16-07-2013 10:45 AM
بقلم : منور أحمد الدباس
منذ ان تسلم سمو الأمير حمد بن خليفه زمام الحكم في انقلاب ابيض على والده عام 1995 والدوله القطريه تتقدم في كل المجالات وتتوسع في خططها التنمويه ، الى ان وصلت في زمن سمو الأمير حمد بن خليفه الى مصافي الدول المهمه في الشرق الأوسط ، يساعده في ذلك كله رئيس وزرائه ووزير خارجيته الشيخ حمد بن جاسم ال ثاني ، والذي كان العضيد القوي لسمو الأمير حمد ، وقد اثبت الأمير ورئيس وزرائه النجاح الباهر على جميع الصعد في الداخل والخارج ، حيث قادوا دولة قطر بشعبها الخليجي العربي الإسلامي الطيب الى قمة التطور في كل المجالات وأهمها الإقتصادي والسياسي .
كان حكام دولة قطر يقودون دولة قطر بنفسٍ قوي وطموحات سقفها عالي ، وقد اثبتت هذه السياسات نجاحها الباهر امام شعبها والعالم العربي والخارجي . ففي المجال الإقتصادي الذي يحتاج الى كتابة صفحات كثيره لشرح هذا النشاط الذي اوصل قطر لأن تكون اول دوله في العالم منتجه ومصدره للغاز ، الأمر الذي استغله حكام قطر بشجاعه وذكاء خارق وأحرزو ا في دولتهم المتواضعه في مساحتها وسكانها اكبر نهضه في كل المجالات ، وخطت خطوات سريعه وناجحه في التقدم والإزدهار .
نجح القطريون في ايصال وطنهم منذ عام 1995 وحتى الفتره الإنتقاليه للسلطه بقيادة حمد الأمير وحمد رئيس الوزراء في اثراء هذه المرحله بإزدهار دولة قطر ، وسجلت رقماً اقتصاديا ً عالياً وضعها في الدائره العالميه لأقتصاد الدول المتقدمه والمتميزه في قوة اقتصادها عربياً وعالمياً ، وكان هذا ناتج عن مشاريع اقتصاديه تحققت في دولة قطر فعلياً وليس نظرياً ، ومشاريع أخرى ضخمه ينتظرها القطريون تحت التنفيذ تكاد تصل الى الخيال .
امّا الإنجاز الكبير الذي لا يقل اهمية عن الإنجازات الإقتصاديه فهو السياسي حيث غدت الدوحه كعبة تستقبل كل الأطراف التي تحمل قضايا في اوطانها ، وقد اثبت قادة قطر قدرتهم على حل بعض القضايا والخلافات العربيه والأسلاميه في السودان ولبنان والصومال ، وهناك قضايا أخرى في طريقها الى الحل ، ويشهد لها العرب والعالم انها قد اخذت دورا كبيراً في السياسه هو اكبر من حجمها الطبيعي السكاني والجغرافي ، لدرجه انها اخذت تقلق الدول العربيه الكبيره وتأخذ دورها في المنطقة، والذي وضعها في هذا الموقع السياسي المميز هو ذكاء حكامها وحسن رؤيتهم لحلحلة بعض القضايا العربيه وساعدهم في ذلك المنظومه الإعلاميه المتمثله في قناة الجزيره التي بدأ بثها في 1/11/1996 والتي كان لها دوراً اعلامياً شجاعاً وفاعلاً ومميزاً في تحريك الشارع العربي وتعرية الأنظمه العربيه التي غزاها الربيع العربي وكشف عوراتها ، حيث كان هذا الصرح الإعلامي الكبير مصدراً مزعجاً للحكام العرب ، الذين اجتاحتهم ثورات الربيع العربي ، وأطاحت بأنظمتهم الفاسده المنحازه الى العدو الصهيوني في السر والعلن وكشفت كل المستور عنهم ، ولم يعد بمقدورهم الإستمرار في تضليل الشعب أو تغييبه وتهميشه ، فكشفت الجزيره الكثير عنهم والَّبت الشعوب عليهم حتى انفجرت ثورات الربيع العربي ، وكانت الجزيره اكبر معين لنصرة شعوبها ، ولا يستحي نظام مبارك البائد في وقوفه الواضح المفضوح الى جانب اسرائيل ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزه الصامد حيث فرض عليه الحصار ، وشجع اسرائيل في عدوانها على قطاع غزه وقد تم أخذ قرار الحرب على غزه من داخل قصر الإتحاديه في القاهره للقضاء على حركة حماس وإعادة قطاع غزه الى حضن السلطه الفلسطينيه ، لكن الله تعالى افشلهم وبقيت غزه وشعبها وحركة حماس وكل المناضلين في القطاع وصغرت مصر حسني مبارك في أعين الشعوب العربيه والإسلاميه .
وقد إزدادت هذه النجاحات الواسعه للقياده القطريه "الحمديه" الظافره بعد قيام امير قطر وعائلته بزيارة قطاع غزه المحاصر وخلخلة هذا الحصار ودعم قطاع غزه بالمال الوفير ، وكذلك ساهم في رفعة وتألق دولة قطر حيث تبنت قيادتها دعم ثورات الربيع العربي ، فكان لموقفها الرائع صدى واسعاً بين الشعوب العربيه والأسلاميه حين دعمت الثوره المصريه التي كنست نظام مبارك ، والثوره الليبيه التي شطبت نظام القذافي الدكتاتوري المتسلط من قاموس الزعامات العربيه ، والثوره التونسيه التي اجبرت بن علي إلى اللجوء الى السعوديه ، وقد بذلت دولة قطر جهوداً كبيره في سبيل انجاح هذه الثورات ، ولا تزال تدعم الثوره السوريه التي تكافح منذ اكثر من سنتين للقضاء على حكم طغمة البعث في نظام سوريا المجرم ، حيث تدعم الثوار في الجيش الحر بالمال والسلاح ، ولا تنتظر حتى يأتيها الأمر من أي جهة كانت ، وهي سبب وجيه في المساعده على انجاح ثورات الربيع العربي ، والتي اصبحت شعوبها تتمتع بالحريه ، وهي الأن في مراحلها النهائيه لبسط الأمن وتثبيت الإستقرار في دولها .
ونحن نعلم بأن هذه الثورات العربيه تتعرض في أوطانها الى ارتدادات عكسيه ، تجتمع فيها فلول الأنظمه السابقه من تجار المخدرات والساسه الذين ساهموا في رهن اوطانهم والذين كانوا سبباً في تأخر المواطن وتجويعه ومصادرة حريات شعوبهم ، والفنانين اصحاب الفن الهابط وبيوت البغاء ، وخريجي السجون من المجرمين ومن الفاسدين الذين إنتفخت بطونهم من جراء نهب وسلب ثروات الشعب ، هؤلاء هم الذين تأثروا بثورات الربيع العربي ، وهم انفسهم من يعملون الأن في مصر وتونس وليبا على افشال هذه الثورات الشعبيه، لكن كل ما يخططون ويفعلون هو في نحورهم ، وسيفشلون ان شاء الله هم ومن يدعمهم ويحركهم من الخارج وقد اصبحت الأمور واضحه ، وسيلقى كل من يتبنى ويدعم الفلول حسابهم العسير في الدنيا والأخره وذلك بتوفيق من الله تعالى ثم بقوة الشعوب التي نالت حريتها وأعادت كرامتها المهدوره وبدعم من الدول الشقيقه ، وفي مقدمتها دولة قطرالقادره على الوقوف الى جانب الشعوب المظلومه ونصرتها ، حتى تتحقق احلام شعوبها بالحريه والإستقرار في اوطانها وتتخلص من الخونه الذين يفتقدون الولاء لأوطانهم .
والشعوب العربيه والأسلاميه تتطلع الى القياده القطريه الجديده والتي انتقلت القياده والحكم اليها بهذه الطريقه السلسه الحضاريه غير المسبوقه على المستوى العربي والإسلامي ، باستثناء الخطوة الإستثنائيه التي اقدم عليها القائد العسكري سوار الذهب حين سلم السلطه في السودان الشقيق عام 1985 ونتوسم بالقياده القطريه الجديده الخير . ونبارك لصاحب السمو امير قطر تميم بن حمد، ومعالي ناصر بن جاسم ال ثاني رئيس الوزراء وكل الوزراء في حكومة دولة قطر الشقيقه ، متمنياً لهم كل التوفيق والسداد في السير على خطى مَنْ قبلهم والذين حققوا مايشبه المعجزات في فترة حكمهم خلال الثمانية عشرة عاماً التي مضت ، وهي طيلة فترة العهد(الحمدي) في دولة قطر الشقيقه . ولقد كان للخطوه الكبيره التي خطاها جلالة الملك المفدى عبد الله الثاني ، بأن كان أول المهنئين بالحضور شخصياً الى الدوحه لتهنئة القياده القطريه الجديده ، كيف لا وجلالته عودنا بأنه أول من يبادر دائماً ويسجل مثل هذه المبادرات الكبيره في تعامله مع الأشقاء العرب والمسلمين .....
dabbasmnwer@yahoo.com