09-06-2013 11:19 PM
بقلم : ديما الرجبي
قيل وقعت القصير وقُلبت المعادلة , وأصبحنا ننتظر مشاهد اخرى , تساؤلات ومراهنات وعشوائيات أمست تُطرح وتتبعثر على الجميع دون الوصول الى خلاصة أو نتيجة او حتى تكوين فكرة واضحة عن ما سيحدث لاحقاً .
هل كنا ننتظر وقوع القصير بيد النظام الأسدي وحزب الله حتى نتخبط بسؤالنا " ماذا بعد ؟ "
وهل فعلآ ما فعله النظام وحليفه يُسمى إنتصاراً ؟ كمتفرج للأحداث أشعر بالأسى على ما حدث في القصير والحنق على ما تم تسطيرهُ بكلمة " إنتصار " . القصير ليست دولة ولا حتى دويلة بل هي محافظة مجردة من الإمدادات العسكرية , ولو كانت التوقعات أن يكون الفوز للمعارضة هذا لا يعني نهاية المعركة , هذه أشواط لا تنتهي من لعبة خُطط لها منذ وقتٍ طويل .
الآن ستتغير الآراء وتتبادل التحالفات وتتغير موازين القوى بالكامل . لننظر الى تركيا ومصر والعراق اليوم , تركيا بدءت تشهد مظاهر ثورة وإنقسامات كانت نائمة وأوقظت من جديد , هل امدهم النظام السوري وحزب الله بالجرأة على الإطاحة بالنظام التركي ؟ أم هذه مشاهد يجب أن تكرر للوصول الى خاتمة ؟
أما مصر اليوم . تعيد عقارب الساعة الى الوراء من جديد لتشهد أيضاً ذات المشاهد التي بدءت في زمن حسني مبارك ؟ العامل المشترك بين جميع الدول " إسرائيل , أمريكا , روسيا , إيران "
لم تعد الأمور تقتصر على طوائف ولم تعد تعني شيئاً تلك الأحزاب , المحصلة تكون بتصريح بسفك دم العربي للعربي فقط . أذكر قبل فترة طويلة سمعت بخبر بإحدى الصحف المحلية يُفيد بأن إسرائيل تقوم بتجهيز قنبلة جينية تستطيع ان تقتل العرب دون غيرهم بالتعرف على جيناتهم بطريقة او بأخرى يُطلقونها على شكل فيروسات بالفضاء العربي ؟؟
اليوم اعتقد بان هذه القنبلة لم تكن مادة علمية خضعت لتجارب ولم تعيش بمختبراتهم لأنها ليست حقيقية , القنبلة هي ما نعيشه منذ وقوع سوريا بهذه المعضلة السياسية التي إمتدت لدول الجوار أجمع ؟
المسألة هنا تكون عند إبتعاد العرب عن التدخل في ما يحدث في البلدان المجاورة ؟ ؟
ولكن هذا امر مُسلم به لأنه وببساطة من باب اولى أن يكون تدخل العرب قبل سبعة وستونَ عاماً مضوا عندما وقعت فلسطين في يدي الكيان الصهيوني ؟ !
ومنذ ذلك الوقت أمست خطاباتنا ضعيفة وتحركاتنا بطيئة ووعودنا باطلة , ولم تنفعنا جامعة عربية ولا إجتماعاتٌ طارئة لهذه اللحظة , الآن لن يسلم أحد من ما سيحدث لاحقاً وكلٌ يحاول ان يجد لنفسه طوق نجاة يغادر به عن تلك الأطراف المشتعلة , ونحن الآن نترقب أن نشهد من خلال تلك التسلسلات على حرب عالمية من نوع مختلف ؟؟! , وبما أن النظام ومن معه إشتد زنده بهذا الإنتصار فلابد أن يُصاب بما يسمى( شيزوفرينيا )
ويتوقع انه يمتلك القدرة على إخضاع العالم أجمع الى سلطتهم . وهذا ما لوحظ من خلال تعبيرهم عن الفرحة الكبرى بإسقاطهم لعرب القصير ؟؟! اليوم الربيع العربي يعيد نفسه من جديد بكل الدول ويزور دول جديدة ايضاً , ولن تتوقف امور الدول وربيعها على مطالبات مواطنيين ولا بطالة ولا فقر بل الآن هنالك ما يسمى " بالفتن الطائقية " والإنقسامات العشائرية , وهذا من أشد انواع الدمار ومن أصعب الأمور التي من المستحيل السيطرة عليها لأنها تكون من " الخلايا النائمة " التي لم تعد نائمة بعد الآن .
هذا مخطط صهيوني أمريكي مشترك بتحالف إيراني روسي والهدف واحد وواضح " تطهير عرقي " وإستملاك العرب كدمى لأصحاب المخططات والقرارت لتنفيذ رغباتهم كما يشاؤون . والمثير للسخرية بأن اسرائيل وامريكا لن تضطر حتى لإطلاق رصاصة واحدة بفلب عربي , فهناك إبن العم والجار والخال من يتولى هذه المهمة ؟؟؟؟؟؟
هل هذه سنوات عِجاف ؟؟ وهل سنشهد الخير والغيث بعدها ؟
اسأل الله لنا الرحمة والمغفرة
والله المستعان