15-07-2013 10:13 AM
بقلم : عمار الجنيدي
بداعي التمرّد والإصرار على أن يظلّ شامخاً كسنديانة عجلونية، يدفعه التحدّي لاجتراح المزيد من الإبداع الحرّ الجريء والمشاكس ، وحتى يظلّ إرثه ومنجزه الإبداعي شوكة مرّار في حلوق المدّعين فإن الرفض لحالة الحصار المفروضة على بعض المثقفين والمبدعين ونشطاء العمل الثقافي والاجتماعي في عجلون الما زالت مستمرّة واللا مبرّر لها؛ حيث التصفية الإبداعية الممنهجة وسيلتها معهم، عن طريق الإقصاء والتهميش والإبعاد والنفي والجور والاستغلال والإحباط وعدم الاعتراف؛ تلك السياسة البعيدة جداً عن الأخلاق وشرف المواجهة بين الفرسان، والتي لم تؤثّر حتى على إبداعهم وكتاباتهم وتواصلهم مع الثقافة التي تعايشوا معها وعشقوها بدافع تطوعي نابع من حبهم للثقافة والمثقفين الذين هم من أعلى المراتب التي تخدم الوطن والمواطن من خلال التعبئة التوعوية والتثقيفية وليس كغيرهم ممن لم يكن لهم حضورا إلا بدافع الأجر .
وفي الجهة المقابلة يجري الاحتفاء ب أدعياء الثقافة ومتكسّبي الأُعطيات، ويجري التعتيم على فعاليات "عجلون مدينة الثقافة الأردنية"، وتبنّي حالة التطبيل والتزمير، وعزوف الكثير من المبدعين عن المشاركة أو حتى الحضور بسبب الإمعان في تهميشهم وإقصائهم والعمل على إحباطهم وتطفيشهم من عجلون والاحتفاء بالغريب والهجين على حساب المبدع المحلي: (العجلوني) صاحب الإبداع الحقيقي الذي يكافح من أجل إثبات حضوره وكفاءة مُنْتَجَه..
هناك من لم يعجبهم الانتقاد المستمر لحالة البؤس الثقافي في عجلون ، ولم يعجبهم وقوف بعض المبدعين بشراسة الفرسان النبلاء بوجه من أرادوا إضمّامهم إلى جوقة المطبّلين الذين أوكِلت لهم مهمَّة إعلاء شأن الانجازات الوهمية؛ هناك من لم يعجبهم حالةفض لكل أشكال الابتزاز والتهديد والعنف الثقافي ضدّ المبدعين ونشطاء العمل الثقافي التطوّعي وضد من يقف معهم؛ هناك مَنْ أزعجهم أن يبقى الصوت هادراً متسائلاً عن المسئول عن هدر طاقات مبدعي ومثقفي محافظة عجلون الخلاّقة، ونفيهم وإحكام الحصار والظلام على أحلامهم، وعن المستفيد من وراء قمعهم والحجر المفجع على إبداعاتهم ورميهم في مغاور النسيان، وعن المسئول عن تردّي الحال الثقافي في المحافظة، وغياب الإدارة الثقافية؟؟؟، فحالة البؤس الثقافي هذه تحتاج إلى قرار جريء لوقفها؛ تلك التي عملت على تكريس الرداءة بتبنّيها لثقافة الإقصاء والتهميش والبذاءة، فعجلون التي تمرّ بحالة بؤس ثقافي نتيجة استشراء حالة التنفيع والتكسّب التي يتم استبعاد المبدعين من الفعاليات المختلفة، وعبر التجاوزات والاهانات والاقصاءات والتهميشات وإلغاء المبدعين الحقيقيين في المحافظة، تدعوني لأظل أصيح: لا عزاء ل - مبدعي عجلون – وهم يصيرون إلى التشظّي والتصدّع والانهيار ، بفعل عوامل القهر والاستعباد التي تمارس عليهم وبفعل استباحة آمالهم وآلامهم ومصادرة أسئلتهم وفرض الإقامة الجبرية عليها، تمهيداً لتصفيتها، فالمبدع الذي يُلغى دوره في المجتمع ويُلجَم صوته إنما يعزز ذلك من فجائعية إحساسه بخراب العالم الخارجي وفساد الحياة الإنسانية، ويكرِّس إحساسه الثاوي بعبثية جدوى الاستمرار بفعل الكتابة، وبأنه مقهور وعاجز عن تغيير واقعه نتيجة الضياع والسلبية في الوسط الثقافي وتفكيك الروابط الإنسانية التي من شانها أن تدعم قوى الفكر والإبداع وتوليه جُلَّ اهتمامها ورعايتها، مما يثبّط اندفاعه ويخدِّر إمكاناته الإبداعية باللاجدوى ، ويصير الفعل الإبداعي عنده رديفاً للفعل الجرمي بمختلف مظاهره المرضية، فتنتشر تبعات العنف والإرهاب الفكري ليفرغ الإبداع من مضمونه الإنساني وتشيع السلبية والخنوع واللامبالاة والاندحارية.
**********