12-06-2013 06:58 PM
سرايا - سرايا - في دمشق، الموصوفة عبر التاريخ بعاصمة الأمويين، ضيف حل فيها منذ أمس الثلاثاء بدعوة رسمية من الرئيس السوري، بشار الأسد، مع أنه شهير في بريطانيا وخارجها بكرهه للإسلام والمسلمين، إلى درجة دعا معها في إحدى المرات إلى صد المحاولين منهم الدخول تسللا إلى المملكة المتحدة عبر إغراق السفن والمركب التي تنقلهم.
إنه نيك غريفن، النائب في البرلمان الأوروبي وزعيم الحزب القومي البريطاني منذ 14 سنة، ومنظم مسيرة "متحدون ضد الإسلام" الشهر الماضي في لندن، والكاره الأشهر للدين الحنيف وأتباعه في بريطانيا.
خبر وصوله إلى دمشق أعلنه حزبه اليميني المتطرف نفسه، عبر المتحدث باسمه سايمون داربي، في بيان ذكر فيه أن غريفن، وهو متزوج من ممرضة سابقة له منها 4 أبناء وعمره 54 سنة، يزور دمشق تلبية لدعوة تلقاها من الرئيس السوري بشار الأسد مع نواب آخرين من بلجيكا وروسيا وبولندا.
غريفن أيضا أعلن عن زيارته بتغريدة في "تويتر" بعد وصوله إلى دمشق قادما من منطقة البقاع، وهي إحدى معاقل حزب الله في لبنان، وفي التغريدة وصف العاصمة السورية بأنها "حديثة تعج بالحركة" وتلاها بسؤال: "لماذا نعمل على تحويل بلد مستقر وعلماني إلى جحيم كالعراق الذي تتآكله الأحقاد الطائفية" ؟ كما نشر صورة له مع رئيس الوزراء السوري وائل الحلقي، تنقلها "العربية.نت" من صفحته بالموقع الشهير.
امتدح علمانية الأسد وتسامحه
وشرح غريفن بتغريدات أخرى أن زيارته إلى سوريا "مهمة تقصي حقائق" وندد بنية رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، إرسال المال والسلاح إلى من سماهم "متمردين يهيمن عليهم الجهاديون الإسلاميون على غرار قتلة لي ريغبي" في إشارة منه إلى جندي بريطاني قتله نيجيري الأصل بالتكاتف مع معتنق للإسلام مثله وسط شارع بلندن في 22 مايو/أيار الماضي.
بعد الحادثة بيومين دعا غريفن إلى مسيرة "متحدون ضد الاسلام" بمنطقة "ووليتش" حيث قتل الجندي بساطور، مع أن المنظمات الإسلامية أدانت ما حدث وفصلت بينه وبين الإسلام، لكن غريفن وجدها فرصة وتحول إلى بلبل، أمطر متابعيه بتغريدات ملخصها أن مقتل الجندي "كان نتيجة للهجرة الجماعية إلى بريطانيا" فأشعل نار الكراهية أكثر وتعرض المسلمون في بريطانيا إلى أكثر من 140 اعتداء، شملت حرق وتدنيس 3 مساجد في أقل من أسبوع.
وراجعت "العربية.نت" تغريداته أمس وحتى صباح الأربعاء، فكتب في إحداها عن التفجيرين اللذين وقعا الثلاثاء في ساحة المرجة بدمشق وقتلا 14 مع جرح 31 آخرين، ما طمأن به أتباعه حين كتب أن المرجة بعيدة عن مكان إقامته، وتلاها بتغريدة ذكر فيها أنه زار الساحة بعد الظهر ووجدها "كأنها مسلخ" على حد تعبيره.
ثم غرد كاتبا: "لكن الحياة طبيعية في العاصمة. المرور مزدحم. المحلات مكتظة بالبضائع.
العائلات في الخارج مع الشمس" وتلاها بتغريدة امتدح فيها "علمانية الرئيس السوري وتسامحه" وكرر بأن سوريا تعاني من "هجمة يشنها عشرات آلاف المقاتلين الغرباء" وفقا لرأيه.
"بنادق تطلق مليون رصاصة على المصلين"
والمعروف عن غريفن الذي وصف الإسلام مرة بأنه "إيمان الأشرار" أنه كان على علاقة وثيقة منذ ثمانينات القرن الماضي بالعقيد الليبي الراحل قتيلا، معمر القذافي. كما اشتهر بمدحه لحزب الله ولآية الله الخميني مفجر الثورة الإيرانية.
غريفن، زعيم حزب فاشي تأسس قبل 31 سنة ولا يقبل بين أعضائه إلا البيض البريطانيين، وهو مدان سابقا بالتحريض على الكراهية ضد المسلمين في برنامج "ساعة الاستجواب" بمحطة "بي.بي.سي" قبل 4 سنوات، كما يصفونه بداع شهير لطرد المسلمين والمهاجرين الآسيويين من المملكة المتحدة وإعادتهم إلى أوطانهم عنوة.
وكان غريفن في السابق متحفظا بعض الشيء مع الإسلام والمسلمين، لكنه ما أن تسلم زعامة الحزب، إلا وأسرع يستهدف المسلمين بشكل خاص، حتى بلغ الذروة حين اعتقلته السلطات البريطانية في 2004 بتهمة "التحريض على الحقد العنصري" لمهاجمته الإسلام وأتباعه في فيلم وثائقي عنوانه "العميل السري" وفيه وصف الدين الحنيف بأنه "شرير وفاسد" وأن "القرآن يسمح للمسلمين باستباحة كل النساء طالما كن غير مسلمات" كما قال.
في ذلك الفيلم أيضا ظهر عضو آخر بالحزب وراح يبدي رغبته في تفجير المساجد وتهديمها بقاذفات الصواريخ والآر.بي.جي، مع فتح نيران البنادق الأوتوماتيكية "لتطلق نحو مليون رصاصة على المصلين" وفق تعبيره الذي قاده أيضا للاعقال.
غريفن الذي سيجتمع اليوم أو غدا إلى الأسد، هو ضيف رسمي في أول عاصمة عربية تستقبله مرحبة به في قصرها الرئاسي وفي شوارعها ومقرات هيئاتها الرسمية وغير الرسمية، وهو الذي يدعو إلى طرد أبنائها من بلاده أو إغراق من يحاول منهم دخولها مستغيثا بها من فتك النظام.