08-07-2013 10:10 AM
بقلم : فيصل تايه
كم نحن بحاجة ماسة لنقف عند إعلامنا التربوي الهادف ليكون إعلاما موجهاً يخاطب الفئات العريضة من مجتمع التربية والتعليم بكل أركانه .. إداريين ومعلمين وطلاب وأولياء أمور .. خاصة في هذه الظروف .. فالدفع باتجاه ذلك .. يوصلنا إلى أعلى أشكال الحوار والكلام والخطابة وحضور العقل .. لنصل إلى روح جديدة في إعلام التربية والتعليم من خلال الكثير من الوسائل المتاحة والتي يجب أن تتاح .
تحدثنا كثيراً عن ضرورة استثمارنا بوسائل الإعلام من أجل تحقيق أهداف التربية في ضوء السياستين التعليمية والإعلامية للأردن ، ذلك هو الواقع الذي يجب أن تبني وزارة التربية والتعليم مفهوم الإعلام التربوي علية .. بل يجب أن يأتي ذلك في سياق مجمل التحديات ذاتها التي تواجهها وزارتنا العتيدة للولوج إلى عصر العولمة .. خاصة ونحن نعيش قرن التحدي والمهارات ..القرن الواحد والعشرين ..ذلك أن العملية الإعلامية في بعض جوانبها عملية تربوية.. وأن العملية التربوية في بعض جوانبها عملية إعلامية.. فإن التربية عملية تأثير وتفاعل وتوجيه الأفراد نحو النمو بشكل يتماشى مع الخط الذي ارتضته الأمة لنفسها بهدف المحافظة على القيم والمبادئ التي ندين بها ونعمل على تثبيتها .. مع المحافظة على ثقافة المجتمع وشخصيته من أن تذوب في الثقافات المستوردة في محاولة لإيجاد حلول للمشكلات التي تواجهنا بمعطيات العصر الحديث وعلى ضوء الأصالة الموروثة .
وبذلك فإن الإعلام التربوي يجب أن يكون احد ركائز واستراتيجيات العمل لوزارة التربية والتعليم ليكون أكثر حيوية لما يمثله .. بل ويجب إعادة صياغة كل الأفكار الساعية إلى إيجاد إعلام تربوي مميز وفق رؤى عصرية .. وذلك بطرح الأفكار العميقة التي تخاطب كل الشرائح .. لإيجاد قنوات اتصال فعالة غير تقليدية مع مختلف أطياف المجتمع التربوي الأردني .. لأننا بحاجة ماسة إلى مرجعية إعلامية قوية .. وبذلك فإنني أجد أن الظروف مواتيه ومهيأة لبحث ملفات الإعلام التربوي مع كافة الأطراف ذات العلاقة وكما يقولون : إذا هَـبَّتْ رياحُك فاغتنمْها ..
من هنا يبرز دور وزارة التربية والتعليم في إيجاد القنوات الإعلامية التربوية التي يجب أن تكون قادرة على تحقيق أهدافها إعلامياً لتصل إلى كل فرد في المجتمع .. وذلك بدعم كل التوجهات القائمة على ذلك .. وكذلك العمل على إيجاد الكوادر البشرية الإعلامية المتخصصة في هذا المجال.. بالتعاون مع المؤسسات التعليمية والإعلامية والاجتماعية ومراكز البحوث المحلية والعالمية ذات الصلة ولو تم إيفادها أو ابتعاثها في دورات خارجية.. لإجراء البحوث والدراسات في مجال اختصاصها بواقعية .. بعيداً عن التنظير .. بل يجب على الجميع تبني سياسة تربوية صرفة هدفها الارتقاء بالعمل التربوي وتطويره ونموه .. لنكون أكثر ملامسة لواقعنا التربوي وأكثر صلة بالميدان .
لذلك نحتاج إلى تكوين إعلام تربوي نشط وفاعل ومتخصص.. فالحاجة تتطلب إيجاد إطار استراتيجي .. ليكون قادرا على تلبية الطموح فعليا.. ومن أجل ذلك نحتاج إلى إيجاد وتطوير مجموعة من الكوادر التربوية الإعلامية المتخصصة في الإعلام التربوي.. وصولاً إلى إعلام يعبّر عن احتياجاتنا الحقيقية في ذلك .. بعيداً على إعلام العلاقات العامة ..
ولنبدأ بالعاملين في الإعلام التربوي الذين يحتاجون على الدوام إلى تحديث قدراتهم واستمرارية تأهيلهم وتدريبهم تلبية لواقع عملهم .. وما تتطلبه منهم حتمية التواصل مع كافة أركان مجتمعنا التربوي ، فلا نريد منهم مجرد مهارات صحفية وإعلامية تتمثل في كيفية صياغة أو صناعة الخبر .. بل ويجب حتماً أن يكون دورهم دور إعلامي تربوي خاص.. متمثل بجوانب تربوية صرفة .. ولتكون مرجعيتهم القانونية مبنية على شبكة من الاتصالات الإعلامية المرتبطة ارتباطاً وثيقاً بمركز الوزارة .. وأقسام العلاقات العامة والإعلام التي يجب إعادة هيكلتها وتأهيلها في مديريات التربية في المحافظات .
إننا نوقن أن مجال الإعلام التربوي مجال رحب وجيد لاستخدام المعلومات وتوظيفها في تبادل الخبرة مع الآخرين .. ليحقق حراكاً للمعلومات وحيوية لها .. ولا يتوقف هذا على الإعلام المكتوب.. بل و سيكون على علاقة وطيدة بالإعلام المرئي والمسموع والالكتروني الذي سيكون أكثر جذب وفاعلية..
ما نتمناه بالفعل إعلاما تربويا يكون معينا للمعلمين وللآباء والأمهات وكل من ارتبط ويرتبط بالعملية التعليمية في تقريب وجهات النظر .. وتأصيل القيم النبيلة .وكذلك إعلاما تربوياً يعايش ظروف مجتمعه الزمانية والمكانية .. بل يجب أن يؤكد المهمات الحقيقية للمجتمع مركزاً على المفاهيم الحقيقية للتعليم .. مع القضاء على المفهوم الذي يربط التعليم بالوظيفة ..
كذلك نحتاج أن نخاطب أبناءنا الطلبة ونعزز بهم ثقافة الحوار وتقبل الآخر .. والفهم الواضح لمنطق الحياة المعاصرة مع الحرص على ترسيخ مفاهيم الوسطية والاعتدال وتأكيد قيم التسامح ..بشكل يسهم في تنمية مجمعنا الأردني وتطوره .. فنحن بحاجة ماسة إلى تكريس وتعميق مفاهيم القيم الإنسانية ومفاهيم الحرية الحقة عند جميع مكونات مجتمعنا .. مع ضرورة تبني منظومة القيم الفضيلة .
نسأل الله عزّ وجل أن يوفقنا لما فيه الخير رفعة لمؤسستنا التربوية العتيدة _