11-07-2013 09:15 PM
سرايا - سرايا - على ضوء الشموع يفترشون الأرض لتناول وجبة الإفطار المتواضعة المكونة من الشوربة والسلطة ويخنة البرغل وفتة اللبن، لا وجود لأطباق فاخرة من الدجاج أو السمك أو اللحوم أو الحلويات على مائدة إفطار هذه العائلة السورية اللاجئة.
هذا هو الحال في جميع مراكز إيواء اللاجئين السوريين أو أماكن تواجدهم في لبنان، إذ بالكاد يتمكن والد هذه العائلة المؤلفة من ثمانية أطفال وزوجة من توفير ما يكفي لشراء الخبز والخضار والأرز واللبن والبرغل والتمر.
هذه العائلة هي الأكبر في مجمع مؤقت لإيواء اللاجئين السوريين في منطقة الأوزاعي بمدينة صيدا جنوبي لبنان، يضم ما يزيد عن 750 شخصا.
الوالد وليد سلوم من حماه لجأ إلى لبنان برفقة عائلته قبل 6 أشهر ووجد غرفة صغيرة له ولأفراد أسرته في هذا المجمع بعد أن حرم أطفاله من الدراسة و تشتت عائلته بين لبنان وتركيا وسوريا.
وقال سلوم لـسكاي نيوز عربية: "أهلي بتركيا والقسم الآخر داخل سوريا ونحن نعيش في حالة فقر مدقع في لبنان ولا نشعر أن رمضان هو نفسه الذي اعتدناه كل عام".
وأضاف: "لا نشعر بحلول رمضان لأن كل شيء تغير منذ أن نزحنا إلى لبنان وافترقت العائلة، والدي كان لا يجلس على طاولة الفطور من دون وجود أولادي والآن كل واحد منا مشتت في بلد مختلف، كيف لنا أن نشعر برمضان" .
وكان يعمل سلوم في تربية المواشي وزراعة التبغ في سوريا ويعيش في منزل مؤلف من 8 غرف، بينما ينام الآن مع زوجته وأطفاله الثمانية في غرفة واحدة لا تزيد مساحتها عن عشرة أمتار مربعة.
ورغم أن مياه الشرب متوفرة، إلا أن التيار الكهربائي ينقطع لأكثر من 12 ساعة يوميا.
يتوق وليد الآن أكثر من أي وقت مضى للعودة إلى دياره واستعادة مهنته ولم شمل عائلته، وهو يدرك جيدا أن الأمر غير ممكن في الوقت الراهن لكنه يتمنى أن يمضي رمضان المقبل في سوريا محاطا بكامل أفراد أسرته.