10-06-2013 09:29 AM
بقلم : فيصل البقور
تشير سجلات المحاكم الشرعية وارقام دائرة الاحصاءات العامة انه منذ عام 2007 حتى عام 2011 قد بلغت وقوعات الطلاق في المملكة 81.888الف حالة طلاق ، ومع قوله تعالى :) ان ابغض الحلال عند الله الطلاق ..صدق الله العظيم (، الا ان موضوع الطلاق يزداد عاماً بعد عام مع الاخذ بعين الاعتبار ان العاصمة واربد والزرقاء من اكثر مناطق المملكة ممارسة لأبغض الحلال ( الطلاق ) ولعل في ذلك اشارات ان المدن الكبيرة في المملكة لديها الكثير من المشاكل الاجتماعية والاسرية والتي معها لا تستطيع التعامل الا بأنهاء الحياة الزوجية بهذة الطريقة ،
ففي عام 2007 بلغت حالات الطلاق 11.793الف على مستوى المملكة في حين ازداد الرقم عاماً بعد اخر الى ان وصل عام 2011 الى 16.086 حالة طلاق ، على ان اللافت للنظر ان الغالبية العظمى لحالات الطلاق تقع بين المتعلمين وترى غير المتعلمين او الاميين اكثر استقراراً وقدرة على انهاء المشاكل الزوجية دون الوقوع في المحذور ، وحقيقة لا اعلم كيف ان غير المتعلم يكون قادراً على ادارة دفة الحياة الزوجية اكثر من المتعلم ، ولعل في ذلك اشارة غير مفهومة ، وهنا لن ادخل في اسباب الطلاق ولكن كيف نختار الشريك وماهي الصورة التي معها نحمل احلامنا لبناء بيت الزوجية ؟ ولعل الاجابة على السؤال تعني بالضرورة اجابةً لأسباب الطلاق فلكل منا نظرته والصورة المثالية لشريك العمر ولكن الى اي مدى نستطيع تجاوز هفواتنا واخطاءنا والتنازل للشريك اذا حصل خلاف او اختلاف ، ولا بد من القول ان اي اختلاف في اي موضوع هو سببه التعنت بالرأي المبني على القناعات المختلفة للبشر،ولكن ما يستغرب في المجتمع الاردني هو، نهايات النقاش والتي تتسم بالعصبية في طرح الرأي او الموقف وغالباً ما ينتهي الامر ب( اما ان تكون معي او ضدي) * كحالة اوبامية * امريكية .
ولو ان كل منا حاول التنازل وصولاً الى نقاط وسط في اي موضوع بدل ان نكون جلادين وقاسين في شرح انفسنا للآخر لبقينا في بيوتنا ، ولما وصلنا الى المحاكم. على قاعدة ان الكمال لله عز وجل فلقد خُلقنا مختلفين الفكر والشكل والهدف لكنّا نسعى الى الكمال الادمي وليس الملائكي.
وبالعودة الى الارقام تندهش عزيزي القارئ ، اذا ما علمت ان الفئة العمرية الاكثر طلاقا بين الذكور هي ما بين 30 الى 49 عام ، وهذا العمر يفترض بالرجل ان يكون اكثر عقلانية في مناقشة امور حياته واكثر قدرة على حلها عند كل الشعوب الا نحن في الاردن فأن مراهقتنا تبدأ متأخرة وتجر الويلات على المجتمع بعد ارسال الاولاد الى الحياة بعد انفصال الوالدين ولك ان تتخيل ماذا يعني ان يعيش الطفل محروم من احد الوالدين.
اما العمر الذي تكثر به حالات الطلاق عند الانثى فهو ما بين 20الى29 عام وهي الفترة التي يفترض بالمرأة ان تكون قد عرفت يقينا انها ( صاحبة بيت ) عليها المحافظة عليه بأسنانها ان اقتضى الامر، خصوصا مع ارتفاع نسة العنوسة في الاردن ووصول سن الزواج الاول عند الاناث الى 35 عام ، لذا فأن المطلقة ليست بأفضل حالاً اذا لم تتنازل لشريك العمر حفاظاً على بيتها وولدها وزوجها ، هاربة من وصفها كمطلقة ، وكمجتمع شرقي فنحن لا نؤمن بخطأ الزوج الموصل للطلاق بل نعتبر دائماً ان الخطأ سببه الانثى ولعل في ذلك ظلم كبير ، اذ ان الرجل ليس منزهاً عن الخطأ لكنا نتعامل مع ارث اجتماعي كبير وحتى يتغير هذا المنظور نحتاج الى عقود من الزمن ، ولو اعملنا فرض الله وسنة نبيه على الارض فلن نحتاج الا ليوم واحد تكون فيه النية خالصة لوجه الله الكريم .....
واخيرأ عند الحديث عن الطلاق لا بد من ذكر الزواج ايضاً ، وهنا لا بد من الاشارة الى ان حالات الزواج لنفس الفترة كانت حوالي 311 الف زواج ، وبحسبة بسيطة بين الزواج والطلاق ترى ان المتزوجون كانوا 311 الف والمطلقون كانوا 81 الف تقريبا وهذا يشير بالضرورة الى ان حالات الطلاق تشكل نسبة كبيرة مقارنة مع الزواج وقد تصل الى 20 بالمية من اعداد المتزوجون .
وبالنظر الى الحالة السكانية في الاردن بوجود ازدياد اعداد الاناث المواليد وارتفاع المهور وخلافه الذي ادى الى العنوسة فأن علامات الاستفهام حول المجتمع الاردني ستكثر في قادم الايام .....حول نسبة الاناث الى عدد السكان ونسبة المطلقات الى عدد السكان .