-->

حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الخميس ,28 نوفمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 10956

نوابنا ونواب لبنان يا للحسرة

نوابنا ونواب لبنان يا للحسرة

نوابنا ونواب لبنان يا للحسرة

04-06-2008 04:00 PM

تعديل حجم الخط:

بقلم :

 
 كم تألمت وأنا أسمع جلسة تصويت البرلمان اللبناني الأخيرة بعد لقاء الدوحة لم تكن فرحة أو حزن عربي نتاج الصلح بل فكرة راودتني إذا اكتشفت أن معظم هذه الأسماء التي ينطقها الرئيس نبيه بري؛ أحفظها وأعرف مواقفهم واتجاهاتهم السياسية وتقسيماتهم الطائفية ووجدت نفسي أشرح لصديقي الرياضي محمد سعود ، وهذا ليس سعة إطلاع مني أو من غيري الذي لن يخفى عليه مثلا أن نائلة معوض مارونية أو غازي العريضي درزي أو علي حسن خليل شيعي أو بهية الحريري سنية . فهذه الأسماء متداولة في كل صراع سياسي لبناني لهم امتدادات جغرافية وحقيقية وهم يمثلون طوائفهم بقدرة وهذا ما يتوضح لنا عندما نسمع نطالع سجلاتهم على القنوات اللبنانية أو الفضائيات العربية فلا يقل أي نائب منهم عن أي محلل سياسي على اختلاف رؤاهم واتجهاتهم . المجتمع اللبناني غير حزبي إنما طائفيا أي مشابه لأي مجتمع عشائري أو قبلي فعلى سبيل المثال لم يكون النائب وليد جنبلاط ممثلا للطائفة الدرزية لاتجاهاته اليسارية والتقدمية بل لأنه ممثلا للطائفة الدرزية وهكذا غيره ونحن لسنا في تحليل مستلزمات الانتماء فهذا واقع في كل الدول العربية . و عندما تختار الطائفة المرشح الممثل تجد أنه محيط بكل القضايا والقوانين وله خبرة عملية طويلة ومعرفة سياسية وقانونية. أستطيع أن أعد عشرات النواب اللبنانيين الذين ظهروا لساعات على الفضائيات وهم يناقشون دقائق وطنهم وهم لا يتخلون عن شعاراتهم ويتخلون عن مناطقهم بمجرد وصولهم للكرسي ليفشلوا كالعادة في المرة التالية ، حتى نواب المال مختلفين عنا فسعد الحريري مثلا تجد أن مؤسساته وشركات والده بنت نصف وسط بيروت ودرست مجانا 45 ألف طالب ولكن ماذا فعل نواب المال في وطننا الحبيب الأردن غير نشر وشراء الضمائر وهذا طبعا قبل الانتخابات أما بعد النتائج فلن تحصل عن دينار واحدة بغض النظر عن النتيجة والتائب ثوري ليس من ثوار منابر دابوق والرابية بل قدم من قرى الجنوب المحررة . في الأردن يحصل شيء غريب وجدته عند الكثير من المرشحين فهم لا يملكون أي خبرة للعمل البرلماني وأرشيفهم العملي بعيد كل البعد عن أن يكونوا مندوبي صحيفة إعلانية وليس نخبة لمناقشة التشريع . من الرائع أن أجد دولة الروابدة وعبد الهادي المجالي والدغمي و توفيق كرشيان وبسام حدادين وحمزة منصور وصالح الجبور وغيرهم من الأكفاء ولكن لما لا يكون كل مجلس النواب من ذوي الخبرة الحقيقية مثلهم ليكون مدفعا فعالا ومؤثرا مثل مجلس الأعيان ولتحسب له الحكومة ألف حساب ويقتنع الشعب أنه مجلس نواب حقيقي . فالنائب شرف الهياجنة يصرح مثلا لمجلة"الشباب " التابعة للمجلس الأعلى للشباب بأن النواب الشباب يحتاجون للتدريب . فهل تحول مجلس النواب لمركز تدريب سياسي يا سعادة النائب . فيما ظهر كثير من نوابنا على الفضائيات وجلهم لا يستطيع أن يتحدث لمدة ربع ساعة متواصلة وآخرون سيما من الأثرياء يجلبون خلف الكاميرات ثلة من مستشاريهم ، وآخر قرأت له لقاء صحفي لم يتعرف على عدة شخصيات عالمية مع أنه يعد نائبا مخضرما فظننت والظن لا يغني من الحق شيئا انه لم يقرأ صحيفة بعينه .طبعا لا ننكر أن هناك نوابا حقيقيين مخضرمين ولنقول بصراحة وبدون فزعات وغضب لو طلبنا من مركز دراسات استراتيجي أن يقرا أهلية النواب كلهم لمناقشة القوانين التي طرحت عليهم فماذا ستكون النتيجة ؟ هذا عدى خذلانهم لقواعدهم بعد أن أشبعوهم بالنظريات الوطنية واشبعوا الحكومة كذبا وأتمنى من الحكومة أن تجري استفتاءً شعبيا حول رضا المحافظات عن نوابهم . لو ترى الحكومة من يعد نفسه من اليوم للترشح للمجلس القادم من شخصيات لا تملك أدنى خبرة في العمل العام أو حتى لم يقرأوا صحيفة الرأي في حياتهم أو لتأتي الحكومة وتسمع جلسات بعض النواب مع قواعدهم فستكتشف الحكومات السابقة كم آذت البلد بعد فشلها بتحديد أهلية النائب الذي يمثل ويناقش ويقر قوانين وإذا قلنا أنا هذا ثمن الديمقراطية فسنقول بل ثمن نقل الأصوات والسماح باستغلال معوزات الناس وخطايا قانون الاجتماعات العامة الذي حرم المثقفين من الاقتراب من الناس . عندما اسمع نواب لبنان على الفضائيات وأجلس مع بعض نوابنا لأقارن بين أفعالهم وبين ما كتبه غيرهم قبل الانتخابات وأشاهد اللقاءات الصحفية التلفزيونية لا أعرف على من اضع السبب على الحكومة أم على الشعب أم عليهم وكل يبحث عن مصلحته .








طباعة
  • المشاهدات: 10956
 
1 -
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
04-06-2008 04:00 PM

سرايا

لا يوجد تعليقات
الاسم : *
البريد الالكتروني :
التعليق : *
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :
برأيك.. هل اقتربت "إسرائيل" ولبنان من التوصل لاتفاق إنهاء الحرب؟
تصويت النتيجة

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم