حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الإثنين ,21 أبريل, 2025 م
طباعة
  • المشاهدات: 28778

رمضان في مدينة معان

رمضان في مدينة معان

رمضان في مدينة معان

01-07-2013 04:04 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم : هبة وليد صلاح

لم يبقى عن رمضان سوى أيام معدودة ، وستهل الفرحة وتزدان الشوارع والبيوت والمحلات بزينة رمضان بأشكالها المفرحة والمعبرة وسيعيش أبناء معان أجواء حميمة وطقوس روحانية لا مثيل لها في باقي الأشهر .
روائح البخور والند تعبق في سماء المنزل .. تتوزع أفراد العائلة في كل زاوية لتقوم بالطاعات والعبادات المكثفة لتقرب إلى الله عز وجل ، تسابيح امرأة عجوز على فراشها ، أم على سجادة الصلاة وصوت أب يتلو القران ويتعالى صوته في أرجاء المكان ، أطفال بمختلف الأعمار يتراكضون على مراكز تحفيظ القران ،…
الأسواق مكتظة ، يتزاحم فيها الناس لشراء المشروبات الشعبية طيبة المذاق ، ومنها القمردين وعرق السوس والتمر هندي ، والحلويات التي لابد من تناولها شبه يومي ، ومنها العوامة وكرابيج حلب والقطايف بأنواعه العديدة .
وعند العصر تستعد ربة المنزل دون كلل أو ملل لإعداد ما لذ وطاب من أنواع الأطعمة لمائدة الإفطار ، فتمتلئ الشوارع والحارات برائحة الطعام بأصنافه العديدة ، ومنها ورق العنب والأرز الحامض والشيشبرك .
وحينما تقترب ساعة المغرب تستعد العائلات لتحضير صحون الطعام لتوزيعها على الجيران وهنالك ما يسمى بالسبيل ، حيث تقوم مجموعات من أبناء مدينة معان بصنع الطعام وإرساله إلى السبيل ، فيتجمع الفقراء والمساكين والمسافرين للإفطار ولسد حاجتهم وحاجة أُسرهم من الطعام والشراب .
وفي اللحظات الأخيرة يجتمع الأهل على مائدة الطعام ينتظرون سماع صوت المدفع الرمضاني بالرغم من وجود الآذان ، إلا أن هذه العادة القديمة كانت وما زالت من العادات التي قد تَمَسَّك بها أهالي معان إلى هذا الوقت .
وعند العِشاء يتراكض الرجال ومعهم أبنائهم إلى صلاة التراويح ليحجزا الصفوف الأولى في المساجد ، وتعلوا أصوات التكبير معلنة ً عن إقامة الصلاة ، فتستوي الصفوف وتخشع القلوب وتتدبر العقول .
وعند الرجوع من الصلاة هنالك من يجلس مع عائلته يتبادلون أطراف الحديث ويتناولون الحلويات ويشربون العصائر اللذيذة ، وهنالك من يخرج مع عائلته لصلة الأرحام ، فتسود المحبة وروح التسامح والعطاء .
هذه الأجواء التي أعايشها في مدينتي في شهر رمضان المبارك ، فقد أحببت أن أسطرها لكم بإيجاز معبرةً فيها عن شوقي لشهر الفضيل .. فشهر رمضان كالدواء يوضع على الجرح فَيُشفيه ، وكالماء يُرَشّ ُ على النار فَتُطفئها .








طباعة
  • المشاهدات: 28778
برأيك.. هل ينجح "النتن ياهو" في القضاء على قدرات حماس المدنية والعسكرية بشكل كامل عقب رفضه وقف الحرب المتواصلة منذ أكثر من عام؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم