16-06-2013 09:19 AM
سرايا - سرايا - أكد مراقبون أن الرئيس الإيراني، حسن روحاني، هو أقوى رئيس معتدل وصل إلى هذا المنصب خلال السنوات الأخيرة، وأن خسارة مرشحي المرشد الأعلى، آية الله خامنئي، دلالة على ضعف الأخير، وذلك في تصريحات لبرنامج "بانوراما" السبت 15 يونيو/حزيران.
وقال الدبلوماسي السابق والباحث في مركز الدراسات العربية-الإيرانية في لندن، مهرداد خنساري، روحاني أكثر قوة من أي رئيس إيراني آخر في السنوات الأخيرة بسبب ضعف المرشد، وهو في وضعية أفضل كثيراً من هاشمي رفسنجاني ومحمد خاتمي.
وشدد على أن انتخاب روحاني رسالة مفادها أن الشعب الإيراني لم تعد تروق له السياسات التي اتبعها سلفه محمود أحمدي نجاد، وأن بقاء النظام الإيراني واستمراره مرتبط بقدرته على إحداث تغييرات جادة تطال النواحي السياسية والاقتصادية. وقال إن الشعب الإيراني لا يريد الاستمرار في كونه أسيراً لقضايا الملف النووي.
وأشار خنساري إلى أن أيدي روحاني ربما تكون مكبلة في مواجهة تركة ثقيلة بعد بقاء محمود أحمدي نجاد في السلطة لمدة 8 سنوات، وإصرار خامنئي على التدخل في رسم السياسة الخارجية.
وذكر أن من أهم مشكلات التركة الثقيلة، الوضع الخطير الذي وصل إليه الاقتصاد الإيراني، والذي باتت محاولة انتشاله من الشلل الذي ألم به ضرورة.
وأفاد بأن روحاني لديه سجل حافل في التصرف بحصافة وحكمة وعقلانية أثناء مشاركته في مفاوضات سابقة مع الدول الغربية، والتي قد ترغب بمعاودة التعاون معه، ما يعزز إمكانية طرح حلول دبلوماسية جديدة.
وكان روحاني رئيساً للاستخبارات في التسعينيات، ووقع اتفاقاً مع السعودية أنهى الخلافات التي كانت ناشبة آنذاك. وهو بحكم طبيعته وتوجهاته لا يفكر في التدخل بالشؤون الداخلية للدول الأخرى، ولا سيما دول مجلس التعاون الخليجي.
وقال خنساري: "لم يعد أمام روحاني إلا محاولة تقديم مفاجآت تتعلق بتغييرات في السياسة الخارجية، وإلا فسيجد إيران في خضم مواجهة عسكرية، الأمر الذي لا يتفق مع سياسته".
انتخاب روحاني.. رسالة من الشعب
وإلى ذلك، قال الباحث في مركز "الأهرام" المصري للدراسات السياسية والاستراتيجية، محمد عباس ناجي، إن انتخاب روحاني هو رسالة من الشعب بضرورة إجراء مصالحة وطنية بدلاً من الصراع الذي أصبح السمة السائدة للنخبة السياسية الإيرانية منذ انتخابات الرئاسة عام 2009، والتي أصابت النظام بشرخ لا يزال يعاني منه.
وأفاد بأن وصول روحاني إلى سدة الحكم إشارة للنظام الإيراني بضرورة إعادة التفكير في سياسته الخارجية وتعاطيه مع الملفات الأكثر حيوية مثل الملفين النووي والسوري.
وأوضح أن إيران لا تفكر في تغيير جذري في سياستها الخارجية، بل تبحث عن حلول وسط تجنبها المواجهات العسكرية المباشرة.
وحول سوريا، ذكر ناجي أن النظام الإيراني لا يهتم كثيراً على نحو شخصي بمصير الرئيس السوري، ولكن بمصير النظام السوري. وربما يكون وجود روحاني دافعاً نحو تأكيد مشاركة إيران في أي تسويات سياسية محتملة للأزمة مثل احتمال عقد مؤتمر السلام حول سوريا "جنيف 2".