حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الإثنين ,25 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 29140

عندما تتحدث جماعة الإخوان عن الشرعية

عندما تتحدث جماعة الإخوان عن الشرعية

عندما تتحدث جماعة الإخوان عن الشرعية

01-07-2013 04:03 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : إياد حماد
يكاد المرء يتعجب من اللا منطق الذي تنطلق منه جماعة الإخوان وأنصارها في دفاعهم عن الرئيس الفاشل محمد مرسي فهم يتحدثون عن الشرعية وأن هذا الرئيس قدم عبر صناديق الاقتراع فلا بد من أن يكمل مدته الرئاسية

بالطبع أنا واحد من كثيرين ممن لا يصدقون بأن الانتخابات الرئاسية كانت نزيهة فهناك قضية المطابع الأميرية المتهم فيها الإخوان وهناك قضية هروب مرسي من سجن وادي النطرون وهناك التهديد المشهور لجماعة الإخوان ( إن لم يفز مرسي سنحرق مصر ) كما أن هناك العديد من القضايا التي ستكشف الأيام حيثياتها

وعلى كل حال لو قلنا جدلاً بأن الانتخابات نزيهة فإن هذا لا يمنع بأي حال من الأحوال أن يطالب الشعب المصري من جديد بانتخابات رئاسية مبكرة فالشعب يريد أن يحتكم من جديد للصندوق وإن كان الشعب مع مرسي فلماذا الخوف من الانتخابات الرئاسية المبكرة ؟

جماعة الإخوان تقول إن سقط مرسي سيسقط أي رئيس قادم وهذا صحيح في حالة إن كان الرئيس القادم فاشل مثل مرسي فمن حق الشعب أن يسقط كل رئيس فاشل لا يملك أي كفاءة لإدارة الدولة لكن في حالة وصول رئيس يملك القدرة والمؤهلات لقيادة الدولة فإن الشعب لن يخرج ليقول له ارحل بالطبع باستثناء فصيل الإخوان لكنهم بلا شك سيكونون في عزله عن المجتمع المصري وبالتالي لن تكون معارضتهم ذات قيمة لا سيما أنها ستكون واضحة أن منطلقها هو كون الرئيس الجديد لا ينتمي لجماعة الإخوان فهم يرون كل هذا الفشل وانهيار الدولة المصرية إنجازاً في زمن مرسي فكيف سيصدقهم الشعب المصري بعد ذلك ؟!!

مرسي وأنصاره يتحدثون عن الشرعية ولا يريدون أن ينظروا إلى جموع الشعب المصري والتي سحبت الشرعية منه ومن جماعته ولي هنا استفسار بسيط كون أن جماعة الإخوان تزعم ليلاً ونهاراً أنها جماعة إسلامية وأنها تريد تطبيق الشريعة هل شرعية الرئيس أو الحاكم في الإسلام لا تكون إلا عبر صندوق الاقتراع ؟!!!
لا شك بأن الدين الإسلامي بين لنا بأن هناك طرق للوصول إلى السلطة غير صناديق الاقتراع فإن كان الإخوان يحصرون الشرعية في صناديق الاقتراع ــ والتي بالطبع لا يعترفون بها وبنتائجها إلا في حالة وحيدة وحصرية وهي أن تكون نتيجة الصناديق هي فوزهم ــ فهل كانت هناك شرعية للخلفاء عبر التاريخ الإسلامي أم لا ؟ وهل هناك شرعية لمشايخ الخليج لا سيما أمير قطر الجديد أم لا ؟

لا شك أن الإخوان سيقولون بأن هناك بيعة للخلفاء وأن أمير قطر بايعه أهل قطر لكن هذا يثبت بأن الشرعية ليست محصورة بصندوق الاقتراع وبالطبع فإن البيعة كما هو معلوم قد تنحصر في أهل الحل والعقد إذ لا يشترط فيها أن يبايع كافة الشعب

بل ماذا يقول الإخوان عن حديث الرسول عليه الصلاة والسلام " أوصيكم بتقوى الله عز وجل والسمع والطاعة وإن تأمر عليكم عبد حبشي " والذي يقرر شرعية السلطان المتغلب على بلد

وهنا أريد أن أنقل أقوالاً لبعض أئمة المسلمين حول السيطرة على الحكم بالقوة
يقول الإمام الشافعي :" كل من غلب على الخلافة بالسيف حتى يسمى خليفة ويجمع الناس عليه فهو خليفة " مناقب الشافعي للبيهقي ( 1/448 )
ويقول الإمام أحمد :" ومن غلب عليهم بالسيف حتى صار خليفة وسمي أمير المؤمنين فلا يحل لأحد يؤمن بالله واليوم الآخر أن يبيت ولا يراه إماماً " الأحكام السلطانية لأبي يعلي ص 23
ويقول النووي :" أما الطريق الثالث فهو القهر والاستيلاء فإذا مات الأمام فتصدى للإمامة من جمع شرائطها من غير استخلاف ولا بيعة وقهر الناس بشوكته وجنوده انعقدت خلافته لينتظم شمل المسلمين " روض الطالبين ( 7/ 266 )
ويقول ابن تيمية :" والقدرة على سياسة الناس إما بطاعتهم له وإما بقهره لهم فمتى صار قادراً على سياستهم بطاعتهم أو بقهره فهو ذو سلطان مطاع إذا أمر بطاعة الله " منهاج السنة ( 1/528ـ529)

إذاً الإسلام يقرر لنا شرعية البيعة وشرعية التغلب وإن كان الأصل البيعة واليوم أصبح عند الإخوان شرعية صناديق الاقتراع وعلى كل حال سؤالي لأنصار الإخوان هل يعترف الإخوان بشرعية التغلب أم لا ؟!!

لا أعتقد بأن للإخوان قدرة على إنكار شرعية التغلب على الحكم لا سيما مع قول ابن حجر العسقلاني :" وقد أجمع الفقهاء على وجوب طاعة السلطان المتغلب والجهاد معه " فتح الباري ( 7/13 )

ومن هنا أقول لجماعة الإخوان إن كنتم تزعمون بأن لكم شرعية الصندوق فإن مبارك كانت له شرعية التغلب وأنتم كنتم تعترفون به رئيساً لمصر حتى أن مهدي عاكف المرشد السابق كان مؤيداً لترشح مبارك للانتخابات الرئاسية في حينه وكان يتمنى الجلوس معه كما أن المرشد الحالي ذكر أن مبارك والد لكل المصريين وأنه مع ترشح جمال مبارك بشروط كما أم مرسي وصف فتحي سرور وزكريا عزمي بأنهم من الرموز الوطنية ومع كل ذلك سقط شرعية مبارك بمجرد خروج الشعب المصري إلى الشارع وقد كان وقتها أول من يتحدث عن شرعية الشارع هم جماعة الإخوان والأبواق القانونية التي كانت تصيح عبر قناة الجزيرة أن لا شرعية دستورية أو قانونية لمبارك بمجرد خروج الشعب

واليوم كذلك سقطت شرعية الصناديق بمجرد خروج الشعب المصري إلى الشارع فالشعب المصري بكل مكوناته أصبح في كفة وجماعة الإخوان وأجنحتها في الكفة الثانية ولذلك فإنه ليس من المنطق الحديث عن شرعية الصناديق فالشرعية هي للشعب كما أنه ليس من العقل إن تسلم فاشل أو جاهل مؤسسة فأخذ يدمرها أن نقول له استمر ما دمت وصلت إلى مركزك بطريقة ديمقراطية بل هذا قمة الجنون كذلك الحال بالنسبة لمرسي ...








طباعة
  • المشاهدات: 29140
برأيك.. ما خيارات ترامب للتعامل مع إيران بعد فوزه بانتخابات الرئاسة الأمريكية؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم