01-07-2013 04:08 PM
بقلم : د. منتصر بركات الزعبي
الأطماعُ الفارسيَّةُ الصفويَّةُ في المنطقةِ العربيَّةِ التِي تستهدفُ أمَّتنَا ،تتصاعدُ وتتأكَّدُ كسِياسَةٍ ثابتةٍ ،برزتْ أكثرَ خطورةً عندَ حدوثِ تغييراتٍ ثوريّةٍ جديدةٍ لصالحِ الشعوبِ العربيَّةِ ،وفضلاً عن الإعلانِ عن هذهِ الأطماعِ في الأرضِ وفِي السيادةِ ،فإنَّ النظامَ الإيرانِيَّ يُلَوِّحُ "بالعصا الغلِيظةِ" لِمَن يُحاولُ التصدِّي لسياساتِهِ العدوانِيَّةِ ،الأمرُ الذِي حوَّلَ الطغمةَ العنصريَّة الطائِفيَّةَ الحاكمَةَ ،وزُمرةَ الدّجلِ والشعوَذَةِ في إيرانَ ،التِي يحكمُها التخلّفُ الفِكرِيُّ والنزْعَاتِ العُنصرِيَّةُ ،وتحلَمُ بإعادةِ بناءِ امبرطوريتِها البائدةِ على حسابِ الأمَّةِ العربيَّةِ بغطاءٍ دينٍيّ ،إلى مَصدرِ تهديدٍ خَطيرٍ على أمْنِ وسلامةِ ومُستقبلِ الشعبِ العربِيِّ ووجودِهِ ،فبدأَتْ تُصَدِّرُ الفتنَ والتخريبَ والتآمرَ على بُلدانِ المنطقةِ ،فاختارتْ سوريَا بعدَ احتلالِها الغاشمِ للجزرِ الإماراتِيَّةِ الثلاثِ ؛طُنْب الكُبرَى وطُنب الصُغرَى وأبو موسى، وعَربستان (1929م) التي تُعتًبرُ إحدى أكثرِ المناطقِ العربِيَّةِ غنىً بالنِفطِ ،والعراقِ ولبنانَ واليمنَ والبحرين طريقًا للمجابهةِ ،ولتصديرِ نِيرانِ ثورَتِها الخمينيَّةِ الطائِفيّةِ المشؤومةِ.
ولِهذا نجدُ نداءَ (يا لَثاراتِ القادسيةِ) المطالبةَ بالثأرِ مِن كلِّ سنِيٍّ تسديدًا لحساباتٍ وثاراتٍ قديمةٍ ،شعارَ هذهِ الطغمةِ العنصريَّةِ ،التِي رمَتْ بكاملِ ثقلِها إلى جانبِ العُصاةِ الظلمةِ مِنْ عِصابَةِ حسنِ نصرِ اللهِ( دُميَة إيرانَ وهولاكو العَصْرِ) على شعبِ سُوريا المسلِمِ السنِّيِّ يُقتلون أبناءَهم ،ويَستحيون نِساءَهُم ،ويَستبِيحون شرفَهُم ،بدمٍ باردٍ وخِسةِ لمْ تعرفْها الإنسانيّةُ مِن قبلُ ، لأنهُ وببساطةٍ يعتبرُهم أحفادَ "بنِي أميَّة"!! في مُحاولةِ مفضوحةٍ للاستيلاءِ على أرضِ الشامِ المباركةِ ،ولتوفيرِ الظروفِ المناسبةِ لفرضِ إرادتِهم بالقوةِ المُسلّحةِ .
إنَّ تدخلَ حسنِ نصرِ اللهِ في شئونِ الثورةِ السوريَّةِ ،أمرٌ بالغُُ الخطورةِ ،ليسَ لأنَّهُ زعيمٌ فذٌ وقوةٌ لا تقهرُ ،ولكنْ لأنَّه شيعِيٌّ متطرفٌ وعنصرِيٌّ حاقدٌ ،وهو بهذهِ السياسَةِ العنصريَّةِ ،يجرُّ لبنانَ أيضًا إلي فتنةٍ طائفيةٍ تحرقُ الأخضرَ واليابسَ ،ليعيدَ لهُ المأساةُ مِن جديدٍ ،بلْ والمنطقةَ بأسرِها.
وهذا ما صرَّحَ بهِ الأمينُ العامُّ السابقُ ومؤسسُ حزبِ اللهِ اللبنانِيِّ الشيخُ "صبحي الطفيليُّ" ،في المقابلة التي أجرتها معه قضائية العربية بتاريخ 2013/06//08 الذِي أكدَّ أنَّ حزبَ اللهِ بتدخلِهِ في سوريا فتحَ بابَ الفِتَنِ الطائفِيَّةِ علي مِصراعَيهِ ،وبذلِكَ يقومُ على نحرِ الأمَّةِ ،مشيراً إلي أنَّ نصرَ اللهِ استعدَي أكثرَ مِنْ مليارِ وثلاثمِئةِ مِليون مُسلِمٍ ،وأنَّهُ بتصرفِهِ هذا ،يجرُّ لبنانَ إلي حربٍ مدمرةٍ أكثرَ ممَّا سبقَ ،لصالحِ المشروعِ الإيرانِيِّ الصفوِيِّ.
الرابط : http://www.youtube.com/watch?v=ZbiyVLuGmMk
إنَّ مَسرحياتِ حزبِ اللهِ باتتْ مألوفةً ومكشوفةً للرأيِّ العامِّ في داخلِ لبنانَ وخارِجِهِ ،والتي تهدفُ إلى الظهورِ بمظهرٍ معادٍ لليهودِ وإسرائيلَ ،فإنَّ الحقائقَ الموضوعيَّةَ وتطورَ الأحداثِ يؤكدُّ ذلكَ ،عندما أخلَى مقاتلِيه مِن الجنوبِ اللبنانِيِّ وأرسلَهم إلى سُوريَا ليمارِسوا الإرهابَ والقتلَ والاغتصابَ والتدميرَ ،في إشارةٍ واضحةٍ لا شكَّ فيها ،أنَّ حدودَهُ معَ إسرائيلَ في مأمنٍ ،وأنَّهُ تلقى الضَوءَ الأخضرَ مِنْ إسرائيلَ – اذهب لا تخاف وحط رجليك ويديك في ماء بارد - وهذا يُعطِي انطباعاتٍ خطرةٍ عن مستقبلِ العلاقةِ معَ العدوِّ الإسرائيلِيِّ .
السكوتُ عن تدخلِ حزبِ اللهِ ،سَيُغريهِ لِيَمُدَّ رِجلَهُ في فَمِ دُولِ الجوارِ ،لقدْ اختفَى أصحابُ الدعْوَاتِ التي كانتْ تُحذِّر مِن الهلالِ الشِيعيِّ في ظروفٍ غامضةٍ ،فهلْ كانتْ مجرَّدَ ظاهرةٍ صوتيةٍ نشازٍ ،لا تُطرِبُ ولا تنقذُ ولا تغيثُ المَلهوفَ ولا تنصرُ أخاً ظالمًا أو مظلومًا كمَا تدَّعِي؟! ،فلولا أنَّها كذلك لمَا توارَتْ بالحجابِ !!
ألا فليعلمْ الجميعُ أنّ الأخطارَ التي تهددُ الوجودَ العربِيَّ واحدةٌ بالنتيجةِ في استلابِ السيادةِ العربيَّةِ ؛وإنْ اختلفتْ الدوافعُ والأدواتُ ،فالخطرُ االفارِسِيُّ الصفويُّ خطرٌ تاريخِيٌّ على شرفِ الوطنِ العربِيِّ ،يستهدفُ الأرضَ والوجودَ والسيادةَ العربيَّةَ ،فالجميعُ مطالبٌ بأنْ يتخذَ موقفاً مبدئيًا إزاءَ هذا الخطرِ المحدقِ بِنَا. وصدقَ اللهُ العظيمُ إذْ يَصفُهُمْ فيقولُ:( اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ أُوْلَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ إِنَّ الَّذِينَ يُحَادُّونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ فِي الأَذَلِّينَ)المجادلة 19-20
Montaser1956@hotmail.com