05-07-2013 09:28 PM
سرايا - سرايا - اندلعت اشتباكات، الجمعة، بين أنصار جماعة الإخوان المسلمين ومعارضي الرئيس السابق، محمد مرسي، في العاصمة المصرية القاهرة ومحافظات أخرى ذهب ضحيتها عشرات القتلى والجرحى، وذلك بعد أن تحولت التظاهرات المناهضة لعزل مرسي إلى كر وفر بين الجانبين على إثر خطاب حاد اللهجة للمرشد العام للجماعة، محمد بديع، تعهد فيه بالبقاء في ميادين الاحتجاج إلى أن يتحقق مطلبهم.
فما إن انتهى بديع من إلقاء خطابه أمام عشرات الآلاف من الإسلاميين المعتصمين قرب مسجد رابعة العدوية في القاهرة، حتى انطلق مئات منهم نحو ميدان التحرير ودار الحرس الجمهوري ومبنى الإذاعة والتلفزيون واشتبكوا مع معارضي مرسي، قبل أن يدفع الجيش المصري بمدرعات إلى الشوراع للفصل بين الجانبين.
وعلى أثر هذه الاشتباكات الدامية التي أسفرت عن مقتل 24 شخصا وإصابة أكثر من ألف، سارع الجيش المصري إلى التأكيد أنه لا يدعم أي طرف في المواجهات، وأن مهمته تتمثل في حماية حياة المواطنين، في حين بث التلفزيون المصري رسالة صوتية مقتضبة لشيخ الأزهر، أحمد الطيب، حث فيها المصريين على حقن الدماء في البلاد ووأد الفتنة وإيجاد مخرج منها.
وكانت الاشتباكات الدامية وقعت بين المتظاهرين المنقسمين في ميدان عبد المنعم رياض القريب من الميدان التحرير، وأعلى وأسفل جسر 6 أكتوبر، وتخللتها معارك بين الطرفين بالحجارة حينا والطلقات النارية حينا آخر، في حين شوهدت سيارات إسعاف عدة في المنطقة، كما اندلعت مواجهات بين أنصار لمرسي وقوات الأمن في مناطق مختلفة في البلاد.
يشار إلى أن وتيرة العنف تصاعدت الجمعة، بعد خطاب بديع الذي اتهم فيه وسائل الإعلام بـ"تزوير ما يحدث في مصر"، مشيرا إلى أنه ليس في مصر إلا رئيس واحد منتخب هو محمد مرسي، وخاطب المحتشدين في رابعة العدوية" "لن تثنيا تهديدات ولا اعتقالات ولا سجون ولا مشانق. جربنا الحكم العسكري ولن نقبل به مرة أخرى".
وفي الإسكندرية، اندلعت الاشتباكات عندما حاول مؤيدو مرسي الوصول إلى ميدان سيدي جابر الذي اعتاد معارضوه تنظيم احتجاجاتهم فيه، وسمع إطلاق كثيف للنار أمام المنطقة الشمالية العسكرية في الميدان، ما أسفر عن مقتل 12 شخصا وجرح نحو ألف، بينهم ضابطا شرطة ومجندان أصيبا بطلقات خرطوش، حسب مدير أمن المدينة.
وقتل 3 جنود (شرطيان ومجند بالجيش) في شبه جزيرة سيناء، في هجمات لمسلحين إسلاميين، بينما أصيب عدد آخر في هجمات على سلسلة من الأهداف العسكرية والأمنية.
وكان عشرات الآلاف من مؤيدي جماعة الإخوان المسلمين قد احتشدوا الجمعة، استجابة لدعوة الجماعة للتظاهر تحت شعار "جمعة الرفض"،حيث طالبوا طالب بعودة "الرئيس المنتخب الشرعي لقيادة البلاد" و"إلغاء جميع القرارات والإجراءات الانقلابية التي اتخذها المجلس العسكري".
كذلك طالب المتظاهرون، الذين بدا عدد من قادة الإخوان يتصدرون منصتهم مثل محمد البلتاجي وآخرون، باستمرار العمل بالدستور والدعوة للحوار لإجراء التعديلات المطلوبة عليه، ومحاسبة المسؤولين عن قتل المتظاهرين واعتقال القيادات، إضافة إلى تعيين نائب عام جديد من خلال ترشيحات المجلس الأعلى للقضاء، وإجراء انتخابات نيابية في غضون شهرين.
وفي الإسكندرية قال مراسلنا إن اشتباكات بين وقعت بين مؤيدين لمرسي ومعارضين له في منطقة سيدي جابر.
وكان المؤيدون الإسلاميون لمرسي قد أعدوا العدة للتظاهر الجمعة تحت شعار "جمعة الرفض" تعبيرا عن غضبهم لعزله من قبل الجيش الذي أعلن نقل السلطة إلى الرئيس عدلي منصور، استجابة لاحتجاجات من الملايين بدأت في 30 يونيو الماضي ضد مرسي والإخوان.
وحسب مراسلتنا، تتواجد قوى الجيش على مداخل الشوارع المؤدية إلى ميدان رابعة العدوية. كما خرجت مسيرات مؤيدة لمرسي في محافظتي الفيوم وأسيوط في صعيد مصر، استجابة لدعوة الإخوان.
اشتباكات بـ"ماسبيرو" وقوات الصاعقة تنتشر
انتشرت قوات الصاعقة التابعة للجيش أمام كورنيش النيل المؤدى إلى مبنى ماسبيرو حيث تدور اشتباكات بين مؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي ومعارضيه. وتسود حاليا حالة من الكر والفر بين مسيرة مؤيدى الرئيس من "الإخوان المسلمين" والتيارات الإسلامية والمتظاهرين على كوبري 6 أكتوبر من ناحية مبنى الإذاعة والتليفزيون. فيما تقوم قوات الأمن بإطلاق قنابل مسيلة للدموع بكثافة لإجبار المتظاهرين أمام "ماسبيرو" على التراجع، ويرد المتظاهرون بإلقاء الحجارة على القوات، مما أدى لإصابة العشرات باختناقات من قنابل الغاز المسيل.
المتحدث العسكري: الجيش يتعهد بحماية المتظاهرين السلميين في كل الميادين
قال المتحدث العسكري، العقيد أركان حرب أحمد محمد علي، مساء الجمعة، إن القوات المسلحة «تتعهد في إطار مسؤوليتها الوطنية تجاه شعبها بحماية المتظاهرين السلميين في كل ميادين مصر، وتحذر من أي أعمال استفزازية أو احتكاك بتجمعات المتظاهرين السلميين».
وشدد «علي»، في بيان نشره عبر صفحته الرسمية على «فيس بوك»، على أن «من يخالف ذلك سيتم التعامل معه وفقا للقانون وبكل حسم»، نافيًا في الوقت نفسه ما تم تداوله على بعض مواقع التواصل الاجتماعي من معلومات منسوبة إلى «مصدر عسكري» مجهول يناشد المواطنين عدم النزول إلى الميادين والتزام منازلهم لتسهيل عمل القوات المسلحة في السيطرة على الموقف الأمني.
وأضاف: «حق التظاهر السلمي وحرية التعبير عن الرأي مكفولان للجميع وتحميه القوات المسلحة وتوفر له التأمين المناسب، ولعل مشهد الجماهير المحتشدة من أبناء الشعب المصري خلال الأيام السابقة، والتي حماها الجيش خير دليل على ذلك».
ودعت القوات المسلحة في بيانها «كل أبناء الشعب المصري العظيم إلى عدم الانسياق وراء ما يتم بثه من أكاذيب وشائعات منسوبة إلى مصادر مجهلة، تسعى إلى خلق حالة من الاحتقان والتوتر بين جموع المصريين».
الإنقاذ تدعو للتظاهر
وبدورها، دعت جبهة الإنقاذ الوطني إلى تظاهرات عاجلة "للدفاع عن ثورة 30 يونيو"، في إشارة إلى التظاهرات الحاشدة التي شهدتها مصر الماضي وانتهت بتدخل الجيش لإطاحة الرئيس السابق محمد مرسي.
وقالت الجبهة في بيان إنها "تدعو المصريين جميعا إلى النزول للميادين للدفاع عن ثورة 30 يونيو التي قامت من أجل تحقيق أهداف ثورة 25 يناير" التي أطاحت الرئيس الأسبق حسني مبارك.
وأضاف البيان: "إننا الآن مطالبون بحماية مكتسبات الموجة الثانية لثورة 25 يناير، وتأكيد إرادتنا في استعادة الاستقرار لبناء الوطن وتنميته"، مؤكدا أن "بقاءنا في الميادين إلى حين استكمال إجراءات المرحلة الانتقالية سيؤكد للعالم بأجمعه أن المصريين فخورون بثورتهم، ومتمسكين بنجاحها".
تأهب
وفي غضون ذلك، أعلنت القوات المسلحة والشرطة المدنية في مصر الجمعة حالة التأهب في شبه جزيرة سيناء.
وجاء إعلان حالة الاستنفار القصوى "تحسبا لإقدام أي من العناصر الخارجة على القانون بارتكاب أعمال عدائية تضر بأمن وسلامة المواطنين ومنشآت الدولة"، خصوصا بعد استهداف مطار العريش في شمالي سيناء في إطار عمليات التصعيد لرفض بيان القوات المسلحة الذي عزل مرسي.
وقال مصدر عسكري مسؤول إنه "تم الدفع بتعزيزات إضافية في المناطق الاستراتيجية والحيوية في كافة الاتجاهات والمحاور. خاصة في مناطق تجمعات المتظاهرين في منطقة رابعة العدوية وجامعة القاهرة، حيث يوجد أنصار جماعة الإخوان المسلمين الرافضين لما أسموه "الانقلاب" على رئيسهم محمد مرسي.
وأضاف المصدر أن تعزيزات إضافية من قوات المنطقة المركزية العسكرية توجهت إلى محيط وزارة الدفاع بعد ورود معلومات بخروج مسيرات باتجاه الوزارة.
مؤيدو مرسي يتجمعون أمام مبنى التليفزيون
تجمع المئات من أنصار الرئيس المصري السابق محمد مرسي مساء الجمعة أمام مبنى الإذاعة والتلفزيون الذي يطل على النيل بالقاهرة قرب ميدان التحرير حيث يوجد آلاف من معارضي مرسي، بعد خطاب للمرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين محمد بديع قال فيها إن ملايين من مؤيدي مرسي سيبقون في الملايين لحين عودته للحكم.
وقال شهود عيان إن مؤيدي مرسي الذين نظموا مسيرة من الجيزة على الضفة الغربية لنهر النيل وصلوا إلى المبنى بعد عبور جسر جنبهم المرور بالتحرير الذي يتظاهر فيه ألوف من معارضي مرسي.
وترابط عربات مدرعة للجيش في مكان قريب من المبنى. وكان الجيش قال إنه سيفصل بين المؤيدين والمعارضين، لكن أنباء تواترت عن اشتباكات مع المعارضين في ميدان عبد المنعم رياض الملاصق لميدان التحرير.
وقال علي خفاجي أمين الشباب بحزب الحرية والعدالة إن الآلاف أمام مبنى ماسبيرو في احتجاج سلمي من جميع الأطياف.
تمرد تدعو لمواجهة الحشد بحشد
ورداً على كلمة بديع، دعا منسق حركة "تمرد" محمود بدر، في اتصال هاتفي مع سكاي نيوز عربية الجماهير إلى النزول الفوري إلى الميادين والاستمرار في الحشد "حتى النصر"، وذلك في مواجهة دعوة المرشد العام للإخوان المسلمين بالبقاء في الميادين.
واتهم بدر جماعة الإخوان المسلمين بممارسة "الإرهاب" لإخافة الشعب المصري للانقضاض على إنجازاته ومكتسباته التي حققها، مضيفاً أن "ما نراه هو إمعان في القمع والإرهاب ومحاولة إجبار الشعب المصري على أن يحكمه رئيس لا يريدونه".
وقال إن ما يحدث هو محاولة لجر البلاد إلى حرب أهلية والفوضى ومحاولة للاصطدام مع الجيش والقوات المسلحة حتى يتم تصوير الأمور التي يروج لها الإخوان المسلمون بأن ما حدث هو انقلاب عسكري.
وأكد أن الدعوة إلى مليونية الشرعية الشعبية ما زالت قائمة.
من جهته، قال المتحدث باسم جبهة الإنقاذ خالد داوود إن خطابه يؤكد وجهة نظر من خرجوا معارضين لمرسي وأيدهم الجيش.
وأضاف داود في تصريحات لـ"سكاي نيوز عربية" إن بديع أفرط في استخدام الشعارات الدينية، وكأن من خرجوا ضد مرسي ليسوا مسلمين.
وأضاف "للأسف لن يعود مرسي وعلى الإخوان أن يدركوا ذلك".
الكتاتني والبيومي
من ناحية أخرى، نفى مصدر قضائي صحة الأنباء التي أشارت إلى أنه تم الإفراج عن رئيس حزب الحرية والعدالة محمد سعد الكتاتني ونائب المرشد العام ومحمد رشاد بيومي.
وأكد أن الكتاتني يخضع "حالياً" لجلسة التحقيق الثانية في سجن طره على خلفية اتهامات بالتحريض علي قتل المتظاهرين بجامعة القاهر.
وكانت وكالة أنباء ذكرت في نبأ عاجل أن النائب العام المصري أمر بإخلاء سبيل الكتاتني وبيومي.