "الإسرائيليين" يقللون من قيمة الخلافات وهذا ما برز على لسان نائب وزير الخارجية "الإسرائيلي" داني أيالون الذي اعتبر أنه لا وجود لأزمة بشأن إيران بين "إسرائيل" والولايات المتحدة الأميركية الصديقتين، واصفاً المحادثات بين الفريقين بالمثمرة."إننا نتشاور دوما مع الأميركيين، لكنهم يدركون أن كل دولة في نهاية المطاف سيدة قراراتها".

صحيفة يديعوت احرونوت اعتبرت في تقرير نشرته مؤخرا إن الخلافات بين الجانبين تتركز حول رفض الإدارة الأميركية توجيه أي ضربة عسكرية في حال تقرر ذلك قبل الانتخابات الأميركية في نوفمبر المقبل، وقالت مصادر "إسرائيلية" مطلعة على كواليس اللقاءات، إن الإدارة الأميركية متخوفة بشكل كبير من ارتفاع دراماتيكي في أسعار النفط والوقود، وهو ما يضيف إليه الخبراء الأميركيون الذين تناولوا عواقب الضربة "الإسرائيلية" لإيران التهديد الذي يمثله الردع الإيراني بالنسبة لممرات التجارة الدولية في الخليج ولمنابع النفط وكذلك ينظر الأميركيون و"الإسرائيليون" على السواء إلى تهديد الصواريخ الإيرانية البعيدة المدى، وكل من سورية وحزب الله "لإسرائيل" في حال وقوع الحرب .

ينبغي الإشارة في مجال حسابات الحرب واحتمالاتها إلى أن قدرة "إسرائيل" على الانفراد بتوجيه ضربة جوية للمنشآت النووية الإيرانية كانت بحد ذاتها موضع نقاش في الأسابيع الأخيرة وقد شرح العديد من المحللين العقبات الجغرافية والتقنية التي تحول دون تمكن سلاح الجو "الإسرائيلي" من خوض هذه المغامرة منفرداً فالأمر يتطلب أكثر من مئة طائرة حربية وإمكانات لوجستية لتعبئة الوقود في الجو وكذلك ضمان ممرات جوية آمنة إلى إيران وهو ما لا يمكن الحصول عليه من غير قرار سياسي أميركي .

خلال السنوات الماضية عملت "إسرائيل" على التلويح بالحرب، ولعبت الولايات المتحدة دور القوة الساعية إلى إقناعها بالعدول عن مهاجمة إيران، وفي داخل هذه اللعبة كانت "إسرائيل" تستعمل تهديداتها وما تثيره من قلق أميركي على مصالح الولايات المتحدة في المنطقة وعلى مصير قواتها المتواجدة في القواعد البرية أم في البحر الخليجي لتحصد "إسرائيل" في النتيجة مزيدا من الهبات المالية والعسكرية، ولتستدرج حملات متزايدة من الضغوط والعقوبات التي تستهدف إيران وبرنامجها النووي، وآخرها العقوبات الأوروبية التي يرى الأميركيون و"الإسرائيليون" أنها تؤثر على الاقتصاد الإيراني، ويمكن أن تهز الاستقرار الاجتماعي في إيران.

لإعطاء تهديداتهم صفة أكثر جدية من السابق، يتحدث "الإسرائيليون" عن الهامش الزمني الضيق الذي يفصل المشروع النووي الإيراني عن تقنيات امتلاك السلاح النووي، بالرغم من الإعلان الإيراني المتكرر لعدم وجود قرار بالسير في هذا الخيار، وفي حين تنظر الولايات المتحدة كدولة عظمى إلى هذا الموضوع بأنه قابل للتفاوض والمقايضة على طريقة تعاملها سابقا مع الصين وقنبلتها النووية فإن الأمر يمثل في نظر "إسرائيل" تهديدا وجوديا، لان توازن الردع النووي بين إيران و"إسرائيل" سيكون تغييرا حاسما في التوازنات بين "إسرائيل" وأعدائها في المنطقة الذين سيصبح بإمكانهم الانتقال من الردع الدفاعي إلى المبادرة الهجومية.

الأسابيع القادمة ستدل عما إذا كانت المنطقة تدور في فلك الحرب الباردة الجديدة بجميع ملفاتها، بما فيها البرنامج النووي الإيراني، وما إذا كانت "إسرائيل" على حافة إشعال حرب كبرى يخشاها الجميع، وستجر حليفها الأميركي خلفها








طباعة
  • المشاهدات: 38869
برأيك.. ما خيارات ترامب للتعامل مع إيران بعد فوزه بانتخابات الرئاسة الأمريكية؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم