11-06-2013 12:07 PM
بقلم : د. خالد الخلفات
معروف مكان الإقامة
حملة أمنية في الأسبوعين القادمين لمديرية الأمن العام ، للقبض على سارقي السيارات في الأردن ، بعد أن أصبحت سرقة السيارات حرفة وتجارة (وبزنس ) ، فهناك رجال أعمال عملهم هو هذا ،وكل ذلك عندما قُدِّمَتْ سياسة الأمن الناعم على غيرها من السياسات ،حتى أصبحت (البلطجة) صناعة سهلة لمن لا صنعة له.
فهناك عصابات صغيرة وكبيرة متخصصة في سرقة السيارات ، الصغيرة تسرق سيارة صغيرة وطرازها قديم، والكبيرة تسرق السيارة الفارهة والحديثة ، وكل سارق من هاتين الفئتين ، يقدم عمولة بنسبة (10 بالمئة) أو أكثر لشيخ العصابة ،أقصد لرجل الأعمال المسؤول عن هذه المجموعة ، اقصد رئيس العصابة ،اعذروني على (تخبيصاتي) فغيري ( خبّص ولبّص) ،وقد اختلط الحابل بالنابل فأصبحت غير قادر في هذا الوطن على فهم أيّ شيء ، فلا تتوهموا على بعض رجال الأعمال ، فهم سارقون و(حرامية)، باعوا ثروات الوطن وحوكموا دون أن يحضروا إلى المحكمة وهم معروفو مكان الإقامة .وبعضهم الآخر باع وطنا بالمزاد العلني ويسرح ويمرح بين العواصم العربية والأوروبية ويحضر هذا المؤتمر وذاك على مرأى ومسمع الكل .
أعود للسيارات مرة أخرى فقد حدثني أحدهم وهو ممن لديه سيارة غالية الثمن وحديثة ، قال لي : أنه حضر من احدى مدن الجنوب للمعالجة في أحد المستشفيات الخاصة في العاصمة عمان ،التي صارت تسرق ضيوفها ، وضع سيارته في وضح النهار في الموقف المخصص للسيارات ،أغلق سيارته وحمل نفسه متوجها لعيادة طبيبه ،أنهى كل شيء ،خرج لسيارته ، لكنها كانت قد غادرت المكان،سياراتنا ليست أصيلة حصاننا ليس أصيلا والفرس أيضا ليست أصيلة
ملّت من الانتظار في عمان رضيت طوعا أن تذهب مع سارقها الذي بلّغ الشرطة، وملّ من الإجراءات ، نصحه خبير يعرف خبايا الأمور ،ويعرف رجال الأعمال ،المتخصصين في سرقة السيارات، المركز لهم ليس بالضرورة أن يكون العاصمة عمان، لكنَّ مندوبيهم ينتشرون في كل المحافظات ،ويتواصلون باستخدام شبكة اتصال خاصة ولغة خاصة لا يعرفها إلا هؤلاء . نصحه هذا الخبير أن يتصل بكل زعماء هذه المهنة،وهم بالمناسبة زعماء أقاليم ، إقليم زعترستان ، يانسونستان ، كمونستان ،عصابستان...إلخ بدأ بأحدهم، فقال إن كانت سيارتك قد وصلت إلى منطقة الاختصاص ،فستكون لديك ، لكن هذه المحاولات باءت بالفشل ، ثم اختار أخيرا من عنده الحل، زعيم إقليم عصابستان ، اتصل به بعد الحصول على الرقم الخاص به، فقال له إن كانت سيارتك قد وصلت الإقليم، فكن مطمئنا بعودة سيارتك إليك ،أعطني شيئا من الوقت ،وسأتصل بك، بعد ساعة، بالمناسبة هذا زعيم ديمقراطي يترك للعاملين معه صلاحيات مطلقة ليسرقوا ما يشاؤون من السيارات دون الرجوع إليه في كل مرة ، وهو يؤمن بمبدأ اللامركزية من حيث أنه ليس بالضرورة أن يقيم في العاصمة ، وليس بالضرورة أن يتخذ القرار من الحكومة المركزية ، اتصل هذا الزعيم ، فقال سيارتك قبل قليل وصلت حدود الإقليم،وهي سالمة وبصحة جيدة ، وهي في أمان ،المطلوب ان تدفع بدل خدمات للمكتب المختص تقدر ب(3000) دينار وهي تساوي ما يقارب العشرة بالمئة من قيمة السيارة ، بشرط أن تأتي وحدك دون حماية من رجال الأمن في الإقليم المجاور ، الذي يقولون انك احد مواطنيه ، ذهب صاحب السيارة ومعه المبلغ المطلوب، ووصل إلى المكان المتفق عليه فسلم المبلغ لأحدهم كان ملثما وفي ساحة واسعة، رأى عن بعد سيارة تشبه سيارته، اقترب منها ماشيا على قدميه، فوجدها هي، ركبها نظر في المكان وجد رجالا ملثمين حول الساحة، مدججين بكل سلاح يخطر على بالك أو لا يخطر. فاشترى نفسه وسيارته بالمال عفوا قدم هذا المبلغ بدل خدمات ونفقات لمكتب رجل الأعمال،وأنا أنصح كل من سرقت سيارته أو ستسرق- لا سمح الله- ألا يتعب نفسه بإبلاغ المراكز الأمنية عن ذلك ، فقد عجزت مديرية الأمن في الدولة عن حماية سياراتنا فكيف تستطيع أن تحمينا ،وقد استخدم ابن هزاع المجالي سياسة الأمن الناعم عندما كان مديرا للأمن العام والآن هو وزير للداخلية ترك الحرامية واللصوص وأصحاب السوابق يحملون ( الميكروفونات) ليتحدثوا عن السياسة الداخلية والخارجية على المنابر (لا تفهموني غلط ،أقصد بالمنابر سيارات الديانا التي وضعت عليها منصات صواريخ الصوت والسماعات .
قصة أخرى لسرقة سيارة لقريب لي سرقها أحد الأفراد ،لا اعتقد أنه ينتمي لعصابة كبيرة ؛لأن السيارة متواضعة وقيمتها لا تتجاوز الأربعة آلاف ، سرقت من ضواحي عمان لقريب لي ، كان قد جهّز نفسه في صباح يوم غير جميل وخرج من البيت للذهاب إلى مكان عمله، لم يجد سيارته على باب بيته، في بلد الأمن والأمان ،لم يصدق أن سيارته سرقت، بلّغ المركز الأمني المختص ، لم يفعل شيئا، وبطريقته الخاصة عرف قريبي من الذي سرق سيارته فأعادها ، وسلّمت إلى المركز الأمني بعد أن جعل من نفسه رجل امن ، بالتعاون مع أقارب السارق هذا ،وأعطاهم اسم السارق من أربعة مقاطع وعنوانه ومكان بيته ،فهو الآن بالنسبة للأمن العام وحسب لغتهم ( معروف مكان الإقامة) ، حتى هذه اللحظة ،السارق طليق ، وربما سيسرق سيارة أخرى ، والأمن عاجز عن الوصول إليه .فإذا كان هذا المركز الأمني عاجزا عن القبض على حرامي معروف مكان الإقامة، وهو ساكن ومقيم في منطقة الاختصاص لهذا المركز الأمني ،فهل أمننا قادر على القبض على مافيات ولصوص سرقوا وطنا .
هل نحن بحاجة إلى زعماء عصابات أو( بلطجية) لحماية سياراتنا في الليل والنهار، اقترح على من هو خائف من أن تسرق سيارته أن يبيعها لأسباب أمنية، ونصبح متحضرين، نستخدم وسائل النقل العمومية ،فالوزراء وكبار الشخصيات في أوروبا وأمريكا ودول العالم الأول، يستخدمون الحافلات في سفرهم ورحلاتهم ، وذهابهم إلى أماكن عملهم ، وسنستغل هذا الوقت في قراءة الكتب ، ربما كانت هذه العصابات التي تسرق السيارات مدعومة من الحكومة لغرض نبيل وحضاري -معاذ الله - أن أتهمها بالشر، لكنها تهدف إلى تخفيض فاتورة الطاقة والمحافظة على العملة الصعبة في البنك المركزي، بدل أن تذهب هذه الأموال بالين واليورو والدولار إلى الدول البائعة لهذه السيارات ،وبعد أن صارت أرض الأردن ( مكبّا ) لسيارات العالم القديمة.
فهناك عصابات صغيرة وكبيرة متخصصة في سرقة السيارات ، الصغيرة تسرق سيارة صغيرة وطرازها قديم، والكبيرة تسرق السيارة الفارهة والحديثة ، وكل سارق من هاتين الفئتين ، يقدم عمولة بنسبة (10 بالمئة) أو أكثر لشيخ العصابة ،أقصد لرجل الأعمال المسؤول عن هذه المجموعة ، اقصد رئيس العصابة ،اعذروني على (تخبيصاتي) فغيري ( خبّص ولبّص) ،وقد اختلط الحابل بالنابل فأصبحت غير قادر في هذا الوطن على فهم أيّ شيء ، فلا تتوهموا على بعض رجال الأعمال ، فهم سارقون و(حرامية)، باعوا ثروات الوطن وحوكموا دون أن يحضروا إلى المحكمة وهم معروفو مكان الإقامة .وبعضهم الآخر باع وطنا بالمزاد العلني ويسرح ويمرح بين العواصم العربية والأوروبية ويحضر هذا المؤتمر وذاك على مرأى ومسمع الكل .
أعود للسيارات مرة أخرى فقد حدثني أحدهم وهو ممن لديه سيارة غالية الثمن وحديثة ، قال لي : أنه حضر من احدى مدن الجنوب للمعالجة في أحد المستشفيات الخاصة في العاصمة عمان ،التي صارت تسرق ضيوفها ، وضع سيارته في وضح النهار في الموقف المخصص للسيارات ،أغلق سيارته وحمل نفسه متوجها لعيادة طبيبه ،أنهى كل شيء ،خرج لسيارته ، لكنها كانت قد غادرت المكان،سياراتنا ليست أصيلة حصاننا ليس أصيلا والفرس أيضا ليست أصيلة
ملّت من الانتظار في عمان رضيت طوعا أن تذهب مع سارقها الذي بلّغ الشرطة، وملّ من الإجراءات ، نصحه خبير يعرف خبايا الأمور ،ويعرف رجال الأعمال ،المتخصصين في سرقة السيارات، المركز لهم ليس بالضرورة أن يكون العاصمة عمان، لكنَّ مندوبيهم ينتشرون في كل المحافظات ،ويتواصلون باستخدام شبكة اتصال خاصة ولغة خاصة لا يعرفها إلا هؤلاء . نصحه هذا الخبير أن يتصل بكل زعماء هذه المهنة،وهم بالمناسبة زعماء أقاليم ، إقليم زعترستان ، يانسونستان ، كمونستان ،عصابستان...إلخ بدأ بأحدهم، فقال إن كانت سيارتك قد وصلت إلى منطقة الاختصاص ،فستكون لديك ، لكن هذه المحاولات باءت بالفشل ، ثم اختار أخيرا من عنده الحل، زعيم إقليم عصابستان ، اتصل به بعد الحصول على الرقم الخاص به، فقال له إن كانت سيارتك قد وصلت الإقليم، فكن مطمئنا بعودة سيارتك إليك ،أعطني شيئا من الوقت ،وسأتصل بك، بعد ساعة، بالمناسبة هذا زعيم ديمقراطي يترك للعاملين معه صلاحيات مطلقة ليسرقوا ما يشاؤون من السيارات دون الرجوع إليه في كل مرة ، وهو يؤمن بمبدأ اللامركزية من حيث أنه ليس بالضرورة أن يقيم في العاصمة ، وليس بالضرورة أن يتخذ القرار من الحكومة المركزية ، اتصل هذا الزعيم ، فقال سيارتك قبل قليل وصلت حدود الإقليم،وهي سالمة وبصحة جيدة ، وهي في أمان ،المطلوب ان تدفع بدل خدمات للمكتب المختص تقدر ب(3000) دينار وهي تساوي ما يقارب العشرة بالمئة من قيمة السيارة ، بشرط أن تأتي وحدك دون حماية من رجال الأمن في الإقليم المجاور ، الذي يقولون انك احد مواطنيه ، ذهب صاحب السيارة ومعه المبلغ المطلوب، ووصل إلى المكان المتفق عليه فسلم المبلغ لأحدهم كان ملثما وفي ساحة واسعة، رأى عن بعد سيارة تشبه سيارته، اقترب منها ماشيا على قدميه، فوجدها هي، ركبها نظر في المكان وجد رجالا ملثمين حول الساحة، مدججين بكل سلاح يخطر على بالك أو لا يخطر. فاشترى نفسه وسيارته بالمال عفوا قدم هذا المبلغ بدل خدمات ونفقات لمكتب رجل الأعمال،وأنا أنصح كل من سرقت سيارته أو ستسرق- لا سمح الله- ألا يتعب نفسه بإبلاغ المراكز الأمنية عن ذلك ، فقد عجزت مديرية الأمن في الدولة عن حماية سياراتنا فكيف تستطيع أن تحمينا ،وقد استخدم ابن هزاع المجالي سياسة الأمن الناعم عندما كان مديرا للأمن العام والآن هو وزير للداخلية ترك الحرامية واللصوص وأصحاب السوابق يحملون ( الميكروفونات) ليتحدثوا عن السياسة الداخلية والخارجية على المنابر (لا تفهموني غلط ،أقصد بالمنابر سيارات الديانا التي وضعت عليها منصات صواريخ الصوت والسماعات .
قصة أخرى لسرقة سيارة لقريب لي سرقها أحد الأفراد ،لا اعتقد أنه ينتمي لعصابة كبيرة ؛لأن السيارة متواضعة وقيمتها لا تتجاوز الأربعة آلاف ، سرقت من ضواحي عمان لقريب لي ، كان قد جهّز نفسه في صباح يوم غير جميل وخرج من البيت للذهاب إلى مكان عمله، لم يجد سيارته على باب بيته، في بلد الأمن والأمان ،لم يصدق أن سيارته سرقت، بلّغ المركز الأمني المختص ، لم يفعل شيئا، وبطريقته الخاصة عرف قريبي من الذي سرق سيارته فأعادها ، وسلّمت إلى المركز الأمني بعد أن جعل من نفسه رجل امن ، بالتعاون مع أقارب السارق هذا ،وأعطاهم اسم السارق من أربعة مقاطع وعنوانه ومكان بيته ،فهو الآن بالنسبة للأمن العام وحسب لغتهم ( معروف مكان الإقامة) ، حتى هذه اللحظة ،السارق طليق ، وربما سيسرق سيارة أخرى ، والأمن عاجز عن الوصول إليه .فإذا كان هذا المركز الأمني عاجزا عن القبض على حرامي معروف مكان الإقامة، وهو ساكن ومقيم في منطقة الاختصاص لهذا المركز الأمني ،فهل أمننا قادر على القبض على مافيات ولصوص سرقوا وطنا .
هل نحن بحاجة إلى زعماء عصابات أو( بلطجية) لحماية سياراتنا في الليل والنهار، اقترح على من هو خائف من أن تسرق سيارته أن يبيعها لأسباب أمنية، ونصبح متحضرين، نستخدم وسائل النقل العمومية ،فالوزراء وكبار الشخصيات في أوروبا وأمريكا ودول العالم الأول، يستخدمون الحافلات في سفرهم ورحلاتهم ، وذهابهم إلى أماكن عملهم ، وسنستغل هذا الوقت في قراءة الكتب ، ربما كانت هذه العصابات التي تسرق السيارات مدعومة من الحكومة لغرض نبيل وحضاري -معاذ الله - أن أتهمها بالشر، لكنها تهدف إلى تخفيض فاتورة الطاقة والمحافظة على العملة الصعبة في البنك المركزي، بدل أن تذهب هذه الأموال بالين واليورو والدولار إلى الدول البائعة لهذه السيارات ،وبعد أن صارت أرض الأردن ( مكبّا ) لسيارات العالم القديمة.