15-06-2013 02:19 PM
بقلم : عبدالله العتوم
السياسات و الأفكار هي البوصلة التي توجه رجل الدولة قبل أن يضع نفسه في خطة عمل ما، فمن هو.. ومن أين جاء.. والى أين يذهب ؟
كلها أسئلة جاءت في وقت انعدمت ثقة الناس بالرئيس الأمريكي باراك اوباما تجاه الوضع في سورية ، حتى أن البعض صنفه في خانة أصدقاء بشار الأسد الذي أبقى عليه طوال 26 شهرا ، واكتفى بكلمة "التنحي" دون فعل ملموس ، واخذ بخاطر العدو القديم لبلاده "روسيا" ، وكبل حلفاءه الانجليز والاوروبيين والأمم المتحدة من أن تأخذ قرارات تجاه المجازر والسجون والقتلى "93" ألفا، واللاجئين ، نتيجة دموية النظام السوري ، وابقى على كلمة واحدة "حل سياسي" لكنه لوح بالخط الأحمر .. الغازات السامة ، إلى أن أعلن قبل يومين عن أن الجيش السوري استعمل غاز السارين والغازات السامة ضد المعارضة ، فقرر تسليح المعارضة السورية التي أدار ظهره لها طوال هذه المدة ، ومنع فرنسا وبريطانيا من تزويد الجيش الحر بالسلاح ، وقال بالحظر الجوي وخص الأردن "مكثور الخير" بأن يكون منطلقا لهذا الحظر تجاه جنوب سوريا ، مع أن الخطورة اليوم في الشمال لان حزب الله و إيران وحماة الديار يحشدون على الشمال ، ومع ساعات فجر اليوم غير رأيه .
في ولاية "الينوي" وقف اوباما في المكان الذي خطب منه أبراهام لينكون ، وألقى خطابه التاريخي عام 1858 عندما تحدث عن "البيت المنقسم" في ساحة "سبرنغ فيلد" فأرسلته هذه الساحة كأول ملون لرئاسة الولايات المتحدة 2008 ، عندما تحدث عن الخصائص الاجتماعية والاقتصادية وغيرها من الخصائص السكانية التي تعكس شرائح الجماهير ، وعن الشرائح الديموغرافية بعيدا عن أسس التميز بين خصائص مثل السن والتعليم والدخل والعرق والجنس .
وأضاف في أول كتاب له عام 1995 " أحلام من أبي - قصة عرق وارث- " فأبدع و أحببناه وتمنينا نجاحه ، لاعتقادنا انه قريب منا ومن قضايانا في اللون وديانة والده "الإسلام "، لنقفز عن رؤيته لإسرائيل - عنده ظروفه- لكنه يطالب اليوم بإحياء عملية السلام وهذا ليس موضوعنا ، لكن موقفه المتأخر جدا تجاه سورية كان محل تساؤل، ونقول له على حد تعبير غوار الطوشه "صح النوم" 93 ألف قتيل و 100 ألف سجين و 5 مليون لاجئ داخل سوريا وحوالي 2 مليون لاجئ في دول الجوار .
قبل اتفاقية أوسلو ، ووادي عربة ، كان اليهود كعادتهم ، يماطلون ويضعون أسبابا عاثورية واستيطان ، وموافقة ورفض أمام ما يسمى عملية السلام ، فخرج الأمير الحسين بن طلال ولي العهد آنذاك وهاجم إسرائيل بقسوة أزعجت الأمريكان ، ورغبوا بالتحدث إليه ، ووجهت الدعوة له عبر الملك الحسين فقام بتلبية الدعوة ، وعندما سألناه عن المسألة قبل سفره قال : إنني ذاهب إلى واشنطن "بمذكرة جلب أمريكية" .
وعندما استفسرنا منه أكثر قال .. ذاهب لمقابلة مدير عام الكرة الأرضية ، ويقصد الرئيس الأمريكي وقتها بيل كلينتون .
قرار الرئيس اوباما .. أزعج الروس فقالوا انه يعثر عملية التفاوض في جنيف وأن مسألة الكيماوي غير مقنعة ، أما السوريون فقالوا ان اتهاماته مملوءة بالأكاذيب ، لكن المشكلة كانت عند الرئيس بشار ، بعد انتهاء مؤتمر جنيف إلى أين تعود المعارضة ؟ لان مفاوضيه سيعودون إلى بيوتهم ، أما المعارضة فتعود إلى فنادق الخمس نجوم ، وكأنه ترك بيتا لمواطن سوري لم تقصفه المدافع والدبابات والطائرات الروسية وحزب الله وباقي "الكورس".
بعد كل هذه الأشهر من الدمار نقول لمدير عام الكرة الأرضية اوباما شكرا فخامة الرئيس لموقفك الجديد ، والشكر للكورس الانجليزي الأوروبي الذي رحب بقرارك الشجاع ، لكن البيت الأبيض قال .. إن عملية الحظر الجوي صعبة ومكلفة ، ونحن بانتظار قمة الثماني في ايرلندا الشمالية ، وكان هناك اتصالات بين اوباما وكل من رؤساء بريطانيا، فرنسا، ألمانيا و ايطاليا .. الأمور متداخلة في بعضها ، تداخل يشوش العقول ، ويعمي الأبصار .