حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الخميس ,26 ديسمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 30303

فرصة النشامى التاريخية

فرصة النشامى التاريخية

فرصة النشامى التاريخية

22-06-2013 09:59 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : رائد سليمان الخشمان
الفوز الأخير الذي تحقّق أمام عُمان كان ضرورياً لتتويج مرحلة مهمة من تاريخ الكرة الأردنية، إتسمت بتولّي المدرب العراقي عدنان حمد خلال فترة أربع سنوات - فله منا كل الشكر والتقدير على ما قدّم - وتميّزت بالعديد من الإنجازات المهمة وخاصة تأهل المنتخب الى نهائيات آسيا والمشاركة الناجحة في النهائيات في قطر، وأخيراً المشاركة الجيدة في تصفيات كأس العالم، وكما كان هناك إنجازات كان هناك بعض الكبوات التي لم يحسن الجهازين الفني والاداري التعامل معها، و أخفق الأتحاد بالقيام بمسؤولياته وتعامل بإرتجالية في بعض المحطات. وساهمت عدم مرونة عدنان حمد في التغيير والتجريب بحدوث بعض الكبوات المخيفة والمحبطة لكل أركان اللعبة. مما نتج عنه تذبذب نتائج المنتخب وتباينها بصورة غريبة. وسأعرّج على بعض النقاط في هذه العجالة، لعل وعسى أن نستفيد من أخطاء الماضي في صناعة مستقبل مشرق للكرة الأردنية، وتحقيق الحلم الأردني (والعربي الآن) برؤية المنتخب العربي الآسيوي الوحيد المتبقي في سباق التأهل لنهائيات كأس العالم.
أولاً: تعامل الاتحاد بمنتهى اللامهنية عندما أضطر وفد منتخبنا للسفر الى اليابان متأخرين بعد مواجهة العراق، متنقلين من مطار لآخر ومن خطوط جوية لأخرى. وكان من الأولى توفير طائرة خاصة من الملكية الأردنية لتقل لاعبي المنتخب بعد ساعات قليلة من نهاية المباراة الى اليابان مباشرة، وذلك من أجل تأمين وصول اللاعبين هناك بأبكر وقت ممكن للتغلب على فارق التوقيت الزمني ولتوفير عنصر الراحة والتكيّف مع الأجواء هناك، خصوصاً وان الملكية الأردنية أحد رعاة المنتخب.
ثانياً: يلاحظ غياب أو عدم فعالية التحضير النفسي لأفراد المنتخب، فهم دخلوا أمام اليابان وأستراليا وكأنهم يلعبون كرة القدم لأول مرة. فكانت الرهبة تسيطر عليهم ولم يقدموا 30% من مستواهم، مما أدى الى الخسارة بقسوة أمامهما. وهذا سببه عدم خوض مباريات تجريبية على مستوى عالي مع منتخبات عالمية أوروبية أو من أمريكا الجنوبية، رغم إلحاح الكثير من المحللين والكتّاب والآراء المختلفة التي طالبت الأتحاد والمدرب بذلك دون جدوى على مدار العامين الماضيين. فأن تخسر بنتيجة كبيرة في مباراة وديّة أمر أهون وأخفّ ضرراً من أن يحدث ذلك خلال المنافسات.
ثالثاً: المدير الفني كان كثير التردد في إحداث أي تغييرات في تشكيلة المنتخب، بحجة المحافظة على إستقرار الفريق. ولو أنه غامر بإحداث تغييرين أو ثلاثة بعد بعض محطات الإخفاق لكان ذلك في مصلحة المنتخب. وأنوّه الى أن شعور بعض اللاعبين الأساسيين بالثقة بثباتهم في التشكيلة ساهم بضعف التنافس مع الأحتياطيين وقتل الروح عند بعضهم. ومع أن المدرب حاول تقديم بعض الوجوه الجديدة خلال فترة توليه المسؤولية، فنجح في البداية إلا أنه أخفق في السنتين الأخيرتين. فلاعبين مثل محمد مصطفى وسعيد مرجان لم يعوّضوا غياب حسن عبدالفتاح وحاتم عقل وبهاء عبدالرحمن وكانوا نقاط ضعف واضحة استغلّها الخصوم جيداً. في حين لاحظنا تردداً كبيراً من المدرب في اشراك خليل بني عطية، فتارة يخضع لآراء المحللين ويشركه في مركز الوسط الأيمن وتارة يعود الى رأيه ويصرّ على إشراكه في مركز المدافع الأيمن.فلم يكفي أن خسرناه في الوسط الأيمن كجبهة فاعلة، بل كان ثغرة واضحة في الجهة الدفاعية اليمنى، سجل منها اليابانيون (بالذات) والأستراليون العديد من الأهداف. والدليل ما حدث في مباراة عُمان الأخيرة، فعندما دخل عدنان عدوس لعب بمركز المدافع الأيمن، وتقدم خليل بني عطية للوسط، وجاءت التمريرة من عدنان عدوس لخليل بني عطية الذي مررها بدوره الى أحمد هايل ليسجل. كذلك ظهر جليّاً تجاهل المدرب لجهة الظهير الأيسر والخلل المخيف فيها طوال مباريات التصفيات الأخيرة، في حين أنه كان يملك بديلاً أفضل من الأساسي. وشاهدنا كيف أقفل محمد الدميري هذه الثغرة وكان بحق من أفضل لاعبي مباراة عُمان، فشكراً للايقاف الذي منحنا هذا التغيير الحيوي. وفي الوقت الذي كان يجب على المدرب منح فرص أكبر لعبدالله ذيب ورائد النواطير ومصعب اللحام وحمزة الدردور ومحمد الدميري وغيرهم، رأيناه يصرّ على اشراك عامر ذيب وباسم فتحي رغم انخفاض عطاءهما مع الفريق بحكم التقدم في العمر.
رابعاً: كان من الممكن أن يتم المحافظة على اللاعبين المؤثرين في المنتخب أمثال: حسن عبدالفتاح، بهاء عبدالرحمن، أحمد عبدالحليم وعبدالآله الحناحنة، وذلك بالابقاء عليهم خلال المعسكرات تحت اشراف الجهاز الطبي ومدرب اللياقة لإعادة تأهيليهم طبياً ولياقياً حتى يعودوا للمنتخب – لا أن يتخلّوا عنهم. كذلك أستغرب عدم إستدعاء ثائر البواب وشريف عدنان وعدم اشراك أنس حجي في المباريات الأخيرة.
خلاصة القول أن الفريق بحاجة الى خطة عمل وإستراتيجية جديدة، تبدأ بتعيين مدرب يتمتّع بخبرات مميزة يستطيع أن يوجد توليفة متماسكة من اللاعبين ويبني على ما تم إنجازه حتى الآن، وأتمنى أن يكون أحد الأسماء التالية على رأس الجهاز الفني: الروماني ايوان مارين، التشيكي ميلان ماتشالا، أو المصري حسن شحاته. وما يميّز ثلاثتهم أنهم يتمتعون بالجرأة وحُسن التنظيم. فنحن نريد أن نرى فريقاً واثقاً يلعب بتوازن ويُمتعنا لعباً ونتيجة. لقد آن الأوان أن نبدأ بالتخطيط للمعسكرات القادمة والمباريات الودية وتنظيم الرحلات الجوية للمباراتين المقبلتين من الآن، في ظل قِصر الفترة بين مباراتي الذهاب والأياب. وأودّ أن أذكّر من يقولون بإن وصولنا للملحق إنجاز، بإن هذا حجة العاجز ضعيف الهمة (مش النشمي)، ويجب ألتوقّف عن تكرار هذه الأسطوانة، فالخروج في بداية التصفيات لا يختلف عنه في نهايتها، والبحرين أوضح الأمثلة من خلال وصولها للملحق خلال البطولتين الماضيتين دون فائدة. فلا إنجاز يوازي التأهل واللعب في نهائيات كأس العالم، فنحن أمام فرصة قد لا تتكرر كثيراً، ويجب إستثمارها جيداً.








طباعة
  • المشاهدات: 30303
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم