26-06-2013 02:57 PM
بقلم : نور احمد المناصير
في الحرب العالمية الثانية تفأجىء هتلر بإن هناك ثلاثة ضباط خالفوا أوامره ، فقرر عقابهم بطريقة غريبة ، حيث وضع كل ضابط في سجن منفرد ووضع في السجن موسيقى كلاسيكية وقيدهم وجعل أمامهم ماسورة مياه تنقط ببطئ .
وقال لهم أن في كل سجن هناك تسرب لغاز سام سيقتلكم خلال ستة ساعات ... وبعد مرور أربع ساعات فقط ذهب ليتفقد الضباط ، فوجد أثنين منهم قد ماتوا والثالث يعاني من تشنجات ويلفظ بأنفاسه الأخيرة ... !!
الغريب في الأمر أن موضوع الغاز كان "خدعة وحرب نفسية " ، ليجعل عقولهم هي التي تقتلهم ، حيث أتضح أن فكرة الغاز القاتل جعلت أجسامهم تفرز هرمون يوثر سلبيآ بالقلب وأجهزة الجسم ..!
وتبدأ بإماتة الجسم ، وهذا بالضبط ما يفعله -الأعلام- معنا !!!!
ونحن بدورنا نقتل أنفسنا و عقولنا ونقف بقناعة تامة لما يبثه الأعلام بكافة اشكاله المقروءة والمسموعة والمرئية ومن الأمثلة على الأفكار المدمرة التي رسخت في عقولنا :
-الجيش الأسرائيلي هو الجيش الذي لا يهزم وأقوى جيش بالعالم ..!
- يلزمنا _نحن العرب_ مئات السنوات لنلحق بالغرب .. !
- الحضارة الغربية هي الأكثر تحضرنا من الناحية الأنسانية وهي القدوة .. !!
-لا نستطيع أختراع أي شيء..!!
- الشباب العربي غارق بالمفسدات ..!
- البرلمان الأردني فاشل ولن يحقق أي جديد ..!!
-الأصلاح في الأردن أضحوكة هزلية ويسير في طريق مسدود..!!
ونحن بدورنا نقنع أنفسنا بمثل هذه الأفكار السامة الهدامة ونبدأ بقتل أنفسنا ، ولاننا أعتبرنا هذه الأفكار واقعية وحقيقية ..
لكل هناك تسأل مفصلي ، هل هناك إعلام عربي حقيقي ومحايد ومسؤول ومهني ؟
الجواب : لا أعتقد ذالك رغم أنني لا أتجاوز الخامسة عشر من العمر الا أنني اجزم على أن أكثر من ٨٠٪ في الوطن العربي إعلام حكومي موجه لخدمة سياسات وأستراتيجيات والباقي إعلام خاص يخدم جهات معينه ، لنشر إيدولوجية أو فكر أو لمكاسب مادية أو هدم قيم ومبادئ راسخة أو خلق أتجاهات وعادات دخيلة أو تمزيق لأنظمة وأشعال ثورة أو ترسيخ لنطام وقتل وجوه المعارضة أو خلق زرع طائفية أو لتهميش لجماعات وأقليات عرقية والتمويل في بعض الأحيان مدعوم من جهات غير معروفة ...
ودعوني أذكر مثال بسيط على التحيز وعدم المصداقية والوضوح في السياسة المتبعة التي تخدم بعض الأطراف المعروفة ..
في أحدى الفضائيات العربية الأخبارية المشهورة والخاصة والتي ترفع شعارات ضخمة ،كان هناك تغطية وتقارير ونقل مباشر لمجموعة صغيرة لا تتجاوز خمسة عشر شخص يعتصمون في مكان معين ويرفعون شعارات عالية السقف في أحدى الدول العربية ويتزامن مع الحدث كان هناك قوافل مساعدات أنسانية ضخمة أنطلقت الى قطاع غزة ولم يتم تسليط الضوء عليه في هذه المحطة لا بتقرير ولا بخبر عابر ولا حتى على الشريط الأخباري .. !
انه الإعلام الغشاش البعيد عن المصداقية ويسير في مبدأ (الكيل بمكيالين) !
ومحاولة لقتل العقول العربية ..