27-06-2013 11:07 AM
بقلم : عامر عايد بقاعين
مشكلة الشباب _ ومنذ البدء_ أن لديه اندفاعية في اتخاذ القرارات وتسرع في الاقدام على المهمات ....وعالم الشعر والادب مليء بشعراء دفعوا ثمن اندفاعهم وتسرعهم وتصلبهم وعنادهم الثمن الغالي ...ولعل عروة بن الورد مثال واضح على ذلك .
فهذا الشاعر الذي أفنى شبابه في الصعلكة ...لطالما اّمن بمبادىء ومثل وقيم عمل جاهدا على تطبيقها على ارض الواقع ضاربا عرض الحائط بردود فعل مراكز القوى الرافضة لذلك خوفا على مصالحها ومكتسباتها ..لذلك سعى جاهدا ( ومحاربا )..متسلحا باندفاع الشباب وبشعور غربة كان يخالجه ..على ايجاد مجتمع تسوده المثل والقيم والمساواة ..وان الثراء الحقيقي هو بالاخلاق والمبادى والالتزام والفعل الحسن ..وانه بذلك فقط دون غيره يسود الرجل عشيرته وقبيلته ويكسب احترامهم وودهم .
ما بالثراء يسود كل مسود مثر ولكن بالفعال يسود
بل لا اكاثر صاحبي في يسره واصد اذ في عيشه تصريد
الى ان بلغ به العمر مبلغه واصابه من الوهن ما اصابه ...فتفرقت عنه العشيبرة ونبذته القبيلة ...وما عادت له كلمة مسموعة ولا أراء محمودة ....ليكتشف متاخرا بان المال ( المال ) وحده هو السلطان والكلمة ..الجاه والسلطة ..وأن لا مجال لمن يشكو ضيق الحال وقلة المال من ان يطاع له امر او يسمع له راي ...
المال فيه مهابة وتجلة والفقر فيه مذلة وفضوح
فبدا يسعى متاخرا ( تحت وطأة ) ضيق العيش ومتطلبات البيت والعيال ..الى جمع المال _ الذي ما حسب له حسابا في شبابه _ لكي يصبح فردا من افراد المجتمع ( الواقعي ) رادا على منتقديه ولاذعيه ..
دعيني للغنى اسعى فأني رايت الناس شرهم الفقير
وابعدهم واهونهم عليهم وان امسى له حسب وخير
ويقصيه الندى وتزدريه حليلته وينهره الصغير
وهذا طه حسين ( مثال اخر ) في اول عهده ..أنتقد وشكك وفند ( كتاب حديث الاربعاء ) ثم قارنوا ما كتب في اخر زمانه ( الوعد الحق ...كتاب الايام ..)
السؤال المطروح ...لماذا أنقلب اولئك على مبادىء قاتلوا من اجلها وتغربوا ونالوا من ويلاتها الكثير ..هل هو انقلاب على مجتمع خذلهم وخذل نضالهم ...ام هو انقلاب على حزب او جماعة او حاكم لم يعطهم ما ينافقوا او يقاتلوا او يصرحوا به ..ام هو ( اكتشـــــــاف ) متاخر لخطأ أقدموا عليه في لحظة اندفاع دون تقدير الامور حق تقديرها وقياسها القياس الصحيح .......ثـــــــــــم ...الا يجعلك ذلك التناقض والتبدل والتغير في الرؤيا ( رفض الامر الواقع شبابا ...والاذعان له والقبول به في الكبر ) في حيرة من امرك ...من أن تؤمن بمقولات وكتابات وابداعات الشباب ..أم تنتظر الى أن يبلغوا من العمر مبلغه لتصدق ما يكتبون وما به يصرحون ويخطبون ؟؟؟؟؟؟