10-06-2013 09:35 AM
بقلم : م. هشام القضاة
دأبت الأفلام الأميريكية قديما وحديثا على تصوير الهنود الحمر واظهارهم بانهم قبائل متناحرة يقتل بعضهم بعضا ويأكلون لحم بعض ليبدوا غزو قارة أميريكا عملا انسانيا بل وتبدوا ابادتهم لقاطني القارة عملا انسانيا وجراحة لابد منها ، لاسيما وقد انتشرت الثقافة الحقوقية ،فهم يضيفون مفهوما حقوقيا جديدا وهو حق الإنسان في الإبادة طالما أنه وبالا على نفسه ، وذلك ليبدوا انسانيين وهم يبيدون الشعوب طالما أن هذه الشعوب آكلة لحوم بشر..
هكذا يبررون كل غزو لهم في أفلامهم و يظهرون حجتهم الإنسانية في اللا إنسانية –ولو كانت هناك أحيانا جزءا من الحقيقة- بل ويبررون الإبادة بأنها تخليصا للبشرية وتنقية وتطهير لتبقى الأرض لهم من دون الناس.
كيف يريدوننا أن نبدو الآن أمام شعوبهم ، قبائل متناحرة لا تعرف الا القتل ، نقتل بعضنا بعضا ، بل وهناك منا من يأكل أعضاء البشر ويعد ذلك قربا الى الله ،عالة على الشعوب لا نزرع ولا نصنع ولا نقلع ،أعداءا لأنفسنا وللبشرية’ لاعهد لنا ولا ذمة ولا أمل ولا خير فينا ولو حتى لأنفسنا ....أليس من حقنا عليهم أن يبيدونا أليس هذا انسانيا بامتيأز ،أليس من حق الإنسانية أخلاء المنطقة لإبن يهود فهم حقوقيون وانسانيون لا سيما وأنهم طيلة فترة الإحتلال لم يقتلوا ما قتلناه من بعضنا بسنة ولا بشهر ، أليس خيار دق اسفين اسرائيل في المنطقة خيارا عادلا ، وحقا انسانيا مبررا.
قبل أن أوجز تفاصيل المؤامرة لابد من أن أقول أن التاريخ سيبقى شاهدا على أن الحضارة الإنسانية و الحقوقية التسامحية التي هي أصل الحضارات العصرية والتي اسس لها رسول الرحمة محمد صلى الله عليه وسلم من قال لاتقتلوا شيخا ولا تقتلوا طفلا أو امرأة ولا تقطعوا شجرا ومن قال نظفوا أفنيتكم ولا تشبهوا باليهود والنصارى ، بينما كان الغرب غارق في غيه وطغيانه واتساخه ، يقتلون الضعيف ويستحلون الطفل و يمتهنون المرأة درسوا حضارتنا في حق الشيخ والطفل والمرأة بل والذمي والبيئة وبدؤوا يزاودون علينا في بضاعتنا كفرانا وجحودا وتآمرا ،وبالغوا في الحقوق حتى أفرغوا الأنوثة والرجولة من مفهومها الحقيقي لأنهم وللأسف بلا مرجعية تضع لهم حدا فسيبالغون حتى يصبحون كالبهائم لا تعرف معروفا ولا تنكر منكرا وسيغرقون ويعودون الينا يوما لنفسر لهم حقيقة الأشياء كما هي طبعا عندما نفهمها لأننا نحن أهل الصنعة الحقيقيين لكن حتى يأتي ذلك اليوم كم ستراق دماء وتنتهك أعراض.
بايجاز بدأت المؤامرة لإخلاء المنطقة العربية لليهود منذ الإستعمار وبخطوات مدروسة :-
1)أنظمة عميلة – ليس بالضرورة أن تدري أنها عميلة- تحافظ على تخلف الشعوب انسانيا وتكنولوجيا ولهم
في ذلك نظريات كثيرة طبقوها علينا.
2)تعزيز الإحتقانات الداخلية والاتهامت المتبادلة على مستوى الدول والشعوب والقادة.
3) نشر معاني كثيرة لكل مفهوم فمثلا للإصلاح و الديمقراطية في ذهن كل واحد منا تعريف ومعنى مختلف
ولمفهوم العدو والإرهاب عدة معاني ولمفهوم مكافحة الفساد كذلك وهلم جرا.
4)بعدما تفسد المفاهيم الإصلاحية لدينا ونتناقض في تفسيرها ولا نكاد نرى اثنين يجتمعان على فهم معين
يأتي الدور للسماح للإعلام الحر ليسارع في تحرير العرب من استبداد سياسيوها ويغرقون في غياهب
الإختلاف التي أسسوا لها بإحكام .
5)قناة الجزيرة ( ولا أشك أن العاملين فيها وطنيون منتمون لأمتهم بامتياز وهم لا يدرون أنهم جزءا من
المؤامرة لتكون المسألة محبوكة أكثر) أخذت على عاتقها المطالبة بالآصلاح و ديمقراطية الشعوب
ومكافحة الفساد .
6)نزل الشعب العربي الى الشارع بشعار واحد الاصلاح والديمقراطية ولكن للأسف في دماغ كل واحد معنى
مختلف مناقض لما في دماغ الآخر حتى اذا انتزعوها اختلفوا عليها وكثرالهرج و المرج ووضع السيف
في الأمة ونجحت المؤامرة ودق الأسفين.
7)تعزيز فكرة ضرورة ابادة العرب لدى الشعوب الغربية من خلال الاعلام والأفلام المسيئة.
ما موقف الدول العربية لا سيما سياسيوها!!؟ يبحثون عن طمأنات مباشرة من اباما شخصيا بأن دورهم في الذبح لم يحن بعد ، أو يحاولون إقناعه أن لحمنا غير صائغ للأكل كأضحية ربما بقاؤنا أنفع وهناك من هو أسمن وأطيب طعما ، أو يتبرأ السياسيون أمامه من شعوبهم المتخلفة ويقدمونها قربانا لأبناء القردة والخنازير عسى ذلك أن يكون ذلك ثمنا مجزيا للإبقاء عليهم.
أما قطر ولله وملائكته المثل الأعلى لا أجد لها تشبيها الا ملك الموت امر بقبض الأرواح كلها ثم أمر بقبض روحه.
أما ايران واسرائيل فمتفقتان عقائديا وسياسيا على ضرورة ابادتنا ومختلفتان لدرجة العداوة في القسمة(قسمة الغنيمة) ونصيب كل واحد .
ما الذي سيحصل ؟ علينا قراءة القرآن الكريم وأحاديث النبي المصطفى ففيها خبر من قبلنا وما هو كائن ما بعدنا .
آسف للقسوة وأحبكم في الله