04-06-2008 04:00 PM
تدور في اروقة الحكومة هذه الايام احاديث حول وجود نية لاصدار تشريع خاص بالمواقع الالكترونية في الاردن بحجه ضبطها وتنظيمها لضمان منع نشر اي اساءات فيها للشخصيات العامة والرموز الوطنية ولضمان عدم المس بالحياة الشخصية للافراد.
عندما سمعت هذه "الديباجة" عادت بي الذاكرة لما قبل سنوات خمس حين بدأ مسؤولون متضررون مما تكبته الصحف الاسبوعيه التفكير في طرق عديده لكبح جماح الحرية الصحفية الممنوحة للصحف الاسبوعية انذاك ، وبالفعل استطاعت القوانين المتتالية للمطبوعات والنشر ضمن التعديلات التي اجريت عليه وتحديدا في المواد
" 43 -73-74" ارهاب الصحفيين ومنعهم من الكتابة تحت طائلة تغريمهم مبالغ مالية هائلة تتراوح بين "الف الى عشرون الف دينار" ، وهكذا انتهت الى حد ما اسطورة الصحف الاسبوعية في الاردن التي "وسمها" هؤلاء بالارتزاق والعمالة وهي عنها ابعد بحكم قربها من الوطن والمواطن ، ولكن وعلي ما يبدو فان المتضررين كما قلت مما تكبته الصحف الاسبوعية نفذوا للقضاء عليها من بوابة "انها تمس بالشخصيات الوطنية وتنتهك حرمات الحياه الخاصه لهم".
الان.. عادت ذات "الديباجة" لتتكرر ، ويبدو ان من اعادها شطب فقط من عنوان حملتة الماضيه اسم "الصحف الاسبوعية " ووضع مكانها اسم "المواقع الالكترونية" حيث عدنا نسمع بين الحين والاخر ذات المصطلحات التي تغمس من قناة انه لا يجوز نشر الاساءات او التعرض لحياة الاشخاص العامة.
اود هنا توضيح قضية هامة لمن يحملون فكرة تحجيم وتقنين العمل في المواقع الالكترونية بان ما فاتهم التنبه اليه هو ان الصحف الاسبوعية هي صحف ورقية تطبع في الاردن وتحوز على موافقات حكومية ويمكن مقاضاتها والتحكم الى حد ما بسقف الحرية الممنوح لها ترغيبا او ترهيبا... لكن العمل في المواقع الالكترونية مختلف تماما ، فانت لا تستطيع التحكم باثير الهواء المنتشر في الكرة الارضية لان خدمة الانترنت هي ملك سابح في فضاءات العالم ليس من السهل ان تتحكم به دولة او تحصره محكمة جزاء هنا او محكمه جنايات هناك.
اقول ... كان الافضل لمسؤولي الحكومة قبل ان يفكروا في كبح جماح هذه المواقع التفكير قليلا في فائدة هذه المواقع وايجابياتها العديدة مقارنة بما يدعونه ، اذ يكفي ان هذه المواقع الالكترونية استطاعت الدفاع عن الاردن في قضايا كثيرة كانت تثار ضده الوطن في مواقع اخبارية عالمية وكان لها الفضل عبر العامين المنصرمين من انطلاقها بانها استطاعت نقل الصورة المشرقة عن الحرية والديمقراطية في الاردن ... فهل من الحكمة ان نتسرع فنصدر تشريعات صارمة ضد هذه المواقع في الوقت الذي يستطيع اي ناشر من هؤلاء نقل "سيرفر" موقعه الى لندن ليصبح خارج نطاق التشريعات الاردنية..... هذه مجرد افكار اتمنى على اي مسؤول الاخذ بها قبل التهور في دخول حرب "دونكوشوتية" مع المواقع الالكترونيه لا فائدة منها.
Hashem7002@yahoo.com
1 - |
ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه.
|
04-06-2008 04:00 PM
سرايا |
لا يوجد تعليقات |