29-06-2013 09:41 AM
بقلم : أيمن موسى الشبول
عندما قرأنا القصة الشهيرة التي تتحدث عن أسد مفترس في الغابة عاش بصحبة ثلاثة من الثيران وكان ذلك الأسد يسد جوعه بعيدا عن أعين تلك الثيران بالتهام بعض الأرانب والخراف والغزلان وغيرها ولكنه كان يتوق لسيادة تلك الغابة دون أية منغصات وعوائق وحيث أن هذا الشيء لن يتحقق ما لم يتخلص من تلك الثيران ... ووجد الاسد استحالة افتراس تلك الثيران وهي مجتمعة لذا فقد فكر في طريقة لافتراسها بشكل انفرادي لذا فانه راح يجتهد لاقناع الثورين الاسود والأحمر بأهمية الخلاص من ذلك الثور الأبيض الشاذ والملفت لعيون الصيادين وطلب منهم أن يخلو بينه وبين ذلك الثور وفعلا” فقد تحقق للاسد ذلك وافترسه ... وبعد مدة قصيرة ذهب الأسد ليقنع الثور الأحمر بضرورة التخلص من ذلك الثور الأسود المشاكس وبعدها ستصفو الغابة لهما سويا” وهما المتشابهان بلونهما الأحمر وفعلا” تحقق للأسد ذلك وافترس الثور الأسود ... ولكن ماهى سوى لحظات قليلة حتى توجه الأسد المفترس لمكان الثور الأحمر بقصد التهامه وافتراسه وعندها قال ذلك الثور الأحمر قولته المشهورة : أكلت يوم أكل الثور الأبيض ...
قرأنا تلك القصة في المراحل الدراسية الأولى وقلنا حينها : قصة جميلة قصدوا فيها التسلية والاستمتاع ... ولم نتوقع بأن تتحقق تلك القصة وبكل تفاصيلها بعد سنوات قليلة فقط ... فعندما قرر الأسد الامريكي المفترس والجائع الاستفراد بالعراق العربي القوي والأبي واستطاع أن يقنع كل ثيران وأكباش وخراف العرب بأهمية الخلاص من العراق العربي المشاكس والمثير والعنيد ليكون العالم بعد ذلك أجمل وافضل حسب ادعاءه قال له العرب بصوت واحد : هو دونك فكله ... وبعد أن تم قصف العراق وحصاره الطويل وانهاكه لسنوات طويلة قام ذلك الأسد الأمريكي بمهاجمته وافتراسه وسلخه وتقطيعه وتحويله لكيان هزيل„ مفكك بحماية جيش عراقي ضعيف مفكك وهو الجيش الذي كان فيما سبق ـ سيفالعراق والعرب الضارب ودرعهم المنيع والحصين والقوي وطالما أرعب الأعداء وسطر لهذه الأمة الأمجاد وصنع أعظم الانتصارات الخالدة ...
ولم تمضي بعد تمزيق العراق سوى فترة قصيرة حتى توجه الأسد الجائع لالتهام سوريا العربية وهو المشهد الذي نراه اليوم يتحقق وبكامل تفاصيله أمامنا دون رحمة ولكنه يتم تحت أعين الأسد الامريكي المتأهب والجائع والمتوثب ...
أما الثور العربي القوي الباقي في الساحة فانه يتمثل في مصر العربية تلك الدولة المكبلة بقيود وسلاسل وجنازير وهي الدولة المضطربة المنهكة تحت وقع المؤامرات والمظاهرات حتى غدت اليوم دولة عاجزة ولا تقوى على فعل شيء وان حاولت أن تفيق تلقت من ذلك الأسد المفترس ضربة اخرى وقوية طرحتها أرضا” وشلت حركتها من جديد ولكن تلك المقدمات لن تطول وفي لحظة معينة سيتوجه ذلك الاسد الامريكي المفترس والمترصد للثور العربي الباقي للاجهاز عليه وافتراسه وعندها سيقول ذلك الثور العربي الباقي ومعه كذلك كل أكباش وخراف العرب : لقد أكلنا جميعا” يوم أكل الثور الأبيض ...