13-07-2013 10:49 AM
بقلم : د.عبدالله عامر البركات
اكتشفت لا بطيخان الثقافة شيء لا فائدة منه. فبعد ان صعقت من مدى جهل اكثر طلاب الجامعات بكثير من المعلومات الاولية في كل العلوم والفنون وتحسرت عليهم وشعرت بالاحباط تجاه حالهم وعدم ادراكهم لما هم فيه من جهل فادح, وبعد ان عملت جاهدا على اشعارهم بسوء حالهم وحاجتهم الى التغيير دون جدوى, تبين لي انهم على حق. فما فائدة ان يعرفوا ان الميل 1.6 كيلومتر تقريبا وليس 1000 كيلومتر كما يظن اغلبهم وان الباوند نصف كيلو تقريبا وان الماء يتجمد على صفر مئوي ثم ما حاجتهم ان يعرفوا كيف يحولون من مئوي الى فهرنهايتي او ان يعرفوا من اخترع التلفزيون او من اكتشف البنسلين او من عثر على امريكا بالصدفة وهو يبحث عن الهند او من اكتشفت الراديوم بل ما هو الراديوم وهل هو عنصر ام نوع من العناكب . ثم ما جدوى ان يثقل كاهل دماغه بمعلومات عن البحتري او المتنبي او ان يحفظ بعض اشعارهما . وما نفع حفظه شيئا من شعر شوقي او شعر عرار بل ان يعرف ان كان الاخير شاعرا اردنيا او قطا صحراويا. بل ما فائدة ان يحفظ جدول الضرب او كيفية اجراء العمليات الحسابية الاولية وهو لا يعدم رجلا مسنا ليستخرج له معدله بحسبة بسيطة . بل ما دواعي ان يحفظ عشر ايات من القران وخمس احاديث للنبي صلى الله عليه وسلم. وسيكون من نافلة القول الاشارة الى عدم حاجته الى معرفة من هو نلسن منديلا او ماتن لوثر كنج.
ما حاجته وحاجتهم الى كل ذلك وهو ان تشاجر في الجامعة فزع له مئة من عشيرته وشلته بمضاريبهم وقناويهم وسلاحهم الابيض لا يدرون فيما تشاجر. وان نكت نكتة بايخة قهقه له زمرة من رهطه حتى يغمى عليهم. وان تقدم لامتحان ما زود نفسه بلفائف من ورق السجائر تحوي كل ما يريد من علم. او رتب له اعوانه مايكروفونا او سماعة مسجد تبث الاجابات على الهواء مباشرة بعد ان يقوم صديق انتحاري بتسريب الاسئلة.وان تخرج من الجامعة وكان له ظهر عين في احسن المناصب وان لم يكن له ظهر تشرد في شوارع القرية او المدينة مدخنا افخر السجائر ومتنعما بمذاق الكنافة النابلسية على حساب والديه.
اكرر اعترافي بالخطأ في مطالبتي للطلبة بزيادة وعيهم وتوسيع ثقافتهم وتعظيم طموحاتهم.