بقلم : محمد خير طيفور
جبر ظاهرة اعتبارية تمثل الشعب المسرف والمبذر
ما هو المنسف ؟ كيف يتعامل جبر مع المنسف بعد انتهاء الأكل ؟ وهل جبر يعتدل في طعامه وشرابه ؟ ما هو الإسراف من منظور الدين الإسلامي ؟ وهل أخذ جبر العبرة والاعتبار من قراءته للقرآن والسنة ؟ ما هو الحل لمشاهدة بقايا المناسف من الرز واللحم موضوعة في داخل أكوام الزبالة ومركونة على الطرقات والروائح الكريهة تفوح منها ؟
المنسف البلدي " وما أدراك ما المنسف عند جبر !" وأفضلها المنسف في الجميد الكركي المنسوب لمدينة الكرك ، وهناك المنسف الفلسطيني ، والأردني ، والشامي ، والخليجي ...ولكن أطيبها المنسف البلدي المكون من الجميد واللبن ( البلدي ) ويتم طهي اللحم مع اللبن بحيث يتشرب نكهة اللبن ، ويتم وضع خبز ( الشراك على أرضية صدر المنسف ، فالأرز المطبوخ ، ومن فوقه اللحم والمكسرات من اللوز والصنوبر والكاشو ، ثم يشرب ب(( اللبنية )) على (( المواكل )) ...وبعدها يشرع الضيوف بالأكل عن طريق اليد مباشرة وتوظيف خمسة أصابع اليد في الأكل وذلك بعد دعوة المعزب لهم (( تفضلوا على كيس المعازيب )) ...وبعدها يبدأ الأكل .
وبعد انتهاء الطعام تحمل صدور المناسف التي لم يؤكل منها سوى الثلث ولم يوزع منها للفقراء لعدم وجودهم مما يدل على أن الفقر ظاهرة وهمية غير موجودة مما يجعل المعزب مجبرا على وضعها في أكياس الزبالة على شكل أكوام على جوانب الطرقات أملا بالتخلص منها من خلال عمال النظافة . وبعد مرور أكثر من خمسة أيام فأكثر عليها تنبعث منها روائح نتنة وكريهة مما يعكر مزاج المارة وخاصة السائح الذي جاء لكي يتمتع ويتنزه .
هذه الظاهرة عند جبر قادتنا إلى البحث عن الإسراف والمسرفين وما حكم الكتاب والسنة فيه ؟
الغذاء في اعتبار القرآن وسيلة لا غاية، فهو وسيلة ضرورية لابد منها لحياة الإنسان، دعا إليها القرآن (يا أيها الناس كلوا مما في الأرض حلالاً طيباً ) [ البقرة: 168] و جعل الله في غريزة الإنسان ميلاً للطعام، وقضت حكمته أن يرافق هذا الميل لذة لتمتع الإنسان بطعامه و لتنبيه العصارات الهاضمة و أفعال الهضم، فليست اللذة و التمتع في الطعام و الشرب هي الغاية فالدين يعيشون من أجل التلذذ بالطعام والشراب شبههم الله سبحانه بالأنعام وهي صفة من صفحات الكافرين الجاحدين قال تعالى : ( و الذين كفروا يتمتعون و يأكلون كما تأكل الأنعام و النار مثوى لهم)محمد الآية 12 .
إنها القاعدة الصحية العريضة التي قررها الله عز وجل حين قال في كتابه العزيز (يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ) الأعراف:31
نخلص على أن الإسراف والتبذير حرام شرعا ، وعلى جبر أن يكون أكثر وعيا .....وقد وصل الأمرفيه أنه عندما ترشح للبرلمان دعا جمهوره على أكثر من 1000 منسفا إيمانا واعتقادا منه أنه كلما قدم مناسفا أكثر تكون له الفرصة أكبر.
الحل إن الإسراف والتبذير في الطعام والشراب ظاهرة تفشت في مجتمعنا وأصبح الغني يبذر بما يمتلك من فلوس زيادة دونما حساب ونسي أن هناك فقراء لا يجدون قوت يومهم وهم أولى في المساعدة لكي نخلق مجتمعا متكافلا ومنها نخفف من ظاهرة الجوع والفقر بدلا من وضع الأغذية والمناسف في أكوام الزبالة كما هو اليوم عند مجتمعنا من تفشي ظاهرة حضارة المصانعة والمشابهة مما جعل الفقير يحاول تقليد الغني ويقع في الاستدانة من البنوك لكي يثبت أنه حاتم الطائي وأبو الكرم والمكارم لكي لا يظهر بمظهر الفقير أمام الناس ....فالفقر ليس عيبا يا جبر ولكن أشد أنواع الفقر هو فقر العقول المبنية على الجهل والمكابرة والمثل يقول :(( على قد لحافك مد رجليك )) .