بقلم : د.أحمدمحمود عبيدات
محورها وعمادها الانسان الاصلاح عجلة مستمرة الدوران
منذ بدا الخليقة ونحن معشر البشر نسعى جميعا لاصلاح حالنا واحوالنا بشكل دائب ومستمر وإلا لما وصل الانسان الى ما وصل اليه من علوم تصب في مصلحة الجنس البشري من صحة وتكنولوجيا ولبقينا على شريعة الغاب او على الاقل شريعة حمورابي لكن ماوصل اليه البشر هو شيء مذهل بكل المقايييس.
ونحن في الاردن جزء من هذا العالم المترامي الاطراف المختلف الخصوصيات فنحن نشترك مع كل البشر في العلوم المشتركة كالطب والرياضيات مثلا لكنه لكل شعب من شعوب الارض آداب وعادات تختلف عن شعوب العالم الاخرى بمعنى ان مايحصل في النمسا مثلا من تطور لايمكن تطبيقه عما يجري في الاردن ولذلك فإن عجلة الاصلاح في اي دولة تسير بوتيرة تختلف عنها من دولة لاخرى ولكي اقرب الامر الى ذهن المشاهد فإن الطب في الاردن لايختلف كثيرا عما هو في ارقى دول العالم مثل الولايات المتحدة مثلالكن التقدم في الشق الثاني بطيئ جدا ويسير بوتيرة تختلف من مكان ما في العالم الى مكان آخروالسبب ليس دائما الدولة وما يمثلها من حكومات فالدول احيانا تتحمل اكثر مما يمكن تحمله وهنا تلعب موارد الدولة الاقتصادية اذا ماحييدنا تاثير العامل الانساني باتجاه بعزقة هذه الموارد كالفساد والرشوة والمحسوبية تلعب كل الادوار في الاسراع بوتيرة الاصلاح فلكي تمنع جمهورا ما من الاعتصام امام مجلس النواب سعيا للحصول على علاوة مالية اوطلبا لانشاء مدرسة او حتى ايصال المياه الى مكان محروم من الخدمات لا بد من توفر المدخرات والا سوف تبقى حالة الاعتصامات موجودة او على الاقل ضمن المؤسسات المعنية اوفي الشارع العام ولذلك فإن الفساد المؤسسي يعيق حركة الاصلاح ويكاد يوقفها هنا او هناك لكنها تستمر في الدوران كالدولاب حتى وإن بقيت تراوح مكانها.
قضية اخرى يجب عدم اهمالها وتتعلق بالشق الثاني الذى هو المواطن في الدولة فالاصلاح يحتاج الى تضحيات , وهو بنفس الوقت تغيير اجتماعي , فلكي نقتنع باننا كلنا ابناء تسعة شهور واننا كلنا مواطنين نتمتع بنفس الحقوق وعلينا نفس الواجبات علينا ان نعرف حدودنا وان لانتجاوز الآخرين على طابور إنجاز المعاملات اوعلى طابور وسائل النقل او حتى على افران الخبز اواستخدام كل الوسائل غير المشروعة للحصول على الوظيفة التي ليست لنا.
ولكي لاننسى فإن الموروثات الاجتماعية السيئة التي تحتاج الى تغييروهي بالمناسبة قليلة جدا فإن كل واحدة منها تحتاج الي جيل من الزمن تقريبا او ما يزيد على العشرين عاما بمعنى اخر ان الاصلاح في الجانب السلوكي الانساني لمجتمع ما اذا ما بدا اليوم فإنك لا ترى نتائجه غدا وإنما يمكنك تلمسه لكنه لن يكتمل الا بعد مرور الفترة التي تحدثنا عنها سابقا.
ولكي اطبق ماتكلمت به على وطننا الحبيب فإن الانسان هو المحور الاساس وعماد عملية الاصلاح وهل ما كل داخل جغرافيا الوطن يصلح نفسه بنفسه اذا لم يتدخل الانسان