حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الثلاثاء ,26 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 23963

عشت وطني الحبيب

عشت وطني الحبيب

عشت وطني الحبيب

09-06-2013 07:23 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : المهندس وصفي عبيدات
ان ما يمر به اردننا الحبيب من ظروف اقتصادية حرجة وصعبة ، يتطلب منا ربط الاحزمة والاستعداد لما هو أصعب ، وان نشمّر عن سواعدنا ونتخندق بخندق الوطن معلنين النفير لمواجهة هذا الخطر الداهم وهو يعلن علينا حرباً ضروسا .
اليوم واكثر من اي يوم مضى ارى الأردن بأمس الحاجة الى أبناءة الشرفاء الذين تأبى عيونهم النوم وهم يرون ويسمعون وطنهم يصرخ صرخة الام التي تستنجد بأبنائها وهي تصارع أمواج البحر العاتية التي تجذبها الى أعماقه شاخصةً أبصارها الى السماء تلهج بالدعاء وتقول يا رب يا رب ، آآخذي انت على مرآى من فلذات كبدي؟ ، يا رب ، حملتهم في ظلمات ثلاثة ، آآخذي انت الى ظلمات ثلاث ؟ ، أطعمتهم من دمي ، آطاعم انت دمي لحيتان بحرك ؟ تصرخ وتصرخ وترفع صوتها علّها تُسمع صرخاتها أبنائها الذين ترى انهم استسلموا لفراقها ، لكنها ترى في حبها لهم أملاً بان يهبّوا لإنقاذها ، فلا بد ان يكون منهم من يجيد العوم ويأبى ان يعيش آلام لوم النفس ان ترك امه تغرق دون ان يحرك به ذلك مشاعر الرحمة ناسياً دفء بطنها الكبير الذي ضمه امداً من الدهر ، قاسم امه فيه طعامها وشرابها وراحتها ، البطن الذي مدّه الدفء في برد الشتاء والبرد في حر الصيف .
أيها الأردنيون الأشاوس ، ماذا ننتظر ؟ اننتظر وطننا ليلفظ أنفاسه ؟ ام ننتظر ساعة قد لا ينفع فيها ندم او لوم نفس ؟ الا ترون اننا نتخلى عن انسانيتنا ونحن نرى عمق الهاوية التي نقف على حافتها ؟ الا ترون ان مستقبلاً مكبّداً بالسوداوية ينتظرنا ان لم نصحوا من سباتنا ونزيل القذى عن أعيننا ؟ لماذا نطلب من أشخاص منّا وليسوا بخيارِنا ان ينقذونا ، وكلّ منّا يحمل مرساة للنجاة ؟ أن رئيس الوزراء والوزراء أشخاص من جلدتنا ولا آخالهم لا يحسون ما نحس به ويرون ما نرى ، ولكن لا حول ولا قوة لهم ، فالواقع صعب وجلل ، أصعب بكثير من ان تقوم ثلة بسيطة منا بحل عقده ومشاكله ، فهم لا يحملون عصى موسى ، وان أرادوا حلاً فسيكون على حساب أناس بألكاد يملؤن بطونهم من بقايا الطعام ، ويرتون مما تلوث من الماء ، فتزداد المآسى آساً ويزداد الخطر خطراً .
أيها الأردنيون ، يا نشامى ونشميات الوطن ، اين الهمة ؟ اين العزيمة ؟ اين النخوة التي طالما تغنينا بها ؟ أننا قادرون على ان نخلص النية لإنقاذ بلدنا قبل ان يغرق وقبل ان تجرفه وتجرفنا معه أمواج البحر التسونامية التي تجتاح عالمنا العربي ، فالوقت ما زال به فسحة للأمل ، فدعونا نتقاسم آلامنا ، ونعيش المساواة والمآخاة التي أرسى شعائرها سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم الذي وضع دستوراً خالداً للتضامن والتكافل الاجتماعي عندما آخى بين المهاجرين والأنصار ، تعالوا نؤثر بلدنا على انفسنا ، فنمد ايدينا للوطن فنقرض الله فيه قرضاً حسناً { من ذا الذي يقرض الله قرضاً حسناً فيضاعفه له وله اجرٌ كريم } صدق الله العظيم
نعم ان نقرض الوطن اليوم فإنما نقرض الله ، فالكل يستطيع ان يقدم للوطن ، فماذا لو تبرع أغنياء الوطن للوطن بجزء من أموالهم التي هي أرقام في بنوك الغرب والشرق سيتركونها يوم يفارقون الدنيا فتكون عليهم وبالاً ، فماذا لا تكون لهم رحمة ان أنقذوا فيه أمة تحتضر ؟ وماذا لو قام فقراء ألوطن باستثمار ارض الوطن فيغنوا انفسهم وأهليهم عن السؤال ؟ فماذا لو قدم الملياردير مليوناً والمليونير آلالافاً وذو الآلاف مئات ؟ الا ترون اننا نستطيع ان نحفظ وطننا وانفسنا ؟ .
أعلم ان الكثيرين سيقولون ولماذا لا نمسك بمن سرق ونهب واغتصب المال ونعيد هذه الاموال الى خزينة الدولة ؟ اقول نعم هذا حق ، ولكن لو ان بيت احدنا سُرِق ؟ هل ينتظر الإمساك بالحرامي ام يحتسب عند الله ويقوم بإعادة جدولة حياته ليتماشى مع الوضع الجديد ؟ ولو ان احدنا تعرض لحادث من جاهل أرعن ، هل يركن سيارته جانبا ام يقوم بإصلاحها ليستخدمها بأمان ؟ راجيا من الله ان يصحّي الضمير فيمن أوصلونا لهذا ويعيدهم لرشدهم ، فليس لنا الا الله ينقضنا منهم .
اعرف ان هذا المنطق قد لا يعجب الكثيرين ، ولكن هذا هو الخيار المر يا أبناء الوطن ، فلقد تجرعنا كثير المر ، أفلا نتجرع ما بقى من المر ؟
يجب علينا أيها الأخوة ان نخشى ثورة الفقير لان الفقير اذا ثار لا يبقى ولا يذر ، فلا شئ يخسره ولا رغد عيش يتأسفه ، فالمتربصون بنا كُثر والراقصون على جوعنا رُعن .
عشت وطني الحبيب رغم وجود الطامع الغريب








طباعة
  • المشاهدات: 23963
برأيك.. هل اقتربت "إسرائيل" ولبنان من التوصل لاتفاق إنهاء الحرب؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم