بقلم :

منذ ايام وانا اتابع ما يجري من احداث في مصر فيما يسمى بثورة 30 يونيو التي اطلقتها حركة "تمرد" ضد حكم جماعة الاخوان المسلمين في مصر الذي مضي عليه عام كامل.

اقلب القنوات واراقب الاحداث شأني شأن اي عربي أو اردني يهتم بالشؤون السياسية لكن اهم الملاحظات التي راعت انتباهي هو تركيز قناة الجزيرة بصورة لافتة على تغطية فعاليات حشود انصار الرئيس المصري محمد مرسي في منطقة مسجد رابعة العدوية وتغطية حشود مؤيدي "مرسي" في معظم محافظات مصر فيما تغطي بنسبة اقل من 20% فعاليات المعارضة وحركة "تمرد" المنتشرين في ميدان التحرير والمحلة والاسكندرية ومحيط قصر الاتحاديه.

هذا الأنحياز ليس مجرد ملاحظة , بل هو تحول هام اعتقد ان للشيخ يوسف القرضاوي دور كبير فيه خاصة مع اندثار نجم رئيس الوزراء القطري حمد بن جاسم المعروف بعدائيته للإسلاميين و قدوم امير جديد هو الأمير تميم بن حمد الذي يرى ضرورة عدم انجرار قطر للتدخل في الشؤون العربية.
لا تنسوا ان القرضاوي كان قد دعا للصبر على تجربة حكم الاخوان في مصر عندما قال ما حرفه ان المصريين قد صبروا على حكم مبارك 30 عاما فلماذا لا يصبرون على حكم مرسي.

على النقيض تماماً تعمل قناة العربية التي تعطي جل اهتمامها و تغطياتها للمعتصمين من حركة تمرد و جبهة الإنقاذ من المعارضين لحكم الإخوان بينما تعرج من باب رفع الحرج فقط لتغطية حشود رابعة العدوية المؤيده لمرسي.

اما فيما يتعلق بقناة ام بي سي مصر التابعة لقناة العربية فيبدو واضحاً من برامجها و من الأخبار القصيرة التي تنشرها شريطها السفلي انها تلعب ذات اللعبة التي تلبعها قناة العربية في التحريض ضد الاسلاميين واعتقد ان هذه القنوات الثلاث قد ابتعدت عن المهنية واقتربت من الاصطفاف السياسي سواء ضد حكم الاخوان او تأييده وهو ما يطعن في مهنية كل منها .

اما بخصوص القنوات المصرية فيبدو واضحاً جيداً وبشكل مكشوف ان قناة دريم تنحاز بشكل كامل لحركة تمرد وجبهة الانقاذ الوطني ضد حكم الاسلاميين فيما لم تستطيع قناة الاخوان والسماه قناة مصر " 25" التأثير برأي الشعب المصري كما تفعل قناة ام بي سي مصر وقناة دريم وقناة المحور وسي بي سي وتلفزيون المنار.

اذا يبدو واضحاً ان ما يجري في مصر هو لعبة اعلامية بالكامل فالمتابع الان لقناة الجزيرة وقناة مصر " 25 " يعتقد ان حشود الاخوان بالملايين وقد فاقت حشود المعارضة
فيما ان المتابع لقناة العربية ومعظم القنوات المصرية الخاصة يعتقد ان حكم الاخوان في مصر قد انتهى .

هي مجرد ملاحظة مهنية لا اكثر تكشف ان ما يجري في مصر ... لعبة سياسية يتحكم بها الإعلام.