08-06-2013 10:48 AM
بقلم : إياد حماد
منذ قرابة نصف قرن قامت العصابة الأسدية بزعامة الهالك حافظ الأسد بالاستيلاء على مقاليد الحكم في الدولة السورية وعبر هذه العقود المتتالية عملت هذه العصابة على تحويل سوريا دولة الحضارة والتاريخ والعروبة إلى مزرعة لآل الأسد فنهبت خيرات هذا البلد العظيم وثرواته من قبل هذه العصابة المجرمة
كما أن هذه العصابة الأسدية بعد استيلاءها على الحكم في سوريا عملت على تحويل العقيدة القتالية للجيش السوري من حماية الوطن والمواطن إلى حماية حكم آل الأسد والعمل على تأمين سلامة الطائفة العلوية وذلك من خلال إغراق الجيش بالضباط العلويين وحصر المناصب الحساسة في الجيش والأجهزة الأمنية بالعلويين ولذلك أصبحت هذه العصابة التي تحكم سوريا مدعمة بسطوة جيش وقوات أمنية ذات ولاء طائفي لقيادة طائفية ولا أعتقد بأنه يوجد عاقل من أنصار الأسد ينكر بأن المناصب الحساسة في الجيش السوري والأجهزة الأمنية تنتمي للطائفة العلوية ولنا أن نسأل ما الذي حمل الهالك حافظ الأسد إلى تسليم قيادات الجيش السوري إلى طائفة تشكل أقلية في المجتمع ؟ وهل قيادة الجيوش الوطنية تحصر بيد طائفة واحدة فتصبح هي المهيمنة عليها ؟
لقد نجح آل الأسد في قمع الشعب السوري لعقود لكن الشعب أراد الحياة فأخيراً أراد السوريون العزة والكرامة فانتفضوا ليقولوا لبشار الأسد ارحل فعندها رأى الجميع كيف أن الجيش السوري الذي لم يتحرك لعقود نحو الجولان والذي لم يمنع الطائرات الإسرائيلية من ضرب موقع الكبر والذي لم يمنعها من التحليق فوق القصر الرئاسي في اللاذقية والذي لم يمنع القوات الأمريكية من قتل المدنيين في مدينة البوكمال كيف أنه هرع إلى المدن السورية الثائرة ضد حكم آل الأسد ليقوم بقتل أبناء تلك المدن ورأينا كيف كانت الدبابات والمدفعية الثقيلة تحاصر درعا في نفس الوقت الذي كان الجنود الإسرائيليين يقتلون الفلسطينيين والسوريين على حدود الجولان في ذكرى النكبة بل أن الجنود الإسرائيليين دخلوا الحدود السورية فأين كان الجيش السوري وقت حصول ذلك ؟
لقد كان الإعلام السوري التابع لآل الأسد بعد كل اعتداء إسرائيلي أو أمريكي على سوريا يخرج علينا ليقول بأن سوريا تملك لنفسها حق الرد وإلى الآن الجميع ينتظر الرد الذي لن يكون وذلك لأن هذا النظام لم يقدم لسوريا جيشاً وطنياً ليحمي الوطن بل قدم جيشاً تتحكم فيه الطائفة العلوية لحماية آل الأسد والعلويين ولذلك فإن هذا الجيش لم ولن يتحرك من أجل الوطن
إن جيش الأسد تحرك لقتل الشعب السوري الأعزل وبعد أن ظهر لكل سوري بأن هذا الجيش لا ينتمي للوطن كان لا بد من وجود البديل الوطني وهو ما ظهر في سوريا تحت مسمى الجيش السوري الحر فهذا الجيش هو جيش الوطن وليس جيشاً لطائفة ولذلك يجب دعمه بالسلاح والعتاد والمال حتى يتمكن من إيقاف آلة القتل الأسدية
نعلم بأن الغرب لا يريد وجود جيوش وطنية يكون همها حماية الوطن والمواطن لذلك نرى هذا التباطؤ والتخاذل في دعم الجيش السوري الحر فهناك خشية من تسليح الجيش الحر وبالطبع هذه الخشية ليست خشية على السوريين من القتل أو الحرب الأهلية فالقتل حاصل بفضل عصابات بشار ومرتزقته وجيشه الطائفي لكن الخشية الحقيقية هي من عقيدة الجيش السوري الحر والتي تقوم على حماية الوطن والذي تشكل الجولان جزءاً لا يتجزء منه فجيش عصابة الأسد تخلى عن الجولان حيث أنه جيش آل الأسد لا جيش الوطن بينما الجيش السوري الحر هو جيش الوطن كل الوطن ولذلك هناك رفض جدي إلى الآن لفكرة تسليح الجيش السوري الحر رغم كل تلك الوعود بتسليح الجيش الحر ولعل ما حصل في القصير مؤخراً يكشف قلة تسليح الجيش الحر وعدم حصوله على الذخيرة والعتاد المناسب والكافي لصد عصابات الأسد
بالطبع تروج بعض وسائل الإعلام لا سيما تلك التي تدور في فلك النظام الأسدي وإيران وحزب الله بوجود تسليح للجيش الحر وهذا أمر ليس كما يروج له فليس هناك شحنات أسلحة تنقل إلى الجيش الحر أو تسليح على الشكل الذي حصل فيما سبق في مدينة بنغازي فجلّ ما يصل إلى أيدي الجيش الحر هي أسلحة يتم الحصول عليها من الداخل السوري وهي غير كافية لإيجاد فارق عسكري لذا لا بد من دعم بالسلاح من الخارج
ليس هناك ما يمنع من تقديم أي دعم لجيش وطني يحمل عقيدة قتالية نبيلة تقوم على حماية الوطن والمواطن أما ذريعة أن التسليح إن كان من السعودية أو غيرها فهو مشبوه فهي ذريعة واهية لأن أسياد بشار الأسد في إيران وفي زمن الهالك الخميني أثناء الحرب العراقية الإيرانية كانوا يشترون السلاح من إسرائيل فماذا يقولون في ذلك ؟ كما أن أسدهم بشار يشترى الأسلحة من روسيا التي قتلت المسلمين في أفغانستان والشيشان فهل روسيا دولة ممانعة ونحن لا نعلم ؟ كما أن إيران والتي تأتي منها الأسلحة دعمت ميليشيات مقتدى الصدر والتي ذبحت العراقيين فهل مقتدى الصدر وأعوان إيران في العراق والذين أشرفوا على إعدام صدام حسين ممانعين أيضاً ونحن لا ندري ؟...