بقلم :
منذ بضعة شهور لا تكاد صفحات أي صحيفة أسبوعية أو موقع الكتروني وطني تخلو من خبر أو اشارة تشير الى مشكلة حدثت في مستشفى حكومي أو مركز طبي أو دائرة من دوائر وزارة الصحة .
ألاخطاء تحدث في كل مكان عندنا وعند غيرنا , ولكن ولأن ألأخطاء الطبية مرتبطة بحياة الأنسان فان حدوثها وتحقق الخطر الناتج عنها يتم تناوله في وسائل الاعلام بسرعة البرق .
أما لماذا تم في ألآونة ألاخيرة تسليط الضؤ والمجهر على وزارة الصحة ومستشفياتها من قبل الصحافة ؟ فألاجابة يعرفها معالي وزير الصحة , وهي أن معاليه قام وبعد توليه مهام الوزارة قام بالغاء اشتراكات الوزارة في الصحف الاسبوعية - وقد يكون ليس قراره وانما بتوجيهات او ا يحاآت من مستويات اعلى - علما أن دولة رئيس الوزراء صرح وأعلن أن هذا ليس توجه الحكومة وان لكل وزير قراره , وقد حذى حذو وزير الصحة وزراء آخرون , وقد يكون لتخفيف المصروفات والحد من عجز الموازنة , علما أن مجموع اشتراكات كافة الصحف الاسبوعية في كافة الوزارات لا يتجاوز ما قيمته ثمن ومصروف سيارة من سيارات الوزراء , فالموضوع ليس تخفيف مصروفات .
في هذا السياق اقول أن الصحف الاسبوعية هي جزء من المنظومة الاعلامية الاردنية وهي تقوم بدور كبير وهام , وأن هذه الصحف لا تحتوي في صفحاتها اعلانات تجارية الا ما ندر وبالتالي فان معظم ايراداتها تتأتى من الاشتراكات وأعتقد أن أي قرار يصدر بالغاء هذه الاشتراكات يعني الحكم بالاعدام على هذه الصحف , ألامر الذي يدفعها لشن حرب على من أصدر قرار قطع الرزق واقترب من لقمة عيش موظفيها والقائمين عليها .
اطالب الصحف الاسبوعية بعدم المساس بالجسم الصحي والطبي الحكومي وعدم تشويه صورته أمام الرأي العام , وان كان لهم اي غرم لدى الوزير فهناك وسائل اخرى , فالمؤسسة ا الصحية الحكومية ممثلة بوزارة الصحة بكافة مرافقها تقوم بمهام انسانية كبيرة وعظيمة وتتحمل أعباء كبيرة ومتزايدة وتقدم طواقمها الطبية والتمريضية خدمات جليلة وأن عليهم ضغوط عمل يومية كبيرة , وأن الضغط ألاعلامي شبه اليومي والمستمر عليها يولّد ضغوط نفسية كبيرة ويؤثر على آدائها , والخاسر الاول هو المريض .وهذا لا يعني عدم اثارة المشاكل والاختلالات ونشرها , ولكن الاعتدال والعقلانية والمهنية والموضوعية ثوابت مطلوبة .