08-07-2013 10:27 AM
بقلم : هندي أبو غليون
ها قد جاء شهر الصيام بكل فضائله ، جاءنا بكل إشراقه يقول : يا باغي الخير أقبل , و يا باغي الشر أقصر , و بمجيئه تفُتّح أبواب الجنان , وتغلق أبواب النيران، و تصفد الشياطين .
جاء و المسلمون بشوقٍ للصيام و القيام , فإياكم أن تكونوا من الذين يكرهون رمضان ، و فيه تغفر ذنوبهم و تستجاب دعواتهم و ترفع درجاتهم , ومن كانت هذه حاله ، فالبهائم أعقل منه ، و له نصيب من قوله تعالى:
(وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ ) الأعراف 179
إن رمضان شهر الصيام ، والطاعة لله ، فالصيام صبرٌ عمّا حرم الله من الشهوات ، وصبراً على ما يحدث للصائم من ألم الجوع والعطش ، وضعف النفس والبدن.
و إن الله عز وجل يتولى جزاء الصائمين، إذ قال الله عز وجل في الحديث القدسي : " كل عمل إبن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به " رواه الإمام البخاري في صحيحه .
فالصائم لا يغضب لأتفه الأسباب كحال من لم يتسلحوا بالصبر، ممن يظنون أن الصوم عقوبة وحرمان، فيخرجون عن طورهم ، وتثور نفوسهم ، وتضطرب أعصابهم.
أما الصائم المحتسب فتراه هادئ النفس ، ساكن الجوارح ، رضي القلب كما أنه يطرد روح الملل ، لأن صيامه لله ، وصبره بالله ، وجزاءه على الله.
كما أن للصيام أثر في اكتساب خلق الصبر، فإذا تحلى الإنسان به كان جديراً بأن يفلح في حياته ، وأن يقدم الخير الكثير لأمته ، ويترك فيها الأثر الكبير.
و الصبر من أعظم الأخلاق، وأجل العبادات، وإن أعظم الصبر وأحمده عاقبة الصبر على إمتثال أمر الله ، والانتهاء عما نهى الله عنه , لأنه به تخلص الطاعة ، ويصحّ الدين ، ويستحق الثواب.
ومن جميل الصبر الصبر فيما يخشى حدوثه من رهبة يخافها ، ومن ذ لك أيضاً الصبر على ما نزل من مكروه ، فبالصبر في هذا تنفتح وجوه أنفس من ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ، ومن يغفر الذنوب إلا الله ، ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون .
فرغم أنفه ثم رغم أنفه من أدرك رمضان فلم يغفر له ... فأهلاً بهلالك رمضان .