10-07-2013 12:51 AM
سرايا - سرايا - تواجه الأحياء التي يسيطر عليها النظام السوري في مدينة حلب (شمال) أزمة غذائية حادة بسبب الحصار الذي يفرضه عليها مقاتلو المعارضة، في حين يؤدي نقص المواد الطبية إلى وفاة العديد من المصابين في مدينة حمص (وسط) جراء الحملة التي يشنها الجيش لليوم العاشر تواليا، حسبما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان الثلاثاء.
وقال المرصد في بريد الكتروني إن المناطق الخاضعة لسيطرة النظام في كبرى مدن الشمال "تعيش أزمة غذائية كبيرة، وقد نفد الكثير من المواد الغذائية من الأسواق، بالإضافة إلى شح في المواد الأخرى وارتفاع أسعارها بشكل خيالي في حال توفرها".
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن في اتصال هاتفي مع "فرانس برس" إن "الوضع الأكثر كارثية في سوريا حاليا هو في هذه المناطق".
وأشار المرصد إلى أن الكتائب المعارضة المقاتلة "تحاصر هذه الأحياء في محاولة لاقتحامها والسيطرة عليها، وذلك بعد فشل محاولات النظام المتكررة في فك الحصار عن مدينة حلب وإيصال المواد إليها".
وأوضح المرصد أن النظام يواجه صعوبة في إيصال الإمدادات إلى حلب عبر طريق السلمية في محافظة حماة (وسط)، كما أن الطريق الدولية بين حلب واللاذقية (غرب) باتت مقطوعة "بعد تفجير جسر بسنقول قرب مدينة أريحا في محافظة إدلب (شمال غرب) قبل أيام"، بينما يتواصل إغلاق مطار حلب الدولي فضلا عن تواصل الاشتباكات في جنوب المدينة.
وبقيت حلب ثاني كبرى المدن السورية، مدة طويلة في منأى عن النزاع المستمر منذ منتصف مارس 2011، لكنها تشهد منذ يوليو 2012 اشتباكات يومية، ويتقاسم النظام والمعارضون السيطرة على أحيائها.
حمص.. الجرحى يموتون
وفي حمص، قال عبد الرحمن إن "القصف المتواصل للقوات النظامية لليوم العاشر على التوالي، جعل من الوضع الإنساني الدقيق في المناطق التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة في حمص، أكثر سوءا".
وأشار إلى أن قوات الجيش السوري "وضعت يدها على عشرات الجرافات التابعة لمؤسسات عامة وخاصة، في ما قد يشكل تمهيدا لاقتحام الأحياء وفتح الطرق إليها عبر إزالة الدمار".
وأوضح عبد الرحمن أن عددا غير محدد من المقاتلين والمدنيين الذين أصيبوا في الأيام الماضية "يموتون بسبب عدم وجود مواد طبية لتوفير العلاج اللازم".
وتشن القوات النظامية منذ 29 يونيو الماضي حملة لاستعادة أحياء يسيطر عليها المعارضون في وسط المدينة، أبرزها الخالدية وأحياء حمص القديمة، التي يحاصرها النظام منذ أكثر من عام.
وأفاد المرصد أن عناصر من حزب الله اللبناني حليف حكومة دمشق يشاركون في الحملة التي انعكست قصفا متواصلا بمختلف أنواع الأسلحة على الأحياء المحاصرة، إضافة إلى غارات متواصلة بالطيران الحربي.
وأوضح عبد الرحمن أن "التجهيزات الطبية القليلة التي كان المقاتلون المعارضون يتمكنون من إدخالها كانت عبر الأنفاق. الآن هذه الأنفاق تعرضت للقصف كذلك. ما نراه في حمص حاليا هو انتهاك تام للقانون الإنساني الدولي".
وأكد ناشطون في المدينة حصول نقص حاد في التجهيزات الطبية.
وقال يزن الحمصي لـ"فرانس برس" عبر سكايب: "بدأ القطاع الطبي في المنطقة المحاصرة الدخول في عجز ظاهر بعد استهلاك جزء كبير من المخصصات نتيجة القصف الشديد وارتفاع نسبة الإصابات والجرحى بشكل يومي إلى أضعاف عدة، مقارنة بالمرحلة التي سبقت الحملة".
وأشار إلى أن "الحملة هي الأعنف" منذ فرض الحصار على المناطق التي يسيطر عليها المعارضون منذ أكثر من عام.
وكانت القوات النظامية تقدمت الاثنين داخل حي الخالدية معتمدة أسلوب "الأرض المحروقة" المرتكز على قصف مكثف وتدمير المباني، حسبما أفاد ناشطون.
وأدت أعمال العنف الاثنين إلى مقتل 88 شخصا، بحسب المرصد الذي يتخذ من بريطانيا مقرا، ويقول إنه يعتمد على شبكة من الناشطين والمصادر الطبية في كل سوريا.