24-06-2013 06:33 PM
بقلم : المحامي ماهر كريشان
وآخيرا وبعد مضي اشهر على ازمتها ,حطت معان على جدول اعمال رئيس الوزراء وبين الترحيب وعدمه ,مسافة تتباين فيها الرؤى ووجهات النظر, فاولئك الغير مرحبين لهم اسبابهم وحججهم ,وعلى المقلب الآخر من يرحبون بالزيارة لهم اسبابهم ايضا , والجامع الاكبر بين الفئتين هو مصلحة معان , فالغياب الطويل للدولة عن مجريات الاحداث باستثناء زيارات قام بها وزير لثقافة مرة لوحده مجتمعا بالاهالي ومقدما خطاب تهدئة ,ومرة مصطحبا لخطيب المسجد الاقصى ,في خطوة هدفها اسباغ صورة طبيعية وادعة ومطمئنة تكسر صورة سلبية صنعت ورسمت من خلال اعلام,واشاعات, وتهويل حول معان وماعدا ذلك كانت معان تعاني من حالة التخلي الحكومي الواضح والذي زاد حالة الاحتقان والتوتر وهز مفاهيم سائدة وراسخة اخذت وبكل واقعية تتشكل من جديد.
اما وقد حصل ماحصل واذا ما عتبرنا ان السلطة والمجتمع في معان فريقان , اختلطت بينهم الحسابات والاوراق وفواتير المسؤولية, فانه لابد من تصفية واغلاق هذه الحسابات, ضمن قواعد المحاسبة الوطنية المسؤولة سيما ان معان قد لحقها ضرربالغ سياسي ومجتمعي واقتصادي ونفسي علاوة على الخسائر البشرية وبالتالي فان معان تحتاج لمحاورة من يمتلك صناعة قرار وليس غير ذلك وحيث ان رئيس الوزراء هو رئيس السلطة التنفيذية القادر على اغلاق الملفات المعقدة الناجمة عن هذه الازمة ومعالجتها بما يضمن الحقوق والكرامة لابناء معان ومنها ملف المعتقلين عشوائيا ,وملف التعويضات عن الاضرار المادية الناجمة عن العشوائية في التعاطي مع الاحداث ,وهو القادر ايضا على تنفيذ ما وعدت به معان من مخصصات تنموية هامه اهمها ,المستشفى العسكري المتعطل مخصصاته البالغة خمسة ملايين دينار ودعم المرحلة الثالثة بجامعة الحسين وزيادة عدد الوظائف المخصصة لابناء معان وزيادة عدد مقاعد الجامعة المخصصة لهم كخيار مهم في مكافحة الظاهر السلبية .
وفي ظل الثقافة الاحتجاجية الواعية والحرة ,والتي اصبحت تسود في معان والتي جاءت نتاج تراكمات تاريخية فانه لابد من تأطير هذه الثقافة سياسيا حتى تصل الى مرحلة نضوج في الواقعية السياسية التي من اهم ادواتها ,لغة الحوار السياسي, وفن التفاوض وتحقيق المكتسبات فالواقع السياسي يحتم علينا ايجاد مسارات موازية للمسار الاحتجاجي يعبر عنه ويطرح قضاياه ,وما اغلق اصحاب قضية بابا للحوار الا احوجهم الواقع السياسي اليه لاحقا ...ولكن بموقف تفاوضي اضعف ,وبالحوار والمواجهة يستكمل بسط القضية العادلة والذي يعبر عن وعيهم وتنظيمهم ودرجة عالية من الرشد السياسي وقدرة فائقة في ادارة ملف الازمة , وفهمهم الصحيح لابعاد قضيتهم ,خاصة في ظل ازمة تراوح مكانها وتزداد فاتورتها على مدينة تعاني من قتامة في المشهد في كل الجوانب وقي ظل رغبة عارمة لدى كل ابناء معان في الخروج من هذه الازمة وتداعياتها , اضف لذلك ضعف المؤشر على بوصلة البدائل لحوار رئيس الوزراء, وكذلك عدم وجود موقف جامع موحد حول رؤية لحل هذه الازمة بهذا الوقت ,فمجيء رئيس وزراء له دلالة ايجابية, فهو قد يساهم في تعزيز الثقة على المستوى الوطني باستقرار معان ويبعث برسالة تطمينات للجميع ,في معان وخارجها بانها المدينة الهامة القادرة على النهوض من ازمتها وتجاوز المرحلة القاسية ,وفتح افق سياسي واقتصادي جديد يجذب ولا ينفر ,فمعان التي ماعرف الاستجداء طريقا للغتها ولا التوسل ,فانها اذ تطالب فانها تطالب بحق وانصاف وتحقيق لعدالة اجتماعية وتوزيع لمكتسبات التنمية ضمنن مفهوم الممواطنة الحقه.