26-06-2013 02:25 PM
بقلم : إسراء أبو جبارة
تعتمد الدول عامة على الملوك و الرؤساء والحكومات للعمل من أجل الحفاظ على الأوطان .. و لا ننسى أن قيام الدول ترتكز على الشعوب بالدرجة الأولى.. فالشعب هو الذي يحدد مصير الوطن بالنهضة و الحضارة و التاريخ و الحفاظ على وطن قوي لا يهتز ..
تتطلع القيادة الهاشمية للأردن و لأسباب متعددة نحو الإصلاح .. وتوجيه الحكومات نحوه و رسم الطرق من أجل السير فيه دون رجعة.. أمر ليس اهتمام القيادة و الحكومة فحسب بل من اهتمام الشعب أيضاً .. فالشعب الذي يريد القضاء على الفساد، و يريد الاصلاح بكل ما يملك من ولاء و أهم قضاياه القضاء على الفقر.. و من منظوري أرى أن الشعب الأردني هو شعب مدلل.. وقد ساقه هذا الدلال إلى افتعال الشغب والاعتصامات والعنف والإضراب عن العمل و كل هذا من أجل ماذا..؟ يريد الإصلاح.. وهل تلك الحراكات هي أسلوب من أساليب الإصلاح..؟
نحن شعب ديموقراطي وله الحرية في إبداء الرأي و لكننا قد تمادينا في ذلك و لم نأخذ بمفهوم الحرية الصحيح و تطاولنا على أشخاص الدولة و ممتلكاتها من المنطلق ذاته .. فلا أحد في الكون يملك الحرية المطلقة، حتى الملوك تصادفهم خطوط حمراء لا يتعدونها.. فلماذا أعطينا لأنفسنا الحق بأن نتعدى تلك الخطوط و في الوطن..؟
اطلعت مؤخراً لعدة قراءات ومنهم تلتصق بهم سمة الأدباء و الكتاب يستهزؤن بنعمة الأمن و الأمان الذي تتمتع به البلاد الأردنية و وكأن الشعب قد مل من هذا الأمان كما مل من العمل ومن الكهرباء والمياه والنفط والغاز .. وتمرد على نفسه ليقف ضد ما تقوم به الحكومة والتطلعات الملكية نحو الإصلاح بحياة أفضل ومظهر يليق بالأردنيين شعباً وقادة.. فتخيلوا أنفسكم دونهما وقارنوا أنفسكم بمن شيدت لهم المخيمات وتشتتوا من بلادهم كونهم لم ينالوا نعمة الأمن والأمان في مواطنهم..
حول الفقر وما ينتج عنه من سرقات وجرائم .. فالمعروف عن الفقر هو التعفف والصبر على الجوع وليس التطاول وسلب حقوق الأخرين تحت مسمى الفقر.. فالفقير يشبع و لا يطمع، يقتنع و لا يشجع .. فالدولة لم تجهل الفقراء و تقوم بصرف الدعم لهم و تأمين العلاج المجاني و احتوائهم بشتى الأساليب، و لا يخلو الأمر من وجود جمعيات خيرية و قد كثرت في السنوات الأخيرة و تسعى لتأمين ما يحتاجه الفقراء من تبرعات الأغنياء و فاعلي الخير.. و تلك الجمعيات هي مساندة للدولة و تسمح في انتشارها و توسعها في كافة محافظاتها من أجل تقديم المساعدة للفقراء.. و لكن ما نراه ونسمعه هو شكوى الموظف.. وليس الفقير بمعنى الفقر .. فأي دلال هذا يتمتع به الشعب الأردني الذي لا يشكر و يحمد خالقه..!! إذا أراد أحد منكم التجول في عمان و في أي وقت وعلى مدار العام، سيرى المقاهي ممتلئة و الأسواق ممتلئة و الشوارع والمطاعم والفنادق من شتى الطبقات الاجتماعية .. مما يدل على أن الشعب الأردني هو شعب مرفّه و لكن..!!
المجالات مفتوحة و بكثرة لأن يلتحق الشاب الأردني بالعمل و لكنه يترفع عن المكان و يهبه بكل سهولة لآخر لا يمد للوطن بصلة .. و عندما تمتليء الأماكن بالعمالة الأجنبية و يبقى هو المدلل بلا عمل و يطالب بشتى الطرق ضرورة فسح المجال للأردنيين في خدمة وطنهم..!! طالما تتحدث الدولة عن البطالة ليس لأنها تشكو حالها بل هو نداء لأبناء الوطن للعمل في مؤسساتها الحكومية و الخاصة مهما كانت السمة الوظيفية خوفاً من تزايدها .. و الشباب غير مباليين وثقافة العيب الذي أفقرت جيوبهم فزاد الطين بلة.. الدولة تحتاج لسواعدكم و خبراتكم في أرضها و لم يلبى نداءها فلجأت لحل قد فرض عليها و توظيف من أراد الكسب الحلال .. فالشباب الأردني الأحق بخدمة الدولة و ليس غيره..
كما ذكرت بأن الإصلاح في طريقه إلينا و لا بد من إظهار التعاون الجاد من قبل المواطنين .. فالدولة تمدنا بالمياه والمواطن يهدرها على جنب و طرف .. و تدمير البنية التحتية لها انتقاماً لجشعه و ليس لعطشه.. الشعب يطالب وعندما تلبّى مطالبهم لا يتعاون و يظهر اللامبالاة والتصرف بوحشية و كأنها ألعاب بأيدي أطفال..!!
الدولة تستطيع أن تقوم بالإصلاح ولديها القدرة على ذلك ولكنها لا تستطيع أن تصلح ما بعد الإصلاح .. فطرق الإصلاح معبدة فليس من شيم الشعب أن يضع الإعاقات والعرقلات أمامها لمجرد الاعتراض.. افسحوا المجال لها لأن تنتهض وأن نرى الأردن بأحلى لباسه منافساً الدول قاطبة بالجمال والنظام والاستقرار و كما تريدونه و تطالبون به..