حرية سقفها السماء

وكالة سرايا الإخبارية

إبحــث في ســــرايا
الخميس ,26 ديسمبر, 2024 م
طباعة
  • المشاهدات: 27500

كيف نفكر تربويا محليا وعالميا

كيف نفكر تربويا محليا وعالميا

كيف نفكر تربويا محليا وعالميا

13-07-2013 10:31 AM

تعديل حجم الخط:

بقلم : الأب عماد الطوال
لمسنا جميعاً من خلال خبرتنا وتجربتنا التربوية مؤخراً أن التربية متحركة متغيرة هذا شعار أطلقته في إحدى مقالاتي مشيراً إلى المتغيرات المحيطة بالأنظمة والطلاب على جميع الصعد ممثلة بالظروف الاقتصادية والسياسية والبيئية والاجتماعية، وهذه المتغيرات طالت فئات أعمار الطلاب جميعاً وفي شتى مواقعهم.
لاحظنا تأثير هذه المتغيرات في الحقب الزمنية المختلفة فمنذ مئة عام كانت الظروف التربوية التعليمية مختلفة تماماً بتأثيرها على الطلاب وأصاب التغيير أيضاً الحقبة الثلاثينية السابقة تلتها الحقبة العشرينية، ولكل من الحقب السابقة ظروفها وخبراتها وتجربتها الخاصة، لكن الآن ما هي تحديات الحقبة الأخيرة التي نعيشها وسنعيشها خلال السنوات القريبة التالية؟.
مما لا شك فيه أن نوع التربية والتعليم تغير عبر التاريخ هذا ما لمسه الأجداد والآباء وهو محور حديث السابقين عن تعليمهم وتعليمنا من الناحية الاجتماعية، أما من الناحية الأكاديمية فقد اختلفت وسائل وأساليب التدريس تماماً وسيقت النظريات واختلفت الإدارات ووجهات نظرها تبعاً لذلك فكان في الحصيلة تغير ملموس وواضح على المسار التربوي التعليمي.
نشير هنا إلى أبرز المؤثرات على تربية شاب اليوم خصوصاً الفئة العمرية في العقدين الأوليين للحياة مثل: I phones،face book ، laptop، computers
ثم تأثُر وارتباط الشباب بشخصيات عالمية مختلفة كالممثلين ولاعبي الكرة والمصارعين وغيرهم، إذن فالمتغيرات ليست فقط تكنولوجية بل هي متعددة ومتشعبة ومعقدة نوعاً ما تبعاً للحياة التي بات الطالب يعيشها.
الآن ما هي التغيرات المستقبلية المتوقعة؟
التجربة تقول أن هذه التغيرات تنطوي على نواحي متعددة لها انعكاسات ايجابية وسلبية: البيئة، الصحة، العمالة والعمل، حقوق الإنسان، تغيرات ديمغرافية، ثقافة (الماكدونالز – الكوكا كولا) وغيرها مما شكل ثقافة الطالب بعيداً عن التعليم.
السؤال الآن هل يقوم التعليم وتواجه التربية هذه المتغيرات دون إحداث تغيير في النظريات التعليمية التي لابد أن تخضع للظروف المحيطة والبيئة المؤثرة، هل ستمر هذه المرحلة بسلام يطال التعليم والمتعلم؟.
أشار دريكرر عام 1993 في دراساته المتنوعة أن هناك تحولات حادة كل مائة عام تجمع وتفرق، إذن نحن على قناعة أن كل فترة لدينا عالم جديد له احتياجاته ورؤيته.
أمام هذه الإشارة للتحولات الاجتماعية والتغيرات الثقافية للطالب والظروف الاقتصادية والسياسية، ما هي رسالتنا التربوية وماذا نقدم لمواجهة هذه الأزمة الواقعية؟.
هنا لا بدّ أن نشير إلى ضرورة تغيير نمط التعليم فما عاد مقبولاً أن يقوم التعليم على العمل الأحادي والفردي (أنا)، وما عاد يجب أن يكون التفكير والعمل سلطوياً محتكراً يقوم على وجهة نظر واحدة (المعلم)، بل أصبح من الضروري إيجاد نمطٍ جديدٍ تفكيراً وعملاً، والفكرة تكمن بأنه لا بد أن أفكر بذاتي ومجتمعي وبيئتي دون الخوض بالعالم وفكره، فلكل ظروفه.
هذه الفكرة جاءت عام (1980) في كتاب"الأمة في خطر" عندما شعر الغرب أن الاقتصاد الآسيوي احتكر العالم واندمج وأبدع، فرأت نفسها في خندق ذاتي ومحلي، ونحن بدورنا سنصل إلى هذه المرحلة ما دمنا قد وعينا لها.
هذه دراسة توضح التفكير والعمل عبر التاريخ ضمن فترة زمنية معينة
الفترة الجهة المنفذة التأثير التربوي السيطرة المجتمعية
قبل عام 1890 فردي قلة أشخاص التفكير والتطبيق الفردي
1870-1970 محلي بعض الأشخاص التفكير والتطبيق محلياً
1970-2000 وطني جماعة كبيرة التفكير وطنياً والعمل محلياً
1980-2010 دولي أغلب الجماعة التفكير عالمياً والعمل محلياً
2010 عالمياً الجميع التفكير والتطبيق محلياً وعالمياً

يجب أن نعمل لنؤثر على النظام التربوي من خلال التفكير والتطبيق محلياً، فالقيادة التربوية يجب أن تعمل على آلية جديدة تضع بعين الاعتبار متطلبات المجتمع الذي تنتمي إليه.
والسؤال في هذه المرحلة هل ينجح التأهيل الآني للبلوغ للنجاح المطلوب للطالب؟
هنا نشير إلى الإرادة التي نستمد منها قوة لتحقيق الأهداف والوصول إلى تعليم نوعي، تعليم قيادي مدروس ومنظم ومتفاعل مع المجتمع.
تقوم القيادة التربوية التعليمية الناجحة على مبدأ القيادة الديمقراطية والتي ترتكز على أساس احترام شخصية الفرد، حرية الاختيار والإقناع والاقتناع وتقوم بشكل أساسي على إقامة علاقات إنسانية بين القائد والفريق وإشراكهم سواء في اتخاذ القرارات أو في وضع الأهداف والتخطيط والتنفيذ والتقويم للأنشطة المختلفة كما تقوم على أساس مبدأ تفويض السلطة، فتكون المسئولية في ظل القيادة الديمقراطية موزعة على الجميع ويصب جهد الجميع بصورة تجعل من المؤسسة أسرة تجمعها أهداف مشتركة يتعاون أفرادها على تحقيقها.
وبما أن نجاح المدرسة يقوم بشكل كبير على كفاءة وفعالية قيادتها التربوية فإنها ليست بحاجة إلى قائد بدون إدارة، ولا إدارة بدون قائد، إنما هي بحاجة إلى قيادة إدارية تربوية واعية لأهمية التغيير تمتلك رؤية تطويرية، من هنا وجب التركيز على تأهيل القيادات الإدارية والذي يعتمد بشكل رئيسي على تنمية وتعزيز المهارات القيادية واتجاهات الأفراد والمدرسة.
فالهدف هو الوصول إلى قيادة داخلية تقوم على مبدأ الوحدة فتنتقل من المدرسة إلى خارجها ومن الصف إلى المدرسة ومن المدرسة إلى المجتمع لتكون قيادة تكاملية تضامنية وتشاركية تفاعلية، وقد وجدنا من خلال التجربة أن القيادة المدرسية الناجحة تبنى على القدرة على قيادة الآخرين ثم على بناء القدرات والعلاقات في ظل تطور المجتمع.
لقد بات من الضروري الانطلاق إلى المستقبل بخطى ثابتة وإعادة الحياة للبرامج القيادية لتنتج براعم علم تضعهم على أدراج المستقبل ليواكبوا العصر ويحملوا روح التطور والتغيير ويبدعوا في مجتمعهم فيما بعد.








طباعة
  • المشاهدات: 27500
لا يمكنك التصويت او مشاهدة النتائج

الأكثر مشاهدة خلال اليوم

إقرأ أيـضـاَ

أخبار فنية

رياضـة

منوعات من العالم