15-07-2013 10:50 AM
بقلم : ديما الرجبي
دائماً ما اتردد قبل أن اكتب عن " الغلاء " والقرارت التي تقع على حين غرة !!
لأنني غالباً ما أتخيل وهو مجرد" خيال خصب" ربما او" فنتازيا معينة" تُداهم عقلي بعد أن اتفاجىء بالقرارات المتميزة دائماً برفع الأسعار , صدقاً يحضرني ذات المشهد دائماً
(( سبحان الله )) , أرى بأن هنالك من يفيق كل يوم ويحتسي فنجان قهوته على شرفة منزله " الفاره " المُطل على الحياة. بما فيها من دواب, وأعلاف,, وخردة , وقمامة, وروائح وأغبرة وأتربة وأصوات صراخ وإزعاج , ودعونا لا ننسى تطُل على ما يسمى " بني آدم "
فيقول هو في قرارة نفسه وانا اسمعه لأنه حلمٌ أتعايش معه كل يومٍ , " لا بد من إحداث تغيير " .. هكذا يقول !!
لأتبع تلك الخطوات وأرى ما التغيير الذي قد يُجدي نفعاً لنا هذه الأيام ؟ فأتفاجىء بأنه رسم رسمة ضخمة . كبيرة . هائلة . ونقشها على إحدى جدران منزله" الفاره" . ممسكاً بيده ريشةً أضخم من حجم اللوحة !! ليبدء بخط التغييرات الجديدة . وأتعجب لحال اللوحة , إذ انها منقوشةٌ بخط مستقيم تخلوا من التدرجات أو العشوائيات أو التداخلات ولا حتى نوع من الرتوش يتخلل هذه اللوحة . علماً بأن صديقي هنا على ما يبدو فناناً بالفطرة ,. حتى ان ريشته لا تذرف نقاطً خارج اللوحة , بل إنها تسكب الحبر بقوةٍ وبثبات داخل المنحوتة ؟؟
ولو كان الأمر يرجع لي ولو كان الحال ليس حلمً أو خيال , لقلت لصديقي ان يحاول تجفيف ريشته على لوحة خارجية , بتلقائية تامة , عله ذات يومٍ يحدث معه كما حدث مع بيكاسو عندما إشتروا لوحةً له أحد المعجبيين بملايين الجنيهات , ولم تكن لوحة كاملة بل كانت ورق إستخدمه لتنظيف ريشته من بقايا الدهان وشكلت ثروة فنية عبقرية!! .
والآن المدهش بصدق عندما أتم النحت والنقش والرسم ( في الحلم أو الخيال ) , وما اثار فزعي وأردت أن افيق من هذا الكابوس اللامعقول , هو نهاية اللوحة , تخيلوا معي ما الذي زاده على هذه اللوحة وما النتيجة التي حصلت .
زاد على جسدٍ قد أتلفته الأهداف المباشرة التي رُسمت بالريشة . أضاف عليه لوحةً الكترونيةً كُتب عليها (( يمنع التواصل مع العالم الخارجي والداخلي وخصوصاً لذوي الدخل المحدود ))
الآن ربما المشهد لم يتضح لكم كما ارآه اليوم . عندما تكون اللوحة مشوهة ومباشرة ولم يتم الإستعانة الا بلونان فقط لرسمها وهم " الأحمر والأسود " , وتفتقد للمرونة وتخلوا من الروح الناطقة على حد تعبير بعض الفنانيين التشكليين (( اللوحة تنطق ))
فأعتقد بأن عزلها عن العالم المحيط بها بهذه الطريقة غير المبررة , ستخلق منها مومياء ناطقة تأكل كل ما يُحيط بها , لأنها وبكل بساطة فاضت عليها تلك الريشة بالكثير من اللمسات المباشرة وفقد الرسام الموهبة في صنع بعض الرتوش الحيوية
وهذا ما هو الا خيالات وربما رؤيا ضبابية لتلك اللوحة المشوهة والمباشرة
وكان الله بالسر عليم
والله المستعان