08-06-2013 01:23 PM
بقلم : نهى صبح
تكثر الحوادث في الاردن و هل وقفنا ولو لدقيقة و سألنا أنفسنا ما أسباب تلك الحوادث ,,,السبب ببساطة ,,هو أنني لن أتمهل و أدعك تعبر أمامي ,,سواءً كانت لك الأولوية أم لي.
المشكلة هنا أننا لا نعرف ما هي أساسيات السلامة العامة المهم أننا اقتنعنا بفكرة لست أنا من سيدفع ضريبة التهور و الإستهتار ,,,تجد جميع السيارات تسيرفي الطريق كأننا في مدينة الألعاب ,,,سيارات تعبر من اليمين إلى اليسار و الغماز مفقود، و أحيانا نستبدلها بحركة غريبة لم أعرف بعد من ابتدعها! ألا وهي اليد التي تخرج من الشباك لتنذر السائق بأن صاحب السيارة ينوي التجاوز أو "حرّك و امشي" ،،،و هنالك من يستغني عن كل ذلك و يعتبر الطريق ملكه تراه يُشرّق و يُغرّب .
سائقي السيارات العمومي من تكاسي و حافلات ،يعتبرون أن الطريق ملكاً لهم يسير بسرعة فائقة أو يبدأ السباق بين سائقي احافلات "الباصات"أو يتجاوز سائق السيارة العموموي دون غماز أو حتى لايكلف خاطره باخراج يده لينبه من حوله بتجاوزه ،و هذا يتجاوز و يملأ الحي بالزامور و في النهاية يصطف بعد ثواني على اليمين لأن رحلة في القيادة انتهت ،و ذاك يتجاوز يميناً و يساراً و بعدها ألتقيه على الإشارة نسطف سوياً على الضوء الأحمر و الحقيقة أن هذا المشهد يتكرر و في كل مرة أضحك عندما أراه .
و ما قصة التخميس في الشوارع ،هل هانت عليهم أرواحهم و أرواح الأخرين ،على أبواب مدارس الفتيات تجد ولدٌ مستهتراً يأخذ سيارة والده ليُظهر للجميع بأنه أصبح كبيراً و يبدأ بالقيادة بسرعة و"التفحيط"لم أجد كلمة بديلة عنها فهي الأكثر تداولاً بين الناس ،و بلحظة لايستطيع السيطرة على مركبته و يذهب بأرواح الأبرياء ،و أنا أقول لك أنك لازلت طفلاً مادمت لاتعرف آداب الطريق .
و الأغرب من ذلك أولائك الذين يقطعون الخط السريع و يا ويلي كيف يعبر الطريق السريع مثل الرهوان ،و جسر المشاة لايبعد عنه سوى أمتار ,, و حكمته الدائمة "السائق هو من سيدفع الفاتورة لو دهسني"يدفع ماذا ؟هل سيدفع لك حياة جديدة ،هل سيعوضك عن أي عضوٍ من أعضاء جسدك تفقده في حادث سير ,,هل سيعيد لك قدماك لو فقدتهما في أي حادث سير وتمضي بقية حياتك مقعداً ،،،متى سنقنع أنفسنا بأن المسألة ليست مادية ,,لماذا لا نتحول لشعوب تحترم الطريق ألسنا مسلمين ألم يعلمنا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم كيف نحافظ على النظام و نتقيد بأداب الطريق و للأسف لا نعرف ما هي أصول القيادة و لا نعلم ماهو حق الطريق ،رغم أن أول درس للقيادة يعلموننا أن القيادة فنٌ و ذوقٌ و أخلاق ،فعن الفن نجد أن الرجل عندما يقود مركبته و يرى سيدة في المركبة التي بقربه يحاول بشتى الطرق أن يثبت لنفسه أنه أمهر منها في القياة ،تعلو أصوات زمور مركبته حتى يربكها وهو لا يعلم بذلك أنه يثبت للجميع أنه لايملك مقومات القيادة السليمة فقد فقد عنصر الذوق ،أو تجاوزه المفاجئ يفقده عنصر الفن أما عنصر الأخلاق فهذه تحتاج إلى عشر صفحات حتى أتحدث عنها .
و في مفارقة طريفة في مرة كنت أنوي قطع الطريق و كانت تقف بجانبي فتاة صغيرة قلت أمسك يدها و أساعدها في قطع الطريق، و جدتها تجري أمامي لحقت بها قبل أن تصدمها سيارة و أوقفتها و بدأت أُفهِّمها كيف تقطع الطريق أجابتني إجابة غريبة قالت لي "مش مشكلة هو الي رح يدفع لو ضربني "إجابتها تلك ربطت لساني و لكنني وجدت أن من واجبي أن أشرح لها ، المسألة ليست مسألة مادة ,,,المسألة هي جسد سيتطاير أشلاء لو كانت سرعة السيارة عالية ,,,و إن قُدِّر و عاشت فستتحول إلى انسانة تلزمها إعاقة طيلة حياتها، فأي منطق نربي عليه أبناءنا ,,,كم أتعجب من القيادة في بلدنا و كم أتعجب من جُرأة المشاة في قطع الطريق ،أصبحت القيادة في الشوارع كأنها حلبة مصارعة ،لايجرؤ على دخول الحلبة إلاّ من كان صاحب جَلَدْ وقوي الأعصاب حتى يستطيع الوصول إلى منزله بسلام لا تدع التهور يقضي على حياتك أو يوصلك إلى مرحلة لا تحمد عقباها أمعِنوا النظر في قيادتكم لمركباتكم و لنلتزم سوياً بالمحافظة على شوارعنا تخلو من الحوادث