14-06-2013 05:59 PM
سرايا - سرايا - تعتزم المعارضة السورية المسلحة استغلال فرصة اجتماع مزمع مع مسؤولين غربيين للتحذير من أن التردد المستمر في تزويدهم بالسلاح سيمنح قوات الرئيس بشار الاسد المدعوم من ايران تفوقا عسكريا لا يمكن التغلب عليه.
ووسط شعورهم العميق بالاحباط من تلكؤ الغرب تجاه المساعدات العسكرية قارن عدد من قادة مسلحي المعارضة بين ما وصفوه بتفضيل الغرب للكلام على الفعل والدعم القوي الذي يتمتع به الاسد من جانب حلفائه في موسكو وطهران.
واستعادت قوات الاسد بمساعدة مقاتلين من حزب الله الشيعي اللبناني المدعوم من ايران بلدة القصير الاستراتيجية في الاسبوع الماضي وربما تستعد لشن هجوم لانتزاع حلب كبرى المدن السورية في شمال البلاد.
وقال دبلوماسي غربي ان الاجتماع الذي كان من المقرر عقده يوم السبت تم تقديمه يوما ليعقد غدا الجمعة. لكن ضابطا كبيرا من المعارضة السورية مقره دمشق قال ان الاجتماع جزء من سلسلة محادثات تجري منذ معركة القصير التي وصفها بأنها “جرس انذار” للغرب.
وفي محاولة لرسم صورة لهيمنة ايران الشيعية في سوريا ورد الفعل من جانب جهاديين سنة قال الضابط “هم يعرفون بالتأكيد انه اذا لم يحدث شيء خلال ايام فان الغرب سيجد نفسه يتعامل مع سيناريو جديد تماما”.
ويعتقد ان قادة ايرانيين وضعوا استراتيجية الهجوم المضاد الاخير للجيش السوري في حين تجاهلت روسيا نداءات الغرب بوقف مبيعات الاسلحة للحكومة.
وأزعجت الانتكاسات التي مني بها أعداء الاسد -الذين كانوا منذ ستة اشهر فقط يقاتلون قواته على ابواب دمشق- مسؤولين فرنسيين وامريكيين وبريطانيين واتراك من المقرر ان يجتمعوا مع زعماء المعارضة لبحث المساعدات الجديدة والحشد العسكري حول حلب.
وقال قائد كبير آخر من المقرر ان يحضر المحادثات “كل ما نحتاج اليه هو الاسلحة. لماذا يتعين ان يستغرق الامر وقتا طويلا لارسال اسلحة مناسبة مضادة للطائرات أو أسلحة لمساعدتنا في انهاء المعركة”.
واضاف القائد مستخدما الوصف الذي تطلقه المعارضة على حزب الله “حزب الشيطان والروس يرسلون للاسد مقاتلين وطائرات حربية ومزيدا ن الاسلحة بينما لا يطلب حلفاؤنا الذي يفترض انهم يساعدوننا سوى عقد اجتماعات”.
وقال ان المسؤولين الغربيين يواصلون المطالبة بضمانات بعدم وصول أي أسلحة الى ايدي اسلاميين متطرفين.
وقال معارض “كل ما يسألون عنه هو الاسلاميين وما يصفونه بأنه أسلحة. انهم يطلبون منا ان نتخذ موقفا واضحا من الاسلاميين”.
وعبر المعارض عن أسفه لان من سيحضرون الاجتماع هم سفراء ليسوا في وضع يمكنهم من اتخاذ قرارات فورية بشأن المساعدات العسكرية قائلا ان الخطر الماثل على الارض يحتاج الى عمل فوري.
وقال المعارض الذي مقره دمشق ان المحادثات التي جرت الاسبوع الماضي تناولت اطارا لضمان عدم وصول الاسلحة الى جماعات اسلامية متطرفة لكن لم يتم حتى الان التوصل الى اتفاق نهائي.
ويقول مقاتلو المعارضة انهم ليسوا في وضع لاملاء شروط على الالوية الاسلامية التي تتفوق عليهم بالفعل في السلاح والذين اعتمدوا عليهم في تحقيق معظم المكاسب طوال العامين الماضيين.
وقال احدهم “كيف يمكنك ان تقول للاسلاميين شكرا ومع السلامة في حين انهم هم الذين معهم السلاح ويحققون النجاح على الارض؟ انهم يساعدوننا منذ وقت طويل ولا يمكننا ان ننكر هذا وان فعلنا هذا فسيكون نكرانا للجميل”.
ويرأس اللواء سليم ادريس وفد الجناح العسكري للمعارضة السورية في المحادثات.
وقال دبلوماسي من بلد لن يشارك في المحادثات المزمعة يوم السبت ان حكومته عملت مع ادريس ستة اشهر وتنظر اليه باحترام شديد.
وقال الدبلوماسي “لكن المشكلة هي قدرته على فرض قيادته. انه يحتاج الى اموال وذخيرة واسلحة لتأكيد مصداقيته”.
ويرأس ادريس قيادة عسكرية تضم الكثير من الالوية الليبرالية والاسلامية لكن لا هو ولا القيادة يمارسون سلطة حقيقية عل الارض والنجاحات العسكرية تعتمد على القادة الافراد أكثر من التخطيط المنسق.
ويقول بعض معارضي ادريس انه لديه القليل من سمات القيادة وينتقدون غيابه عن ميدان المعركة.
واتهم منشق آخر على الجيش السوري يقيم خارج سوريا الغرب “بالخداع″ مع المعارضين بشأن مسألة الاسلحة وقال انه يشك في ان اجتماع تركيا سيؤدي الى أي تغيير في السياسة.
لكن مقاتلا بارزا مقره دمشق قال انه ليس هناك بديل سوى تسليح أعداء الاسد إذا كان الغرب يريد منع طهران من اعطاء انتصار حاسم للرئيس السوري.