حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الجمعة ,22 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 27581

رؤيا في خطاب جلالة الملك ..

رؤيا في خطاب جلالة الملك ..

رؤيا في خطاب جلالة الملك ..

19-06-2013 10:01 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : إسراء أبو جبارة
يقف جلالة الملك عبد الله الثاني مخاطباً الشعب الأردني في كافة مواقعه و مستوياته .. فالشعب الأردني غالي على قلب الهاشميين فلم تختل تلك المحبة رغم صعوبة الأزمات التي مر بها و رغم ردات الفعل الذي قام بها بعض أبناء الوطن بما يسمى بالاعتصامات و المظاهرات و الاضرابات و الحراكات الفوضوية التي مست ممتلكات الوطن و أرواح أبنائه ووضع اصابع اللوم على هؤلاء الذين تخلوا عن شمات الأردنيين عرق و أصل.. يقف الملك بكل شموخ و فخر ويضع النقاط على الحروف لتعريف الشعب الأردني بحقيقة الأمور الذي قد يغفل عنها أو قد غفل عنها حقاً و حثه على ضرورة التلاحم و الاطمئنان بأن الأردن لا يزال قوياً و صامداً رغم التوترات السياسية في المنطقة المحيطة و الظرف الاقتصادي المربك للحياة و تزامن هذه الظروف مع توافد اللاجئين من كافة البلدان المنكوبة و صمود الأردن من أجل احتضان الشعب الأردني و ضيوفه و إن طالت مدة إقامتهم في البلاد..

للأردن كما ذكر جلالته في خطابه الأخير له قواعد أساسية تستند على العشائرية التي اعتز بها و بقيمها وبالقبائل العربية .. فالعشائر الأردنية قوى لا يستهان بها من أقوال حكيمة و أفعال سديدة .. فهي لا تخضع للأقاويل و تتربص للفتن و تقف درعاً لحماية الوطن بكل ولاء و انتماء و إخلاص محتمين بقانون لا للخروج عنه.. فكل أردني هو ابن عشيرة مهما كبرت أو صغرت و عليه الالتزام بالأصول العشائرية التي عرف عنها في أنحاء المملكة.

لا يغفل جلالته عن المسيرة الإصلاحية التي يناشد بها منذ فترة و ضرورة السير بالإصلاح مهما كلف الأمر.. فالإصلاح لا يأتي إلا بالتزام المواطن بالقوانين و احترامها و تنفيذها و السير بها من أجل تحقيق العدالة .. فالقانون يحكم الجميع فلا يعلو أحداً على أحد.. فالفساد الذي سعى إليه بعض أبناء الوطن في مواقعهم و الإخلال بالمسؤولية و خلوهم من الأمانة في الحفاظ على أموال الدولة و سلبها من غير وجه حق.. سيتخذ القانون مجراه و سيكون رادعاً لمن بعده فلا يحق لمسؤول مهما علت مناصبه أن يتعدى على أموال الدولة و حقوق شعبها .. وسيلاحق بالقانون والقضاء على الفساد و استئصاله من جذوره كي لا تتفرع شجرة الفساد و تتبرعم أغصانه بلا ثمر يجنى..

إن الشعب الأردني لا يتصرف بفوضوية من جراء نفسه و دون الالتفاف إلى وطنيتهم و إحداث زلزلة في الأمن .. فهذا لا يحدث إلا بالإنصياع لتدخل خارجي يسعى لتفكيك قاعدته .. فما نشهده من شغب و عنف ما هو الا عمليات تهديد لزعزعة الأمن و بث السموم من أجل إقناع الشعب بمستقبل لا يبشر بالخير و إقناعه بضعف أمنه .. فالترابط بين الأردنيين لا يفسح المجال لأحد من اختراق أمنه .. فنحن الآن في مواجهة لقوى خارجية تتدخل في سياسات الدول من أجل السيطرة على سيادتها و تدميرها ... فالأردن يحتاج إلى قوام ثابت و سواعد متلاحمة لمواجهة تلك التحديات بدبلوماسية و عدم التسرع في اتخاذ القرارات التي قد تؤدي بأحداث لا يمكن السيطرة عليها إلا و كان الثمن غالياً..

الوعد و إن طال الوفاء به فلا يزال قيد الوفاء .. فالقضية الفلسطينية هي من مرتكزات الأردن و من أولوياته لإنشاء الدولة الفلسطينية و التي هي حق لكل فلسطيني على وجه الأرض .. فإنشاء دولة فلسطينية في أراضيها و حق العودة لأبنائها تلك مساعي الأردن دون التعرض للمساس بأمنها و قوامها .. فالمفاوضات التي كانت و التي لا تزال من أجل استقلالية الدولة الفلسطينية و التي لا تقوم على مصلحة طرف دون الآخر.. فبناء دولة فلسطينية معترفاً بها دولياً تحتاج إلى قرارات و سياسات تتحد عليها الدول قاطبة دون استثناء من أجل الحفاظ على تلك الدولة على مر العصور و إنهاء الصراع المزمن بين الدولتين المتصارعتين و بقيادة تطبق النظام دون التعرض لنظام وقوانين الدولة الأخرى.. فالتحلي بالصبر و الشجاعة لمواجهة تلك التحديات من أجل حل القضية الفلسطينية و تجاهل الإشاعات و الأقاويل التي تعرقل تلك المسيرة التي تبنت القضية الفلسطينية منذ نشأتها، فنحن نقترب من أبواب القدس الشريفة و لن نتراجع خطوة خلاف هذا التقدم..

الأردن دولة مستهدفة من قبل الدول المجاورة و يلجأ إليها المنكوبين لما يتمتع به من أمن و استقرار .. فنحن كشعب وقادة نفتح أبواباً رحبة لهولاء و التمتع باللجوء دون السماح لهم بالتعدي على أمنه و استقراره .. فالأردن يجند كل مساعيه من أجل المساعدة إلى حين الرجوع إلى مواطنهم الأصلية .. فالأردن وطن مستضيف و ليس بديل .. فلتعي هذه الشعوب و ما فيها الشعب الأردني بأن أولوية الإقامة هي حق للأردني في المرتبة الأولى .. فالأردن يعاني من تفاقم المشكلات بسبب توافد الشعوب الأخرى عليها .. و استغلال مواطنيها بشتى الطرق .. فعلى الشعب الأردني التعامل بوعي كامل في هذه القضية المعترضة و المفروضة على الدولة و الحفاظ على خيراتها لأبنائه .. فالأردن يصل إليه الدعم لللاجئين بما يكفي لحمايتهم دون أن يشكل خطراً بأمن الأردن والتعدي على مصالح شعبه ..

الأردن بحاجة إلى ثقة شعبه في قواه .. فهو لا يتراخى مهما كانت الظروف .. و قد تجاوز الكثير من المحن ولا يزال صامداً لأجل مصلحة الشعب الذي لا يقبل التعرض إليه من أي جهة كانت .. فالأردن لا يتمتع بالأمن والأمان إلا على أيدي قوة لا تتهاون و ولاء لا يتناقص و حكمة القيادة .. فكلنا جنود الأردن داخله و على حدوده، فالعراك بين الأفراد لا يأخذ الحق بل يؤدي إلى تفاقمه و ضياعه.. فليحرص كل منا على بقاء الأمن باتباع النظام و الحفاظ على الممتلكات الخاصة و العامة فلا ذنب إلا لمن تجرع السم و أغفل عن القانون وتهاون بقواه الامنية..
دام الاردن قادة و شعباً و أرض أمن و أمان...


i_jebara@yahoo.com








طباعة
  • المشاهدات: 27581
برأيك.. ما خيارات ترامب للتعامل مع إيران بعد فوزه بانتخابات الرئاسة الأمريكية؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم