01-07-2013 03:47 PM
بقلم : أحمد محمود سعيد
تعيش الامّة العربية في الغالبيّة العظمى من امصارها مرحلة الظلاميّة وقد يكون ذلك عائد لعدّة اسباب اهمّها وأوّلها عصر النفاق الذي تعيشه وثانيها ضياع بوصلتها وثالثها بعدها عن الدين وعبادة الاشخاص ورابعها تكالب اليهود والغرب وايران عليها .
والغريب في عصر الظلام هذا انه مليئ بالبهرجة والاضواء ومظاهر الفرح وانتشار الغناء والجنس وعدم الاكتراث للواقع والاستغلال السيئ لوسائل العلم والتكنولوجيا وشبكات الحاسوب وخلافه من وسائل الترفيه والاثارة كما انّ هذا العصر يتّسم بالتوزيع غير العادل للثروات والاموال ولكنّه بالمقابل يتميّز بالتبديد غير المكترث للمال والثروات في العالم لعربي
واهم ما يميّز عصر الظلام هذا هو تفشّي الظلم في جميع الاتجاهات بل وترافق ذلك مع الاعتقاد الشامل بين الناس ان الظلم الشامل هو عدل بين الناس وهنا يغيب الايمان بالله وبرحمة السماء التي لولا حبّات المطر التي تنزل هنا وهناك لما كانت هناك بشريّة وحياة على الارض الان .
واساس البلاء في هذا الكون هم البشر والاكثر ضررا منهم في عالمنا العربي والاسلامي هم الحكّام والعلماء وقد استشرى هذا البلاء بحيث اصبح الاخ يأكل اخاه واخواته واصبح الابن يكره والديه ويتخلّى عن عائلته واهله بل واصبح الطلاق اسهل من الزواج واصبح الغدر اسهل من الصداقة واصبح الحرام احلى من الحلال .والظلام يأتي من حالك الايّام ومن حيرة الانام ومن الخوف من المستقبل ومن جوع الطفل ودمعة العجوز ولوعة الام وحيرة العالم وتردُّد المتعلّم ومن تشكّك الابن باصوله ونحن في هذا الزمان نعيش كل تلك المظاهر اي اننا فعلا في عصر الظلام بانتظار لنهايته .
وعندما نتشكّك في الكبائر من الذنوب انّها حرام ام حلال فهذا يعني جنوحنا لارتكاب المعاصي وصناعة جيل على نفس الطريق يسير ونختلف عنه اننا كنّا نؤمن بمقولة انّك وما تملك لأبيك عن ان البعض الان يؤمن بأن ابيك وما يملك هو لك من الان وقبل ان يموت وا عجبي .
وها نحن نرى المظاهرات الرافضة والاخرى المؤيّدة للرئيس المصري ولحكم الاخوان المسلمون تحت هذا المسمّى ام تحت حزب الحريّة والعدالة فالهدف هو ليس رفض ان تضع الناس رقابها تحت سيف رجل مهما كان متعلما ونزيها فحسب ولكن الخوف من جماعته في الاخوان المسلمين من يفرضوا حكم الجماعة وحكم المرشد عليهم ولن يقبلوا معهم شريكا في الحكم وهذا في غالبه ليس كرها في الاسلام كدين وانما خوفا من استبداد القادة في الشعوب تحت مسمى الدين او الايدولوجيا ايهما اسهل . وقد علمتنا ثورة 23 يوليو وثورة 25 يناير والان ثورة 30 يونيو ان الشعب المصري حتى الان لم يجد الثورة التي توصله لشاطئ الامان ولم يجد الديموقراطية التي تناسبه وتناسب طريقة عيشه وتعدد طوائفه ومجتمعاته وها هو البلد العربي الذي قارب عدديا ان يمثّل ثلث العرب ما زال يعيش في عصر الظلام وكذلك معظم بقيّة الشعوب العربيّة لم تحدّد اولويّاتها او طريقة الحياة التي تريد ولم تجد الطريقة الافضل لتحديد ممثليها وقادتها فهي لا زالت تتخبّط في الظلام علّها تستهدي سبيلا لها .
ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: " تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي كتاب الله وسنتي" ويقول صلى الله عليه وسلم: " إنها ستكون فتنة، قالوا: وما نصنع يا رسول الله، قال: ترجعون إلى أمركم الأول .
وقال تعالى ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا71) صدق الله العظيم