26-06-2013 11:06 PM
سرايا - سرايا - انتقد الرئيس المصري محمد مرسي رموز المعارضة المصرية وعدداً من القضاة الذين اتهمهم بالتزوير، وقال مرسي في خطاب بمناسبة مرور عام على توليه الحكم، إنه يتفهم اختلاف المعارضة لكنه يرفض مشاركتها في الانقضاض على الثورة على حد تعبيره٠
واتهم مرشح الرئاسة السابق أحمد شفيق بالعمل على قلب نظام الحكم في مصر وطالبه بالمثول أمام المحكمة٠
وقال الرئيس محمد مرسى، في خطاب يوجهه في هذه اللحظات للشعب المصري حول آخر التطورات، إنه مواطن مصري قبل أن يكون رئيسا ومسؤولا عن مصير أمة، وأضاف "نحن عانينا عشرات السنين، من إزاحة النظام الفاسد المزور، وأقف أمامكم لأضع بين أيديكم كشف حساب عامي الأول".
وأوضح مرسي أن مصر تواجه تحديات وأن "الاستقطاب والتطاحن السياسي يهدد تجربتنا السياسية، في العام الأول وقفت أمام تحديات، أصبت أحيانا وأخطأت أحيانا أخرى بعد تسلمي السلطة"، مؤكدا "نحن قادرون على التغلب على التحديات، ويجب علينا أن نبحث عن الإيجابيات ونبنى عليها، والسلبيات ونتغلب عليها".
وأوضح مرسي قائلا، إن "الثورة التي أطاحت بسلفه حسني مبارك عام 2011 لا بد لها من إجراءات جذرية وسريعة لتحقق أهدافها".
ونوه مرسى على أن رئاسة مصر، "ستقطع أي يد تفرط في حبة رمل أو قطرة مياه."، مؤكدا أن عدم الاستقرار، هو بسبب دعوات التخريب التي تؤثر على الاستثمار، مشيرا إلى أن البورصة خسرت 50 مليار بسبب الشائعات والتخريب، متسائلا : "من غير المواطن الفقير يدفع ثمن هذا كله".
وأكد مرسى على أن نسبة كبيرة من أزمة الوقود مفتعلة، من قبل شبكة من الفساد، وما يحدث الآن محاولة لإظهار ارتباك الوطن.
وأشار إلى أنه ليس هناك مشكلة في عمل بعض التعديلات على الدستور، قائلا: "مارست أقصى درجات الصبر على الإهانة تجاهي".
وأعلن مرسى أنه تم إطلاق سراح جميع المدنيين المحكوم عليهم عسكريا، و لا يوجد في مصر معتقل سياسة واحد. مضيفا: " مازال دم الشهيد في رقبتي"، مؤكدا على أن النائب العام طمس الحقائق في قضايا قتل الشهداء.
وتابع مرسى محذرا: "إن لم يصمت المعادون للثورة الذين أصبحوا ثوارا لأتخذن أقصى القوة ضدهم".، مضيفا أن رجال الأعمال في مصر فيهم شرفاء، موجها اتهاما لرجل الأعمال محمد الأمين ، وأحمد بهجت بأنهم يقومون بتسليط قنواتهم ضد الثورة والرئاسة.
وأكد مرسى أن مصر بحاجة لمجلس نواب للتقدم في كل المجالات، وتحقيق النهضة، مطالبا المحكمة الدستورية بالنظر في قانون مجلس النواب وقانون ممارسة الحقوق السياسة بسرعة حتى تتم الانتخابات في أقرب وقت.
وأعلن مرسى تكليف وزير الداخلية بتشكيل لجنة لمكافحة البلطجة، وكذلك دعوة المعارضة للحوار حول تعديلات الدستور من جميع الأحزاب والقوى السياسية ، تشكيل لجنة مصالحة وطنية، وتكليف الوزراء والمحافظين بإقالة كل المتسببين فى الأزمات التى يتعرض لها المواطنون.
وأشار إلى أنه ليس هناك مشكلة فى عمل بعض التعديلات على الدستور، قائلا: مارست أقصى درجات الصبر على الإهانة تجاهي".
ووجه مرسى رسالة للقوات المسلحة قائلا: "هناك من لا يريد أن تكون علاقة الرئاسة بالقوات المسلحة جيدة"، و رسالة أخرى لوزارة الداخلية، قائلا: "لديكم فرصة ذهبية لتحسين صوركم".
وأكد على أن رئيس الدولة هو القائد الأعلى للقوات المسلحة، وأن مؤسسات الدولة تعمل انسجام تام.، موجها رسالة للمسيئين لشخصه، قائلا: "أتوعدكم بالقانون، وأنا القائد الأعلى للقوات المسلحة والقانون العسكري فيه ما يعاقبكم".
"خطاب لا يليق برئيس دولة"
أما بالنسبة لردود الأفعال الأولية من قبل المحللين يقول الدكتور مأمون فندي باحث وكاتب مصري، إن "خطاب مرسي لا يليق برئيس دولة"، منتقدا تسميته لرموز من المعارضة، وإهانة القضاة، والسخرية والضحك قائلا: "كل هذه الأعمال لا تليق برئيس دولة".
ووصف فندي خطاب مرسي بالإنشائي إلى حد كبير، موضحا أن مرسي انتخب لتسليم سياسة محددة، منتقدا قوله "أنا مواطن"، وبأنه أخطأ، قائلا: "لماذا لم يعدد أخطاءه التي تخص دماء الجنود المصريين، وانهيار الاقتصاد والبطالة".
وأضاف فندي، "خطاب مرسي يذكرني بخطاب مبارك الأخير، فهو منفصل عن الشارع تماما، وهو محاولة منه لردع ثورة 30 يونيو.
ويتفق الدكتور صبحي عسيلة الباحث في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، مع ما قاله فندي، عن أن الخطاب لا يليق بمستوى الرئاسة، ونحن لا نرضاه لمنصب الرئاسة أو لرئيس الدولة.
وأوضح عسيلة، أن الرئيس وزع الاتهامات لكل الموجودين باستثناء الجيش والشرطة، وهو يحاول إيحاء الشعب المصري باصطفاف القوتين حول مؤسسة الرئاسة.
وأضاف عسيلة، أن مرسي حاول أن يدلي بخطاب عاطفي محاولا استقطاب عواطف الجماهير، واصفا خطابه بأنه خارج إطار الزمن، فهو غير مناسب لهذه اللحظة، متوقعا ردة فعل قوية في ميدان التحرير.
وانتقد عسيلة، ما قام به الرئيس من تسمية للمعارضة، فهو لا يليق بمؤسسة الرئاسة المصرية، فلا يمكن أن يكون الرئيس ساخرا لهذا الحد.
من جانبه ثمّن الدكتور محمود عاكف أستاذ الاقتصاد بجامعة القاهرة، ما ورد في خطاب الرئيس مرسي وقال إن به بعض المؤشرات الجيدة التي توضح للشعب المصري ما حدث خلال عام من حكم مرسي، وأضاف أن مرسي اجتهد في بعض الأمور وجانبه الصواب في بعض القرارات التي اتخذها، وأن الرئيس تكلم بشكل صادق الأمر الذي "افتقدناه في كل رؤساء مصر السابقين".
استياء في ميدان التحرير
من جهة أخرى أشعل المتظاهرون في ميدان التحرير أحد الشماريخ أثناء متابعتهم خطاب الدكتور محمد مرسي، ورددوا هتافات مناهضة للرئيس، مطالبينه بالرحيل .
وأبدى المتظاهرون استياءهم، رافعين أحذيتهم ومرددين هتاف "الشعب يريد إسقاط النظام"، تعبيرا عن رفضهم لخطاب الرئيس.