12-06-2013 09:57 AM
بقلم : إياد حماد
يجتهد أنصار بشار الأسد وأولئك الذين لا يزالون يعيشون أوهام المقاومة الزائفة بالدفاع عن النظام الأسدي المجرم من خلال اتهام كل من ينتقد هذا النظام البائس بأنه يقف إلى جانب إسرائيل وأمريكا والحقيقة أن هذا الاتهام ليس إلا أحد أنواع الإرهاب الفكري الذي يمارسه بعض أبواق الأسد بغية منع الكثير من الناس من إعلان مواقفهم صراحة ضد نظام الإجرام الأسدي كما أنه يكشف مدى الانحطاط الأخلاقي وإفلاس الحجة المنطقية لدى هؤلاء الذين لا يملكون في دفاعهم عن جرائم القتل التي تمارسها عصابات الأسد إلا كيل الاتهامات وتوزيعها على الناس جزافاً
إن هؤلاء يمارسون شبيه المهزلة التي مارسه بابا الفاتيكان في العصور الوسطى عندما كان يوزع صكوك الغفران على الناس فيدخل الجنة من يشاء ويحرمها عمن شاء فهؤلاء أصبحوا يوزعون صكوك الوطنية والعروبة على الناس فمن يقف مع بشار فهو الوطني عربي النسب ومن يقف ضد بشار فهو العميل للغرب أعجمي النسب
وعلى هذا المنطق الأعوج أصبح نوري المالكي رئيس وزراء حكومة الاحتلال الأمريكي في العراق والمندوب السامي لطهران في بغداد وطنياً من الطراز الأول وشعاعاً للعروبة في أرض العراق كونه يقف مع نظام بشار الأسد بتوجيه مباشر من إيران وقد يخرج علينا أحد أبواق النظام الأسدي ليقول بأن أحمدي نجاد ينتمي إلى أصول عربية أصيلة وليس إلى أصول فارسية أو حتى يهودية كما يشاع حوله فكل هذا وغيره وارد لدى من يحمل مثل هذه العقلية
لكن هل لنا أن نسأل كيف تجتمع الوطنية والعروبة فيمن ينام قرير العين ويترك أرض وطنه بيد إسرائيل على مدار أربعة عقود دون أن يفكر في تحريرها ؟ مع أنه من المؤكد بأن هذا النظام المجرم الذي سارع إلى تحريك الآليات والمدرعات العسكرية لقتل الشعب السوري لن يفكر يوماً ما في تحريكها نحو الجولان ولو استمر في الحكم مئة سنة أخرى فهو لن يحرر شبراً من الجولان وإسرائيل تدرك ذلك ومع ذلك فهو النظام العربي الوطني ولعله الوحيد حسب مزاعم الأسد وأبواقه في المنطقة
إن من يترك الدفاع عن أرضه المحتلة ولا يفعل شيئاً لتحريرها لهو أخر من يحق له التغني بالمقاومة بل هذا التصرف خلاف العقل والمنطق وللقارئ أن يحكم على نظام بشار الأسد من خلال الصورة الافتراضية التالية فعند احتلال العراق لو ترك العراقيون مقاومة الأمريكان وقالوا سندعم المقاومة في أفغانستان ولنحررها أولاً واستمرت العراق محتلة لعقود دون تحرر فهل يحق لهؤلاء العراقيين أن يدعوا لأنفسهم المقاومة بذريعة دعم المقاومة الأفغانية والتي قد تكون بالكلام فقط ؟ للقارئ الحكم
إن الأولى ببشار الأسد أن يدعم مقاومة شعبية سورية لتحرير الجولان لا أن يغسل نظامه الديكتاتوري بشعارات زائفة في دعم مقاومة خرجت في بعض الحالات عن الهدف المقاوم لتتحول إلى ميليشيا طائفية كميليشيا حزب الله في لبنان والتي تغولت على الدولة اللبنانية ومقدراتها تحت مسمى المقاومة والانتصارات الإلهية الزائفة ثم استكمل هذه الحزب الشيطاني جرائمه بالمشاركة في سفك دماء أبناء الشعب السوري تحت ذريعة طائفية صريحة وهي حماية المقدسات وإن خرج بعدها دجال المقاومة حسن نصر الله عبر الشاشات ليقول نحن ندافع عن مقاومة فأي مقاومة تكون بذبح الأطفال والنساء ودعم سفاح ضد شعبه ؟!!!
مما لا شك فيه أن إسرائيل وأمريكا وبعض الدول الغربية أعداء لنا لكنها ليست وحدها العدو بل كذلك الأنظمة التي تفرط بالتراب العربي وتتخلي عنه والتي تمعن في قتل الشعب العربي حتى ولو رقصت وتغنت بالمقاومة فوق جماجم الأبرياء فهي في مصاف الأعداء
وبالرغم من حفلات التمجيد البائسة لنظام الأسد ولحسن نصر الله وممانعته الزائفة إلا أن غالبية الشعوب العربية بدأت تستيقظ فأصبحت تدرك أن ليس كل من نسب نفسه إلى المقاومة فهو مقاوم كما أن ليس كل من زعم أنه سيدمر إسرائيل بالكلام أنه صادق في كلامه ...