10-06-2013 09:53 AM
بقلم : د.عبدالله محمد القضاه
أولى الإسلام المساجد بالاهتمام وحث على نظافتها ، وقد أمر الله – تعالى - المسلمين بأخذ زينتهم عند كل مسجد ، وما ذلك إلا لتبقى بيوت الله نظيفة ، تفوح منها الروائح الزكية الطيبة التي تحث من ارتيادها على المكوث فيها ، وأداء شعائر الله وفرائضه .
تعاني بعض المساجد في المملكة من سوء نظافتها ، فحال بعضها ليس على ما يرام فالأتربة متراكمة على جدران المسجد وعلى سجاده ، والشبابيك تعلوها الأتربة ، وأما الحمامات فحدث ولا حرج فالأرضيات وخراطيم المياه والأبواب والمغاسل كلها تعاني من قلة العناية ، ولعل كل منا عنده الكثير من الملاحظات فيما يخص نظافة مساجدنا.
صحيح أن لكل مسجد خادم ولكن يجب أن لا يفهم أحد منا أن نظافة المسجد إنما هي وظيفة الخادم لوحده ؛ فمهما أوتي من قوة لن يتمكن لوحده من القيام بهذا العمل العظيم الذي يعد قربة وعبادة ومهمة لكل مسلم ، وفي الحديث النبوي المروي عَن أبي هُرَيْرَة؛ أن امرأة سوداء كانت تقم المسجد. ففقدها رَسُول اللَّهِ صَلَى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسلَّمْ. فسأل عنها بعد أيام. فقيل له: إنها ماتت. قال: ((فهلا آذنتموني)) فأتى قبرها ، فصلى عليها ، وهذا مؤشر قوي لعظمة خدمة بيوت الله.
والتساؤل : كيف يمكن لنا أن نجعل مساجدنا أنظف من بيوتنا وبشكل مستدام ؛ وعلى من تقع هذه المسؤولية ؟!.
أعتقد أن هذه المهمة مسؤولية مجتمعية ؛ ولكن تحتاج الى مبادرة وطنية يقودها وزير الأوقاف وبالتعاون مع وزارة التربية والتعليم والمجلس الاعلى للشباب ومؤسسات المجتمع المدني لتخصيص يوم من كل شهر لتنظيف بيوت الله ومرافقها من قبل الشباب ؛ كل في محافظته ؛ ويمكن توجيه الخطباء لتخصيص خطبة أو أكثر حول الموضوع وبكافة مساجد المملكة.
كم هو جميل أن يتحرك كافة الأردنيين في كافة محافظاتهم للعناية ببيوت الله وإعمارها في الوقت الذي تقوم به العديد من الأنظمة الديكتاتورية العربية بهدم وتدمير الآف المساجد على رؤوس عباد الله!!!.
a.qudah@yahoo.com