15-06-2013 05:08 PM
سرايا - سرايا - رجل دين سعودي من جديد يحرج بلاده، ويعلن من مصر الجهاد، وكذلك قرب دولة الخلافة الإسلامية، وهي حلم "إخواني" قديم أسّسه مرشدها الأساس، حسن البنا. مقاربة محمد العريفي لذلك، ودعوته إلى الجهاد تأتي بعد تهديد رسمي سعودي بتغليظ العقاب على من يدعو الشباب إلى ذلك.
عبدالله آل هيضه من الرياض: حمل تنبؤ رجل الدين السعودي محمد العريفي قرب "الخلافة الإسلامية" عودة إلى تاريخ حركة "الإخوان المسلمين" وما أسسه زعيمها، حسن البنا.
كل التاريخ الإخواني كتبه البريطاني (المخابراتي) هيوارث دن، في كتابه ما قبل 60 عامًا، عايش فيها نشأة وتطور الحركة الإسلامية وكيفية بروزها، لكن الأهم هو في سعيها إلى السلطة أملًا في تحقيق رؤية "المرشد العام" البنا، المتمثلة في إعادة تجارب النبي، ووضع مسألة "الإمامة" في رأس الطريق.
ورغم أن المادة 149 من الدستور المصري، تنصّ على أن الإسلام هو الدين الرسمي للدولة، إلا أن حسن البنا، رفض ذلك، ودعا علنًا إلى استبداله بحكومة إسلامية، وهو ما وضع مسألة "الإمامة" في الإسلام، وبالتالي قيادة "الأمة"، وهو لبّ "الخلافة" حلم الإخوان، في طريق من خلفه.
في الكتاب كذلك المعنون بـ"الاتجاهات الدينية والسياسية في مصر الحديثة"، الصادرة ترجمته الأولى من دار جداول، ينقل تصنيف "المرشد العام" حسن البنا المسلمين بناءً على موقفهم من الإخوان المسلمين، فالإخوان هم "الأمّة الإسلامية". والمؤمن هو عضو في الإخوان، والذي يتردد في قبول مبادئ الإخوان، ينصح بمراقبة تقدم الحركة ودراسة كتاباتها، وينعت ذلك الشخص بـ"المتردد".
العريفي يقارب الرؤية
المثير، أن رجل الدين السعودي، محمد العريفي، وبعدما أقحم بلاده في إحراجات عديدة نتيجة خطبه المحتكة بالسياسة ومهاجمة من يسميهم بـ"الصفويين" ورموز دينية شيعية خصوصًا، يعود اليوم إلى (مقاربة رؤية الإخوان ووضع هدفهم في مسار الرؤية) خاصة بعد الثورات العربية، ونجاح الإسلاميين في الوصول إلى السلطة، خاصة في مصر.
مقاربة العنصر الديني السعودي، محمد العريفي، للرؤية الإخوانية، جاءت عبر منبر جامع عمرو بن العاص في القاهرة، حيث قال: أيها المجاهدون اجتمعوا على مواجهة عدوكم (...) نحن ننتظر الخلافة الإسلامية.. "أقسم بالله الخلافة الإسلامية قادمة، وكأني أنظر إليها بعيني الآن، وما يحدث اليوم في البلاد الإسلامية الآن من اتحاد لعلماء الأمة وأحداث يؤكد أن الخلافة الإسلامية قادمة".
العريفي، يدعو إلى الجهاد، في وقت يصمت فيه رجال دين السعودية عن إعلانه، رغم أرقام الجهاديين السعوديين في سوريا غير المعلنة رسميًا، بينما تنقل شبكات التواصل الاجتماعي أسماء جهاديين سعوديين بصورهم، غالبيتهم منضمة إلى جبهة النصرة المصنفة دوليًا أخيرًا كإحدى حركات تنظيم القاعدة.
السعودية دعت إلى تغليظ عقاب من يدعون الشباب إلى الجهاد
ودعا العريفي إلى الجهاد، رغم مرور أسابيع على لقاء العاهل السعودي الملك عبدالله بأعضاء من هيئة كبار العلماء السعوديين، ودعوته إلى "تغليظ العقاب على من يدعون الشباب إلى الجهاد".
وكان مفتي السعودية، عبدالعزيز آل الشيخ، حذر من الدعوة إلى الجهاد في الدول المنكوبة وفق تسميته، معتبرًا أنه "باب للتهلكة"، وأضاف المفتي آل الشيخ أن الجهاد في سوريا "لا يعدّ جهادًا، إذ لا يعلم المرء تحت أي لواء ينخرط، ما يوقع الشباب في فخ وأهداف الأعداء"، مشيرًا إلى أن الجهاد من دون موافقة ولي الأمر يدخل ضمن مفهوم "الجاهلية".
رابطة علماء المسلمين السنّة تدعو إلى الجهاد
جاءت دعوة العريفي تبعًا لدعوة رابطة العلماء المسلمين السنّة، حيث أعلن بيان المؤتمر، الذي عقد الخميس في مصر، تحت عنوان "دور العلماء في نصرة سوريا" عن "وجوب الجهاد لنصرة إخواننا في سوريا، بالنفس والمال والسلاح، وكل أنواع الجهاد والنصرة وما من شأنه إنقاذ الشعب السوري من قبضة النظام الطائفي"، واعتبرت الرابطة أن حرب سوريا هي حرب ضد "الإسلام والمسلمين".