12-07-2013 02:10 AM
سرايا - سرايا - تحتشد مصر اليوم مجددا في ميادينها "لدعم الشرعية" وتأييدا للرئيس المعزول محمد مرسي، بينما دعت حركة تمرد التي نسقت للاحتجاجات الحاشدة ضد مرسي مؤيديها إلى التجمع في ميدان التحرير بوسط القاهرة اليوم الجمعة أيضا للاحتفال بحلول شهر رمضان.
ويأتي شهر رمضان هذا العام في ظل أزمة تركت المجتمع المصري أكثر انقساما من أي وقت مضى في التاريخ الحديث.
وهدأ الوضع في القاهرة والمدن الاخرى بدرجة كبيرة منذ احتجاجات الاسبوع الماضي واشتباك يوم الاثنين الذي قتل فيه أربعة من قوات الامن.
وبينما قالت جماعة الإخوان المسلمين إنها لن تساوم على الشرعية ولن ترضى بغيرها بديلا، أدانت الجماعة محاولة الاعتداء على قائد الجيش الثاني الميداني.
فقد دعا "التحالف الوطني لدعم الشرعية" الذي يتكون من عدة قوى سياسية مصرية، إلى تنظيم مسيرات احتجاج حاشدة في القاهرة اليوم الجمعة تحت عنوان "مليونية استرداد الثورة" تنديدا بما أسمته "الانقلاب على الشرعية"، في إشارة إلى الخطوة التي قام بها الجيش بعزل الرئيس مرسي.
وعلى صعيد متصل دشن شباب من اتجاهات مختلفة حملة باسم "ائتلاف شباب ضد الانقلاب العسكري".
وأصدر الائتلاف بيانا تأسيسيا قال فيه "نحن مجموعة تتضمن شريحة عريضة من الشباب من مختلف التيارات الوطنية الذين شاركوا في ثورة 25 يناير المجيدة التي رسخت للدولة المدنية الحديثة التي تقوم على التداول السلمي للسلطة وإطلاق الحريات والتخلص من كل أشكال السلطة القمعية، نرفض الانقلاب العسكري رغم اختلاف كثير منا على العديد من قرارات وسياسة الرئيس محمد مرسي، يحركنا رفضنا لاغتصاب السلطة على أيدي العسكر الذين أذاقونا الويل خلال فترة دامية حكموا فيها مصر بعد الثورة سالت فيها أنهار من دمائنا".
وطالب الائتلاف بعودة "الرئيس المنتخب إلى الحكم ومحاكمة الخونة الذين قاموا بالانقلاب".
وهددت الخلافات الداخلية بعرقلة خطط الانتقال السياسي في مصر أمس فيما أصدرت النيابة العامة أوامر ضبط وإحضار لقيادات جماعة الإخوان المسلمين التي تتهم بالتحريض على اشتباك مع جنود في القاهرة قتل فيه 53 من المحتجين.
وأثارت أعمال العنف التي وقعت يوم الاثنين بين مؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي أول رئيس منتخب ديمقراطيا الذي أطاح به الجيش الأسبوع الماضي وجنود أمام نادي ضباط الحرس الجمهوري خلافات عميقة في أكبر الدول العربية من حيث عدد السكان.
وأمرت النيابة العامة أمس الأربعاء بإلقاء القبض على مرشد جماعة الاخوان المسلمين محمد بديع وعدد من قيادات تيار الإسلام السياسي مما أعاد للأذهان ذكريات القمع الذي عانت منه الجماعة في عهد الرئيس السابق حسني مبارك الذي أطيح به في العام 2011.
ودعت جماعة الاخوان المسلمين الى مسيرات احتجاج اليوم بعد صلاة الجمعة مما يزيد خطر قوع مزيد من العنف بعد أن أسفرت اشتباكات بين الفصائل المتنافسة في أنحاء متفرقة من مصر عن سقوط 35 قتيلا الأسبوع الماضي.
وقال جهاد الحداد المتحدث باسم جماعة الإخوان المسلمين انه لم يتم اعتقال أي من قياديي الجماعة وإن بعضهم يشارك في الاعتصام عند مسجد رابعة العدوية حيث يعتصم آلاف من مؤيدي مرسي منذ نحو أسبوعين رغم حرارة الجو الشديدة.
وقال إن الاتهامات الموجهة إليهم بالتحريض على أعمال العنف: ليست سوى محاولة من الدولة البوليسية لفض اعتصام رابعة. وقال: ماذا نفعل في دولة بوليسية عندما تكون قوات الشرطة مجرمة والقضاء خائن والمحققون يزيفون الحقائق.. ماذا نفعل؟ ويتزايد انقسام المصريين البالغ عددهم 84 مليون نسمة بين من احتشدوا يوم 30 (يونيو) حزيران للمطالبة باستقالة مرسي وإسلاميين غاضبين يقولون إن حقوقهم الديمقراطية سلبت فيما وصفوه بأنه انقلاب عسكري.
وعلى صعيد التشكيل الحكومي، قال حازم الببلاوي رئيس الوزراء المؤقت انه يتوقع الانتهاء من تشكيل الحكومة الانتقالية بحلول اوائل الاسبوع القادم وهو يسعى الى تنفيذ "خارطة الطريق" المدعومة من الجيش التي تشمل اجراء انتخابات برلمانية جديدة في غضون ستة أشهر.
ويقر الببلاوي بأن تشكيل حكومة تحظى بتأييد شامل يمثل تحديا.
وقال "لا أعتقد أن أي شيء يمكن ان يحصل على اجماع."
وأضاف: بالطبع نحن نحترم الرأي العام ونحاول الالتزام بتوقعات الشعب لكن هناك دائما وقتا للاختيار. هناك أكثر من بديل ولا يمكنك إرضاء الشعب كله.
وأشارت مجلة الايكونوميست إلى أن الببلاوي مستعد لعرض مناصب في حكومته على الإسلاميين بما في ذلك شخصيات من الإخوان المسلمين. وتقول الجماعة إنها لن تشارك بأي شكل في حكومة ما تصفه "بانقلاب فاشي".
وهناك عقبة محتملة أخرى في عملية سياسية ضرورية لاستعادة الاستقرار وهي المشاحنات بين الأحزاب الإسلامية والليبرالية بشأن صياغة دستور جديد ولاسيما المواد الخاصة بالشريعة.-(وكالات)