01-07-2013 04:02 PM
بقلم : د. شفيق ربابعة
ابتهالات تفكر وإيمان
الطيور تشدو باعذب الألحان,
متناسية مايدور في هذا الزمان .
وهناك من يعزف بفرح على الكمان ,
وجماهير قيل ترتاد المهرجان.
في جرش الكاظم وكرزون وقارئة الفنجان
وفرق من الصين والروس وكازخستان
وفي الشام وبغداد ومصر قتل وهيجان
وأنا هنا فقدت الحس والمشاعر والعنفوان
ذبل الورد ومات الشيح وشحُب الزعفران
نظرت الى الجوار فقصف بالمدافع والطيران
وتطلعت الى خطى الزائر الحزين رمضان
فبكى وأبكاني وقال : ها قد زادت الأحزان
سنّة وشيعة وأقباط وغيرهم وإخوان
ماذا جرى ؟ مالذي يجري في البلدان؟
أضعُفَ الإسلام ؟ أم المسلم استكان ؟
أف للنزال والقتل والتدمير والطعان.
ما أرخص وأهون ذبح الإنسان.
أيذبحون كأنهم القربان تقربا للرحمن؟
في الغرب يعتنون بالكلاب ويتنعم الحيوان
وبمالِنا يتنعمون وكثيرنا جوعان
في الشام صولات وجولات وهزّة أبدان
الزرع عمدا أُحرقوا , والشجر بلا أغصان
وفي الأردن حراك دائم الجريان
وبالمرصاد لهم شبيحة غلمان ,
مدفوعين , وتحميهم الفرسان
والحراك ينتهي كثير هم الى السجّان
أو جلد بسياط كأنهم الفربان
يطالبون بالإصلاح بسبب الفساد والحرمان
والقصف من طغمة بلا وجدان
القُصير أصبحت وصمة عارلكلّ جبان
لم يأبه بصياح ثكالى او اغتصاب أو فعل زعران
لافرق بينهم وبين الصم والعميان
اجتاحت القُصير قوى البغي والعدوان
بدعم العراق وروسيا وحزب الله وإيران
قتْل وجرح وسجن واعتقال بلا أمان.
وضرب بكرباج وعصي من خيزران.
أين كانت هذه الحشود عن الجولان
أين كانت البطولات منذ حزيران
أهذا دوركم ورسالتكم أيها الشجعان
أدرتم صواريخكم ودباباتكم على السكان
أبطال على شعبكم وعلى العدو كالنسوان
أرعبْتم الأطفال والشيوخ و (اليتمان)
فبعد هذا اليوم أنتم الأبطال والفرسان
ستحررون الاسكندرون وبعده الجولان
وبعد في الأقصى سيلتقي الجمعان
سيلتقي الجيشان سيلتقي الجيشان
والمباريات لها قدسية ودورها مصان
فالرياضة ألهتْنا وتألّهت وذات أفنان
ملئوا الملاعب بالصهيل وكلّهم أعوان
يتأهبون إلى اللقاء ووجههم بيسان
هم بالسلاح مدجّجون وبالكرات المستعان
حيرة وشرود وفقد للحنان
من ظلم ذا الإنسان إلى بني الإنسان.
رفع الفساد جماعة وشعبنا طفران,
وانتشر جليا بين الناس وبكل مكان.
شكّلوا لحصره وتبْيانه كُثْرٌ من اللجان
وهل أخذوا دور الراعي في الحسبان
كالطاؤوس يسيرون ويدعمهم البرلمان
ويا له من برلمان, حسبته كمجلس الأعيان
الفوسفات والإتصالات والكازينو كانت العنوان
وتلاحقت الحكايات لأهل الشان
فجاء نسور يضربهم بعصى من كعكبان
ووجد في رفع الأسعار طريقا توصل للمهرجان
وانفاق مئات الآلاف أو الملايين قيلت بالفم الملآن
فكثر اللغو والحديث وزادوا بالإمعان
وصار الحليم في أيامنا كالحيران
كيف السبيل الى الإطمئنان ؟
كثيرون أُصيبو بالغثيان
شاح وقل الشجر والثمر في البستان.
ليس من فرج إلاّ بالرجوع الى الله , وزيادة الإحسان.
وتبتّل وإصلاح في البنيان
ابتعدنا عن الكتاب والسنة كثيرا, ودواؤنا القرآن.
كثرت الفاحشة, وممارستها شبه مجان.
وغدا سيهل شهر رمضان
فجُهّزت الخيام والمعازف والقيان
وتستعد الفنادق لإحياء الليالي وعزف الكمان
فتجارب الماضي هزّت الوجدان .
وهل غدا سيكون مثل الذي كان ؟
وسيمتد للعشرين المهرجان
يا رب نسألك الهدى والتقى والغفران,
فأنت الرحيم العزيز الغفور الرحمن.
نلوذ بك ونلجأ اليك أيها الرب الديّان.
جنّبنا الآثام والمعاصي وزلّة اللسان
وامحق ألطغاة ومن يشجّع على الطغيان
واصلح ولاتنا ووحّد أمتنا,وحصّنا بالإيمان