04-07-2013 11:19 AM
بقلم : خالد محمود دعيبس الشوابكة
بات واضحاً السعي وراء التغيير دون النظر إلى الحاجة إليه، وانتقلت الامم إلى الانشغال بموضة التغيير والثورات على حساب الهدف الأسمى وهو تفعيل مبادئ الحرية والعدالة الاجتماعية ومحاربة الفساد.... فلا يكاد التغيير يأخذ مجراه لبرهة من الزمن حتى يطالبون بتغيير آخر وكأن الكون سيتغير بين لحظة وأخرى....
ألم نستوعب الحكمة من خلق السماوات والأرض، إن الله جلت قدرته وعَظُم سلطانه له مطلق القدرة، ومنتهى الإرادة، وكمال التصرف والتدبير ، وله في كل خلق من خلقه حِكم بليغة لا يعلمها إلا هو سبحانه وتعالى، وكذلك اتضح لكم بعض الحِكم والأسرار في خلق المولى سبحانه وتعالى السموات والأرض في ستة أيام ، مع أنه قادر سبحانه أن يخلقها بكلمة " كن " . قال الإمام القرطبي - رحمه الله - في تفسيره " الجامع لأحكام القرآن " لآية الأعراف ( 54 ) وذكر هذه المدة - أي ستة أيام - ولو أراد خلقها في لحظة لفعل ؛ إذ هو القادر على أن يقول لها كوني: فتكون ، ولكنه أراد : - أن يعلم العباد الرفق والتثبت في الأمور؛ ولتظهر قدرته للملائكة شيئاً بعد شي، وحكمة أخرى : خلقها في ستة أيام ؛ لأن لكل شيء عنده أجلا.
متى سنتعلم مما نعلّم... ونستوعب ما نقرأ.... وهل التغيير والإصلاح يتم بين ليلة وضحاها ... وهنا لابد من التأكيد على أننا جميعاً نريد محاربة الفساد وإصلاح الأمور .... لكن لابد من التريض والانتظار حتى تأخذ بعض الأمور مسارها الصحيح... وهنا أتذكر كم من جمعة قضينا ونحن ننتقل من هذا الرأي لذاك.... وكم من تغيير نطالب دون النظر إلى عواقب الأمور.