06-06-2013 03:59 PM
بقلم : ديما الرجبي
لن أزيد على ما يترتب الآن من سيناريوهات أبت إلا ان تفرض وجودها بيننا , ولن اقول بأننا اليوم واليوم بالذات وليس على الصعيد الزمني للكلمة . بل المعنى الحقيقي لكلمة " يوم " نحن بحاجة الى " فزعة حقيقية " , كنا نتوقع إذا ما تم إعلان حالة العصيان المدني أن تبدء بالشمال , نظراً للظروف التي تتعرض لها ولكثرة الفعاليات الحراكية التي تشهدها . وتناسينا أو لم يتبادر لأذهاننا أنه قد تنتقل تلك الفتن بسهولة إلى جنوب أردننا الحبيب " معان " , لم يتم التعاطي مع الملف الجنوبي كما يجب , ولم يتم إحتواء المشهد كما ينبغي , من المهم أن نُدرك حجم التهديد المحيط بأردن الصمود , ما بين تدفق لاجئين وبطالة فائضة وأسعار تعانق السماء وتهديدات خارجية ومشاهد في شوارع العاصمة توحي بفقدان الأمل لدى المواطن . إذ أصبحت السرقات في وضح النهار على الملء ودون تردد تحدث بين الحين والآخر , ناهيك عن جرائم القتل وحالات الإنتحار وضياع شبابنا في الجامعات .
وهذا ان دل على شيء فيدل على ان المواطن وصل لمرحلة اليأس ولم يعد يكترث لشيء ؟!!
من ناحية اخرى .. نحن نعمل كجسد واحد في هذه المحن وهذه الضربات المتتالية , ومع ذلك يجب أن لا نُسلم جدلآ بأن الامور تحت السيطرة , قلت سابقاً عروس الشمال تصرخ وباقي المحافظات ستستجيب !؟هل من المُنصف أن ندخل في حالة عصيان مدني ونحن نستعد لمواجهة حرب حقيقية ؟ هل يصعب أخذ بعض المطالب بعين الإعتبار وعدم الإستخفاف بها . معان ما هي الا " مواطن " يستغيث , و جميعنا لنا ذات المطالب وجميعنا نهرول وراء الإنصاف ولكن كل منا له طاقة معينة إذا ما أستفذت تمردنا على الواقع . هل يُعقل إستعجال " الربيع الأردني " ونحن مستهدفين ؟
هل يصح أن نتأرجح مع اهواء من يكيد لنا ويتقصدنا ؟ ما لنا والأجندات والملفات والمكائد ؟ ما ذنب المواطن الذي كره حتى صعود أنفاسه من الضيق والتشتت ؟
من الحكمة الآن أن تتوقف الحكومة عن إستفزاز المواطن وأن تتراجع عن قراراتها بالتعاطي مع المستجدات ’ لن يقبل المواطن إستلام فاتورة كهربائية تسرق نصف راتبه لذات الأسباب ’ ولن تقبل معان ان تتجاوز عن ما حدث دون صُلح وتبرير وإعتذار ’ ولن يقف أحد في وجه عدوان خارجي ما دام يشعر بالظلم والعدوان في بلده , إشحنوا طاقات المواطن بطريقة إيجابية ولا تدعوا للسلبية مكاناً بالنفوس , ولا تستهينون بالفقر والجوع والضيق , هم الأساس في الهدم والبناء
والله المستعان