19-06-2013 09:37 AM
بقلم : فيصل البقور
تشير الدراسات السكانية والاجتماعية التي تجريها دورياً بامتياز دائرة الاحصاءات العامة ، ان خللاً ديموغرافياً يحدث في بنية المجتمع الاردني اخذاً بالزيادة المضطردة سنوياً وبدا ذلك واضحاً خلال الثلاث عقود الاخيرة ، الا وهو ( ظاهرة العنوسة )على ان حالة العنوسة وصف يمكن اطلاقه على الجنسين الذكر والانثى .
وسأتناول هنا ظاهرة العنوسة عند الاناث ، والى ما قبل 20 سنة كل هنالك ما يطلق عليه الزواج المبكر في الفئة العمرية من 19 الى 24 سنة ، اما التي لم تحظى بفرصة الزواج في هذه المرحلة كان يطلق عليها انها تأخرت في الزواج وانها مرشحة لدخول سن العنوسة اكثر من غيرها ، ومع تطور الحياة الاجتماعية والاقتصادية والثقافية تم اعتبار العمر 35 عند الانثى هو بداية العنوسة ، وذلك لاعتبارات صحية واجتماعية حيث تقل هنا قدرة الانثى على الانجاب والصحة الانجابية بصورة كفؤة .
وعند الحديث عن الاسباب وراء ذلك تظهر جلياً اسباب كلاسيكية تقليدية من حيث المغالاة في المهور ، البطالة عند الجنسين ،هجرة الشباب من الارياف الى المدن او الى الخارج ، ارتفاع الاسعار لمستلزمات بناء بيت الزوجية ، سواء البيت او ما بداخله ، اضافة الى سبب اخر وهو انتشار التعليم الجامعي عند الاناث الامر الذي معه ، اصبحت الانثى متعلمة وتبحث عن العمل وتريد الاستقلال المادي ،مع مواصلة دربها في الحياة بناء على خياراتها واختياراتها الامر الذي فيه تكمن المشكلة بين الطرفين، ومع كثرة الانفتاح الاجتماعي والاختلاط المبرر في العمل والدراسة والحياة العامة ،اصبح موضوع الاختيار غاية في الصعوبة ، لذا كانت الشروط القاسية لمن يتقدم للزواج من الذكور حيث يطالب بكل الامور ، ( من الالف الى الياء) ناسين ان الحياة الزوجية تشاركية ،ولا اعلم كيف لشاب في مقتبل العمر الزواجي وفي بداية حياته العملية ان يكون قد حصل على بيت ووظيفة مرموقة ووضع مادي جيد ؟! ،الامر الذي معه يتوقف الذكر كثيراً قبل الاقدام على الزواج ، وعلى ذلك قس في مرحلة الزواج الاول المبكر اي ما قبل 30 سنة .
وعند الحديث عن ارقام العنوسة فأن الفئة العمرية 35 - 49، يظهر رقما يصل الى 133 الف عانس واذا ما اضفنا له الفئة العمرية 49سنة فأكثر فأن الرقم يصل الى175 الف عانس عل مساحة الوطن.
اما عدد سكان المملكة من الاناث حتى نهاية 2011 فهو 3 مليون انثى تقريباً، وبلغة الارقام مرة اخرى فأن الفئة العمرية اقل من 19 سنة بلغت 1.5 مليون انثى على انها غير مرشحة للزواج ، وعند الفئة العمرية15 الى 35 يظهر رقم الاناث اللواتي في سن الزواج في الفترة ما قبل العنوسة حيث يصل الى 671 الف انثى تقريباً .
وهذا الرقم الكبير ، يجب الوقوف عنده كثيرا اذا ان المجتمع مطالب بزواج هؤلاء قبل ان يصبح رقم العنوسة اكبر ومعه نفقد القدرة على السيطرة على لحمة الاسر وبنية المجتمع .
وبالعودة الى الاناث العوانس ال 175 نلاحظ ان 103 الف يعملن في القطاع الخاص ، وهذا يعطي منحى اخر قد يكون من اسباب العنوسة غير المعلنة ، حيث ان العمل بالقطاع الخاص والى حد ما يفتقد الى الامن الوظيفي اضافة الى تدني الاجور ، وهذا ما قد يجعل الذكر يتردد عند طلب فتاة للزواج تعمل بالقطاع الخاص .
وفي النهاية اقترح بعض الحلول للحد من انتشار هذه الظاهرة الخطيرة لا قدر الله وهي :
1-ان الحياة شراكة بين الرجل والانثى وبما انها هي من يقرر من يكون شريكها ، عليها عدم الموافقة على ما يزيد العبء على شريكها بل ان عليها رفض كل ما من شأنه اثقال كاهل الرجل .
2- على الذكر تأمين البيت وعلى الانثى تأثيثه .
3- التوسع في اشغال الوظائف الحكومية وخصوصاُ وزارتي الصحة والتربية من الاناث ، وعدم تركهن لقمة سائغة في فم القطاع الخاص .
4- تشريع حكومي يحد من زواج الاجنبيات ولو بشكل بسيط .
5- على الاهل الموافقة على زواج الانثى حتى وان كانت زوجة ثانية ،ولننظر للأمر من منظور ديني ، فأن تتزوج ابنتك على زوجة اخرى خير لها من ان تبقى تنتظر الفارس المجهول.
على الجميع التفكير بموضوع الزواج الجماعي في كل المحافظات ، لما له من فوائد على العرسان وايضا الذين قد يلتقوا اثناء قيام الاعراس الجماعية .